هل علي إثم إن طلبت الطلاق من زوجي؟

0 495

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوجة، وعمري 28 سنة، وعمر زوجي42 سنة، ولقد مضت علي 5 سنوات لم أرزق فيها بطفل، بالرغم من أني حملت أكثر من مرة وأجهضت من دون سبب.

زوجي يفكر بالزواج، وأنا لست معترضة، ولكنه يسجل في مواقع الزواج، وأخبرته بأني لا أرضى بزواج كهذا، ووعدني بأن يتركه، ولكنني وجدته الآن مسجلا من جديد في موقع آخر.

زوجي ظاهره الصلاح، وفي خلوته مع النت الله به عليم، فهو يعاني من الفراغ الذي يجعل منه رجلا سيئا، ليس بذا مال، ولكن له فضل على أسرتي، أنا أحبه، ولكن لا أحب طريقة معيشته وتفكيره وشغله لفراغه، وأفكر بالطلاق لو تزوج من هذه المواقع، لأني لا أقبل ولا أتصور ذلك، فهل علي إثم لو طلبت الطلاق؟، أم أفاتحه بموضوع الزواج وأسعى له بذلك؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Reema حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يرزقك الذرية الصالحة، ونوصيك بكثرة الاستغفار، ورددي قول ربنا الغفار: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}، ورددي قول ربنا الوهاب: {رب هب لي من الصالحين}، ورددي قول ربنا الرزاق: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء}، نسأل الله أن يرزقك الذرية الصالحة، وأن يعينك على الخير، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، فالأمر لله من قبل ومن بعد.

وإذا كان الحمل يحصل ثم يحدث بعد ذلك الإسقاط، فهذا يستطيع الأطباء - بإذن الله تعالى – أن يعرفوا السبب، وسيأتي اليوم الذي ترزقين فيه بمولود، ونتمنى ألا يعلن الزوج ويكرر هذا السبب، وأن يصبر عليك، ويبحث لك عن علاج، ولكن على كل حال إذا أراد أن يتزوج، فأرجو ألا تطالبي بالطلاق، ولا تخرجي من حياته، لأنك الأصل، ولأنك تمدحين زوجك وهو قريب منك، وبينكما مشاعر ود وحب جميلة، أرجو أن تحافظي عليها.

ونؤكد لك أنه حتى وإن تزوج فإنك - إن شاء الله تعالى – سترزقين بأولاد وأطفال، فلا تخرجي من حياته بهذه السهولة، وقد أحسنت وصدقت، فإن الطريقة التي يبحث بها غير مجدية، وعليه أن يسلك السبل الشرعية، ويراعي القواعد المرعية في بحثه عن الزوجة المناسبة، الزوجة الصالحة، ولا مانع إذا أردت أن تساعديه بحيث تختارين فتاة مناسبة له، وتستطيعين أيضا أن تتعايشين معها.

وعلى كل حال فنحن نرفض فكرة الخروج من حياته بهذه السهولة، خاصة وأنك تقرين أنه إذا فعل ذلك فإنه لا يفعل شيئا محرما، كونه يتزوج الثانية، ولكنك معترضة على الطريقة، وقد أحسنت، ونحن أيضا نعترض على هذه الطريقة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير، وأن يرد هذا الزوج إلى الصواب، وعليك أيضا أن تجتهدي في اللجوء إلى الله، ومساعدة المحتاجين، ليكون العظيم في حاجتك، في الإكثار من قول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، ومن الإكثار من قوله تعالى: {وارزقنا وأنت خير الرزاقين}، وكذلك في معرفة أيام التبويض والأيام المناسبة للحمل، واستشارة الأطباء في ذلك، والارتياح أيضا وعدم التعب، ولا مانع أيضا من قراءة الرقية الشرعية، بعد التوجه إلى رب البرية، واتخاذ كل الأسباب، والاستفادة من الفواكه والأشياء التي تزيد في نسبة الخصوبة، ومعرفة ذلك من خلال الأطباء والاختصاصين، والاجتهاد أيضا في تشجيع الزوج على عدم إظهار التضجر، والرضا بقضاء الله وقدره.

كما أن هناك أيضا وسائل كثيرة مثل: (طفل الأنابيب)، وغيرها من العمليات التي ينجب من خلالها الناس أطفالا، وأحيانا ينجبون الطفل الأول بهذه الطريقة والثاني يأتي طبيعيا، وكل ذلك هبة من الله الوهاب الذي {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور} كما قال ربنا العظيم في كتابه سبحانه وتعالى.

فاحرصي على المحافظة على بيتك، ولا تخرجي من حياة زوج أنت تحبيه، واعلمي أنك أنت الأصل، وغدا سيأتيك الرزق الذي قدره الله تبارك وتعالى لك، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد.

ومرة أخرى: نشكر التواصل مع الموقع، ونسأل الله لنا ولكم أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات