السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
دكتورتي الفاضلة: أخبرتك قبل شهرين أني كنت أمارس العادة السرية، وحين مارستها نزل مني دم، فشعرت بأن قطرة الدم هذه كأنها علامة تخويف ورعب من أجل أن أترك هذه العادة، وبالفعل، وبفضل من الله تركت هذه العادة السيئة التي سببت لي الألم والعذاب وتأنيب الضمير، ومن حينها لم أمارسها، وتبت إلى الله.
منذ فترة تقدم لخطبتي شاب، ولقد رفضته، لأني قرأت في أحد المنتديات بأن من تمارس العادة السرية سيكتشف زوجها بأنها كانت تمارسها، ولقد أخبرتني بأني إذا مارست هذه العادة لن أشعر بالاستمتاع أثناء الجماع عند الزواج، فلذلك رفضت الزواج، لأنني خشيت من أن يعرف بأني كنت أمارس هذه العادة.
أسئلتي هي:
- هل حين يتقدم شاب لخطبتي أخبره بأني كنت أمارس العادة السرية أم لا؟ وهل إذا أخفيت عنه أمرا كهذا سوف يعاقبني الله؟
- هل بتركي لهذه العادة سوف يعود جسمي لطبيعته، وأشعر بالاستمتاع عند الزواج، أم أني سأبقى مريضة إلى الأبد؟
- وإذا عاد الجسم لطبيعته، ما هي المدة التي يحتاجها الجسم للعودة لطبيعته بعد ترك هذه العادة؟
أرجوك أفيديني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ lama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الإسلام - يا ابنتي - يجب ما قبله، أي ينهيه، وتتغير شخصية الإنسان من حال المعصية والكفر إلى حال الطاعة والإيمان، وكذلك الحال مع التوبة، فمع التوبة يرجع الإنسان كيوم ولدته أمه، هذا إذا كانت المعصية في حق الله، وإذا كانت في حق الغير، فشرط التوبة هي رد المظالم والحقوق، ولذلك سمى الله سبحانه وتعالى نفسه الغفار، والغفور، والرحمن، والرحيم، والتواب، وغير ذلك من الأسماء والصفات التي فيها الرحمة والمغفرة والعفو.
واسم الغفار والتواب: أي كثير المغفرة وكثير التوبة، وهذا في مقابل كثرة المعصية وكثرة الأخطاء التي يرتكبها الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا ولم يرد لنا العذاب، بل أراد لنا الرحمة، وما خلق الله النار إلا ليحذرنا من الاقتراب منها، أو السير في اتجاهها، ونحن نعبد الله سبحانه وتعالى على ثلاثة وجوه، وأفضلها على الإطلاق هو حب الله، ولكن يعبد الله أيضا خوفا من النار وطمعا في الجنة، وهذا جائز، وهذه هي التجارة مع الله سبحانه وتعالى.
وعندما يقبل الله تعالى التوبة عن عباده، فإنه يغفر الذنب تماما ويمحوه من الكتاب، ويبدأ الإنسان صفحة جديدة، وفي هذا إشارة وتعليم بأنه لا ينبغي أن نذكر أخطاءنا أمام الآخرين، ولا يجب ذكر هذه الأشياء أمام الخاطب، فكيف إذن يغفر الله الذنب ولا نغفره نحن، ولأنه مع ذكر هذه الهفوات والأخطاء؛ فإن الإنسان لا يغفر خصوصا مع تكرار الخطأ والمعصية، وليس في ذلك خداع أو غش، وكلنا خطاء، وخير الخطائين التوابون، ولذلك لا داعي لذكر هذه الأشياء لأي أحد سواء الخاطب أو غيره.
ومع ترك هذه العادة يعود الجسم - إن شاء الله - إلى سابق عهده بل وأكثر، لأن في جسم المرأة أماكن كثيرة يمكن إثارتها، وليست الأعضاء الحساسة فقط، ولكن يمكن للمرأة الوصول إلى الشهوة فقط من خلال الملاعبة، وإثارة بعض الأماكن في جسمها حتى دون إيلاج، فلا داعي للقلق.
ولا تحدث تغيرات فسيولوجية في جسم الفتاة، أي لا تحدث تغيرات عضوية في الجسم، ولكن الذي يحدث هو تغيرات نفسية مرتبطة بين احتكاك الأعضاء الخارجية، وبين جلب الشهوة، وهذه التغيرات تختفي باختفاء الفعل، ويبدأ الجسم في التفاعل الطبيعي للعلاقة بين الرجل والمرأة، ولا يأخذ ذلك وقتا، بل تستجيب المرأة للتفاعل مع زوجها مباشرة بعد الزواج.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.