السؤال
السلام عليكم.
أعاني من عدم التحكم في البراز؛ بحيث عندما أكون قريبا من دورة المياه لا أشعر أني أريد الدخول إلى دورة المياه، وحينما ابتعد عنها أشعر أنه يجب أن أذهب إليها الآن (في نفس لحظة الشعور يجب أن أذهب).
والله أتعبني هذا الموضوع كثيرا، فقد ابتعدت عن الأصدقاء وأصبحت جليس البيت، ولو فكرت بالخروج أدخل دورة المياه لمدة نصف ساعة، وأحاول إنزال البراز بالقوة قبل أن أخرج، وعندما أخرج أتوقف في كل دورة مياه في الطريق، وعندما أشعر برغبة في دخول دورة المياه أشعر أني لا أستطيع التحكم بالبراز، وأنه سوف يتسرب إلى خارج المستقيم، وعندما أصل لدورة المياه لا أشعر برغبة في الدخول!!
أعاني أيضا من كثرة الغازات لكثرة شربي البيبسي، وأشعر بتقلصات في المعدة، وأصوات مثل: صوت المعدة عند الشعور بالجوع رغم أني لست جائعا، حقيقة لا أعلم ما السبب؟ هل هو مرض نفسي، أم مرض في القولون، أم ضعف في عضلة فتحة الشرج؟
رغم أني أعاني من هذه المشكلة منذ الصغر، لكن كنت أستطيع التعامل معها، أما في هذه الفترة لا أستطيع أبدا!! وأصبحت أتبرز بمعدل 3 إلى 6 مرات في اليوم.
ذهبت إلى الطبيب فأعطاني مطهرات للمستقيم، وقال لي: إنها طفيليات أو مكروبات على جدار المستقيم تهيج المستقيم، وكان التشخيص مجرد حديث؛ حيث إنه لم يكشف علي سريريا.
أرجوكم رجاء خاصا أن تجاوبوني عن حالتي، فوالله لقد أرهقني هذا الموضوع كثيرا، وانصحوني ماذا أفعل؟
جزاكم الله عنا خيرا، وجعل مثواكم الجنة، لكم فائق ودي واحترامي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
من المهم جدا معرفة إن كانت مثل هذه الأعراض تحصل عندك وأنت في البيت، أو أنك لا تتحكم بالبراز أثناء الليل، ويخرج البراز منك دون تحكم في الليل وفي البيت، وتشعر بنفس الأعراض، ويكون هناك براز في اللباس الداخلي أو أن الغازات تخرج دون تحكم؛ عندها نقول: إن هناك مشكلة في المعصرة، وأنه لا يوجد تحكم في البراز.
والأمر عندك لا يخلو من الأمر النفسي؛ لأنك تشعر بالحاجة للتغوط عندما تمر قريبا من دورات المياه، وبعد أن تتجاوزها، ثم إذا عدت إليها وجدت نفسك أنه لا يمكنك التغوط، فلو كان هناك عدم تحكم في البراز لخرج البراز ولم تشعر به.
كما تعلم فإن التوتر بحد ذاته يؤدي إلى تهيج القولون، وبالتالي يؤدي إلى شعور المريض بالحاجة للتغوط، وكثير من مرضى القولون العصبي يشعرون بالحاجة الملحة للتغوط، خاصة بعد الطعام أو عندما تحصل لهم مواقف فيها توتر أو قلق، وقد يكون خوفك من هذا الوضع أن يتكرر -وهو الحاجة للتغوط خارج البيت- هو ما يؤدي إلى مثل هذه الأعراض.
ويفضل أن تتخلص من المشروبات الغازية، فهذه تولد الكثير من الغازات في البطن، والتي تمر إلى القولون، وهذا من شأنه أن يزيد الشعور بالحاجة للتغوط أو إخراج الغازات.
عليك أن تحاول أن تمارس تمارين الاسترخاء، وتجد تفاصيلها في كثير من المواقع، ويفضل أيضا أن تمارس أي رياضة تحبها.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة..........استشاري أول - باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم..........استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
هذا الشعور القوي والملح بالحاجة إلى التغوط خاصة عندما تمر قريبا من دورات المياه، هذا -قطعا- فيه عامل نفسي كبير جدا، الأمر قد يكون ساهم فيه ما يعرف بالقولون العصبي، والقولون العصبي في معظمه ناشئ من حالة توترية، وأصبح الأمر بالنسبة لك عادة مكتسبة تحمل الطابع الوسواسي.
أرى من الضروري أن تقابل جراحا مختصا في جراحة الجهاز الهضمي؛ وذلك ليقوم بفحصك، خاصة وضع عضلة الشرج، هل هي سليمة أو غير سليمة؟ هل تؤدي دورها في الانقباضي أو لا تؤديه؟ هذا سوف يطمئنك كثيرا.
أنا قناعاتي كبيرة جدا بأن الحالة نفسية، لكن التأكيد حول الحالة العضوية أيضا مهم، وحين يؤكد لك الطبيب أن كل شيء سليم، هذا سوف يبعث في نفسك طمأنينة كبيرة.
العوامل النفسية التي تظهر لديك في شكل ما نسميه بـ (النمط الوسواسي التكرري) هذا يعالج بالمقاومة، بالتجاهل، بالتحقير، حين يأتيك الشعور بقضاء الحاجة لا تذهب أبدا، لن يحدث لك أي شيء، الشيء الوحيد سيكون لديك الإلحاح والدافع الشديد لأن تذهب إلى دورة المياه، لكن قاوم هذا الأمر، قاومه وقاومه وأصر على ذلك حتى وإن كانت ملابسك الداخلية سوف تتسخ، وهذا لن يحدث.
أريدك أن تخصص ثلاثة أو أربعة أيام للتعرض لهذا التمرين، يعني ألا تذهب إلى دورة المياه ولا تدخلها مهما أتاك الإلحاح، ولا بد لهذا التمرين أن ينفذ في حوالي ساعتين على الأقل يوميا، معنى أنك إذا طبقت تمرين التعريض مع المنع والمقاومة لمدة ستة ساعات في ظرف ثلاثة أيام، هذا سوف يعطيك قناعات كبيرة جدا أن الحالة هي بالفعل نفسية، وبهذا تكون قد كسرت هذا التكرار والتردد الوسواسي.
كما نصحك الأخ الدكتور محمد حمودة فإن ممارسة الرياضة مهمة جدا، وكذلك تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق التمارين الواردة بها.
أضف إلى ذلك هنالك دواء يسمى (فافرين) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين) من الأدوية الطيبة والجيدة جدا لعلاج وساوس التكرار الملحة، والجرعة المطلوبة صغيرة جدا، وهي: خمسين مليجراما ليلا، يتم تناولها بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء له علاقة بالفئة العمرية، فإذا كان عمرك أقل من عشرين عاما لا تستعمل أي دواء، أما إذا كان عمرك أكثر من ذلك فتناول هذا الدواء وسوف يساعدك كثيرا، ومع ضرورة الالتزام بالتطبيقات الأخرى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.