السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
وبارك الله في القائمين على الموقع، وجزاكم الله عنا خيرا. أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة، متزوج، وألعب رياضة كرة القدم, أعمل بوظيفة مكتبية بجو تكييف.
بداية من أول في الزواج أحسست في يوم الدخلة بآلام قوية جدا لدرجة أني أحسست بالموت، ولا أحب أن أقدم على العلاقة الزوجية، ثم بعد ذلك بشهور بدأت معي بعض الأعراض الجديدة، وهي الآم خلف ركبتي اليمنى واليسرى ليست بالعظام، ولكن أشعر بوخز الإبر ، ووهن عام، وعدم القدرة على فعل شيء، وضعف في الانتصاب، ورغبة في النوم الكثير، ودوخة، وأشعر بلون أبيض أمام عيني، وأشعر بالبردوة الشديدة في أطرافي، وآلام في ظهري، ولا أستطيع أن أثني ركبتي كثيرا لشعوري بآلام خلفهما.
منذ حوالي شهر تقريبا تم حجزي بالمستشفي لبضع ساعات، وكان نبض القلب على الجهاز 45 ، وأخذت موعدا في عيادة القلب بعد شهر من الآن.
أفيدوني بالله عليكم، وآسف للإطالة هل هذا له علاقة بالقلب، أم التهاب أعصاب، أم سحر، أم ماذا؟ علما بأني قد أجريت تحليل انتي روماتيد، وتحليل دم شامل، وسرعة ترسيب، ووظائف كبد، وسكر، وفيتامين د، وغدة درقية وجميع الفحوصات سليمة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين وظلم الظالمين، وأن يسعدك وزوجك، وأن يجعلكما عونا لبعضكما على طاعة الله ورضاه، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل محمد – فإن الذي يبدو لي أنك متعرض فعلا لنوع من الاعتداء من قبل عالم الجن، وهذا الاعتداء قد يكون بفعل فاعل من الإنس، وقد يكون بفعل الجن نفسه، فإنك تعلم أن هناك من لا يحب الخير للناس ولا يفرح لفرحهم، بل لعله يتكدر خاطره ويتعكر صفوه إذا رأى عبدا من عباد الله أكرمه الله بنعمة من النعم، خاصة نعمة الزواج، قد يكون الواحد منا تقدم لفتاة بعض الناس كان يرغب في الارتباط بها، فيشعر كأنك سرقتها منه، رغم أنك جئت البيت من بابه وسلكت المسلك الشرعي، إلا أن نفسه المريضة لا تقبل ذلك، وبالتالي يشن عليك حربا شعواء، يستعمل فيها تلك الأسلحة القذرة التي يستعين فيها بأعداء الله وأعداء المسلمين ليلحقوا الضرر بعباد الله، وليحرموا الإنسان من حقه الشرعي في الاستمتاع بزوجه، وذلك بالاستعانة بالسحرة والكهنة والعرافين والدجاجلة، وهؤلاء مع الأسف الشديد كثر في كل بلد من بلاد المسلمين، فيلجأ إلى أحد هؤلاء السحرة ويقوم الساحر بفعل أشياء تؤثر بقدر الله سبحانه وتعالى كهذه الحالة التي أنت فيها.
ولذلك أرى – بارك الله فيك – أن علاجك يبقى أولا وآخرا في الرقية الشرعية، وهذا أمر أرى أنه ألزم، خاصة وأنك قد قمت بإجراء التحاليل اللازمة والمطلوبة، وتبين أنك ولله الحمد والمنة تتمتع بصحة طيبة، إذا الذي تعاني منه سببه هذا الأمر، إما أنه – كما ذكرت – بفعل فاعل من الإنس، وإما أنه بفعل الجن نفسه، قد يكون هناك ما يعرف بالعشق (الجني العاشق) قد تعشق المرأة الجنية الرجل، وقد يعشق الجني المرأة، فقد تكون زوجتك يعشقها أحد هؤلاء الجن، ولا يريد أن يمكنك منها، وقد تكون أنت قد عشقتك إحدى نساء الجن ولا تريد أيضا أن تمكنك من زوجك، وبذلك تبدأ هذه الحرب التي تعاني أنت منها الآن.
ولذلك علاجك في الرقية الشرعية، والرقية الشرعية كما تعلم منتشرة في كل بلاد المسلمين، وفي كل بلاد المسلمين فيها رقاة ثقات، يعرف عنهم سلامة العقيدة وحسن السمعة وصحة الطريقة، ليسوا بدجالين ولا مشعوذين ولا خرافيين، وهؤلاء كثر ولله الحمد والمنة، تستطيع أن تستعين بأحدهم بسهولة ويسر.
بل إنك تستطيع أن تقوم برقية نفسك بنفسك، ولكن أحيانا قد يكون الأمر يحتاج إلى خبرة وممارسة وتميز، فقد لا أستطيع أنا أن أعالج نفسي؛ لأني قد أكون خائفا، لأنه يشترط في المعالج أن يكون قوي البدن، قوي اليقين، قوي العقيدة، قوي الإيمان (شروط)؛ لأنه يدخل معركة مع الجن، ولا بد أن يكون قويا، فإن الجن قد يستخف بالإنسي كما يستخف الإنسي بالإنسي.
ولذلك نحن نفضل فعلا أن تكون الرقية على يد راق متميز، خاصة وأنك رجل، ولا يوجد هناك ضير في أن تذهب إلى أي راق، أو أن تستقدمه إلى بيتك، ومع ذلك أتمنى أن تحافظ على الصلوات في أوقاتها، وأن تحافظ على أذكار ما بعد الصلوات؛ لأنها في غاية الأهمية، كذلك تحافظ على أذكار الصباح والمساء بانتظام، وتحرص عليها في أي وقت، بمعنى أنك لو فاتتك بعد الفجر تستطيع أن تقولها إلى صلاة الظهر، ولا تقول بأن الوقت قد انتهى، لأنها توفر لك حصانة وأمنا وأمانا غير عاديين، كذلك أيضا في المساء، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا، ومثلها مساء، وكذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) مثل سابقتها، وكذلك التهليلات المائة (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحا ومثلها مساء، أيضا تحرص عليها وتحافظ عليها بكل ما أوتيت من قوة.
تجتهد أن تكون على طهارة معظم الوقت، تكثر من قراءة آية الكرسي والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، تكثر من الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك الله من ذلك.
كم أتمنى أيضا أن تستمع إلى الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري – وهي موجودة على الإنترنت وموجودة في سيديهات تباع في المكتبات الإسلامية، تحاول أن تستمع إليها، وأن تجعلها تقرأ في البيت، سواء كان من الإنترنت أو من المسجل، فهي مفيدة جدا ونافعة للغاية، وهي من أقوى الوسائل حقيقة في القضاء على السحر والعين والمس والحسد.
مسألتك سهلة وليست صعبة، توجه إلى الله بالدعاء، وأحسن الظن بالله تعالى، وأتمنى أن تبدأ العلاج فورا حتى لا يتسرب اليأس إلى قلبك أو قلب امرأتك، وحتى أيضا لا يتمكن المرض منكم أكثر من ذلك.
إني لأدعو الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك وأهلك من كل بلاء، وأن ترى الشفاء والعافية في أقرب وقت، وأن تقر عينك وعين زوجتك بحياة زوجية مستقرة، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.