السؤال
السلام عليكم
وشكرا لكم على هذا الموقع الرائع، سبق وأرسلت استشارة، وتمت الإجابة عليها من الدكتور محمد عبد العليم شاكرة له، والآن أنا أريد أن أقول إن حالتي بدأت تتحسن، ولكنني أخاف النوم بسبب الأحلام المزعجة، وسؤالي: هل الحالة النفسية والقلق الدائم والتفكير يؤثر على النوم والأحلام؟
وإذا نمت واستيقظت وأردت أن أرجع إلى النوم فأنام بصعوبة مخافة أن يأتيني الجاثوم ( شلل النوم على ما أظن ) فأصبحت أخاف جدا، وبدأت أتخيل أشياء، وأصبحت أوسوس وتارة أتغلب على الوسواس، وتارة تتغلب علي فماذا ينبغي أن أفعل؟
مع العلم بأن عمري 14 سنة، وسبق أن أصبت بنوبة هلع، وتعالجت بالعلاج السلوكي، واستخدمت تمارين الاسترخاء، -ولله الحمد- ولكن إذا أتيت للنوم في الليل لا أخاف، ولا أحلم، أما إذا استيقظت مثلا الساعة الـ 7 صباحا وعدت إلى النوم تبدأ الأحلام والكوابيس والجاثوم أيضا، فأصبحت أخاف أن أعود إلى النوم.
أتمنى الإجابة، علما أنه سبق أيضا أن أصبت بوسواس الموت والمرض.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Noriah Mob حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على كلماتك الطيبة، فبارك الله فيك، وجعلنا عند حسن الظن.
إن شاء الله موضوعك بسيط، وأنا أحسب -إن شاء الله- أنك سوف تكوني عالمة في المستقبل، لذا أود أن أشرح لك الأمور بصورة علمية جدا.
النوم في مثل سنك بطبيعته يكون نوما عميقا وجيدا، وبعد أن يستيقظ الإنسان منه يحس بنشاط ذهني وجسدي، بشرط أن ينام الإنسان النوم الليلي؛ لأن النوم الليلي هو الأفضل، وهو الذي يؤدي إلى نمو وترميم خلايا الجسم، وكذلك خلايا الدماغ بصورة صحيحة.
هنالك مادة تسمى (المليتونين Melatonin) تفرزها غدة في الدماغ تسمى (غدة بانيل panel)، هذه الغدة تكون في أنشط حالتها ما بين عمر العاشرة إلى الثلاثين، فإذن أنت في العمر الذي يكون فيه لديك إفراز مادة المليتونين في قمتها، وهذه المادة هي المادة الأساسية التي تضمن لنا النوم الصحيح والنوم السليم.
فمن الناحية الطبيعية البيولوجية أنت في أحسن الأوضاع، إذا ما الذي يجعل نومك مضطربا ومليئا بهذه الأحلام والجاثوم، ويأتيك شيء من الوسواس؟ أنا أعتقد أن القلق هو السبب الرئيسي. ثانيا: ربما لم ترتبي ساعتك البيولوجية بالصورة الصحيحة، وأنت في حاجة لبعض التدابير والترتيبات التي تصحح النوم بصورة تلقائية جدا، وهذه الأمور ذكرناها سابقا، لكن أود أن أذكرها لك الآن:
أولا: ثبتي وقت النوم ليلا، واذهبي إلى الفراش في ساعة معلومة، هذا يؤدي إلى تناسق وتناغم كامل في وظائف الجسم والهرمونات، وكل ما يتعلق بالنوم، وهذا نسميه (تنظيم الساعة البيولوجية).
ثانيا: تجنبي النوم النهاري على الإطلاق.
ثالثا: عليك بالتمارين الرياضية التي تناسبك.
رابعا: طبقي تمارين الاسترخاء، وارجعي إلى استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) تجدين فيها إرشادات بسيطة ومتقنة للتدرب على هذه التمارين.
خامسا: أرجو أن تتجنبي تناول الأطعمة ليلا، خاصة في الأوقات المتأخرة، وإن كان لا بد من تناول وجبة العشاء فيجب أن تكون خفيفة ويكون تناولها في وقت مبكر.
سادسا: تجنبي أكل الشكولاتة أو شرب الشاي أو القهوة أو البيبسي ليلا، هذه المثيرات تؤدي إلى الأحلام المزعجة.
سابعا: عليك بأذكار النوم، احرصي عليها، ارجعي إلى كتاب الإمام النووي، اطلعي عليها بكل تفاصيلها، كما أنه من الضروري جدا أن تكوني قبل النوم في حالة صفاء ذهني، واسترخاء جسدي، هنا سوف يبدأ النوم يبحث عنك، وتنامي -إن شاء الله- نوما هنيئا ومريحا بدون أي كوابيس.
ثامنا: الأحلام تعاملي معها من خلال ما هو معروف، لا تحكي الأحلام السيئة، استعيذي بالله من شر الأحلام، واطلبي أفضلها وأحسنها، واتفلي على شقك الأيسر ثلاثا إذا أتاك حلم مزعج، وإذا كنت تتذكري نهايات الحلم إذا لم تكن سعيدة، ضعي لها أنت من عندك نهايات سعيدة، هذا وجد أيضا من أفضل أنواع العلاج.
أنا أعتقد أنك إذا التزمت بهذه التعليمات -إن شاء الله تعالى- سوف تنامين نوما صحيا، وسوف يزول منك القلق والتوتر، وكذلك الوساوس، وبصفة عامة أنصحك بأمور هامة، وهي: التركيز على دراستك، وبر والديك، وأن تكون لك زمالة طيبة صادقة، وعليك بالدين والتمسك به، -وإن شاء الله- لك من الله التوفيق والسداد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.