السؤال
السلام عليكم
أنا إنسان ملتزم بالتعاليم والأخلاق الإسلامية، أمارس الرياضة بشكل منتظم، رياضتي المفضلة كرة القدم، أجد نفسي تميل لمشاهدة الملاكمة، رغم أني لا أحب الخصام أو العراك، ولا أتابع الأفلام البوليسية أو أفلام العنف.
ما تفسير ذلك، وهل من نصيحة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ البشير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، -وما شاء الله-، لاحظت كثرة الأسئلة التي ترسلها لهذا الموقع، ربما لكونك رياضيا وتمارس الرياضة بشكل منتظم، ولكونك ملتزما، فليس غريبا أنك تتجنب الأفلام البوليسية، إلا أنك تحب مشاهدة مباريات الملاكمة، فهي وبغض النظر على أنها رياضة عنيفة، إلا أنها تبقى رياضة معتبرة، لها شروطها وضوابطها وشعبيتها بينما تبقى الأفلام تشير لحوادث سرقة أو سطو أو عنف عبثي.
وبخصوص النواحي الشرعية والاجتماعية سيجيبك أحد المشايخ المختصين حولها.
وفقك الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. مأمون مبيض استشاري الطب النفسي
تليها إجابة د. أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نرحب بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونشكر لك الالتزام، ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يعيذنا وإياك من شرور أنفسنا.
نحب أن نؤكد لك أن رياضة الملاكمة فيها أضرار كبيرة جدا، وهي رياضة كان الهدف منها الدفاع عن النفس، لكنها تحولت للتدريب على الأذية للآخرين وإلحاق الضرر بهم، فكم من لاعب للملاكمة أصيب بمرض عضال أو أصيب بعاهات مستديمة، نتيجة لعدوان الآخرين عليه.
نحب أن نؤكد أن رياضيي الملاكمة والمصارعة أيضا الآن هم بصدد تلطيف هذه الرياضة، وإخراجها عن مكامن الخطورة، لأنها تحولت إلى وسائل انتقام، وأظن بعض اللاعبين مات متأثرا ببعض اللكمات التي تلقاها أثناء المباريات.
إذن نحن نريد أن نقول: هذه الرياضات إذا حكمت بالضوابط الشرعية والقواعد الشرعية فلا مانع من ذلك، ورياضة الملاكمة يبدأ التدريب فيها على أنها رياضة للدفاع عن النفس، لكن لما تتحول إلى رياضة وعدوان على الآخرين وتلحق الضرر والأذية يكون فيها الحرج، لأن الشريعة تقول: (لا ضرر ولا ضرار).
نحن نتمنى من أمثالك من الملتزمين أن يشغلوا أنفسهم بالرياضات النافعة التي ليس فيها مآخذ من الناحية الشرعية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ولا شك أن هذه الألعاب التي فيها أضرار حكى العلماء وتكلموا عن حرمتها إلا أن تكون في حدود التدريب على الدفاع عن النفس.
في هذه الحالة هناك وسائل يتدربون عليها، وهناك أشياء بلاستيكية معدة للتدريب، كيف يدافع الإنسان عن نفسه إذا تعرض لخطر، فهي مهمة يحتاج فيها إلى القتال عندما يكون الاشتباك بالأيدي أو في أماكن قد يحتاجها المسلم في هذا الإطار.
أما أن تتحول إلى رياضة يتلاكم الناس ويعطل بعضهم أجهزة بعض، ويصيب بعضهم بالضرر، والآخر يتفرج ويضحك ويبتهج لهذه المناظر التي تجلب الأذى فهذا ما لا نستطيع ادعاءه في قواعد هذا الشرع الحنيف الذي هو دعوة للرحمة ودعوة للعطف والشفقة.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.