السؤال
أنا شاب في 16 من عمري، وأعاني من مشكلة العادة السرية، مع العلم أني أصلي وأصوم وأقرأ القرآن، ولكن إدماني لها جعلني أمارسها باستمرار، بالطبع أريد أن أتركها، ولكني أنوي، وخمسة أيام فقط، وأعود إليها مرة أخرى، وأدعو دائما الله أن يشفيني منها حتى انتابني إحساس أن الله لا يريد أن يستجيب دعائي، والعياذ بالله.
وأنا الآن أريد أن أعرف كيف أمنع هذه اللذة لهذه العادة، وكيف أقوي إرادتي وعزيمتي؟ وشكرا لحسن متابعتكم والسلام عليكم ورحمة الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sherif حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا بك أخي الحبيب الفاضل في موقعك إسلام ويب، وأنت هنا بين أهلك وإخوانك، نسأل الله تعالى أن يطهر قلبك، وأن يحصن فرجك، وأن يرزقك البر والتقوى ومن العمل ما ترضى.
بداية إنا نحمد الله إليك هذا القلب العائد إلى ربه، فما جعلك تقدم على السؤال إلا خوفك من الله سبحانه وتعالى، وشعورك بالحاجة إلى التوبة وعفو الله، وهذا دليل - إن شاء الله - على إيمان في قلبك، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا، فأنت أيها الحبيب لا تتلمس طرق الغواية بقدر ما تتلمس طرق النجاة، وهذا أمر يساعدك كثيرا على التخلص مما أنت فيه.
ونحن على يقين وثقة من أنك أخي الحبيب تشاركنا الرأي في قبح هذه الفعلة، ومدى آثارها الدينية والنفسية والبدنية عليك، وهذا ما دفعك إلى الاجتهاد في التخلص من تلك الفعلة النكراء، وإن أول ما تحتاج إليه بعد عون الله لك العزم على الترك، والسير على الطريق، نعم أخي أنت بحاجة إلى جرعة من الصبر تتجرعها في مجاهدة نفسك للإقلاع عن هذه الآفة.
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ويعينك على ذلك جملة من الدعائم التي نوصيك بها:
أولا: نحذرك من مجرد الاستسلام لهذا الهاجس الخطير الذي ألم بك، والذي عبرت عنه بقولك: انتابني إحساس أن الله لا يريد أن يستجيب دعائي، هذا من دفع الشيطان إليك حتى تيأس من روح الله فتهرع إلى المعصية، فلا تيأس ولا تظن بنفسك سوء، ولا تسمح للعجز أن يصل إلى صدرك، فأنت قوي بربك معان بعونه، فالتمس من الله طرق النجاة، ولا تتوقف في سيرك إليه، واعلم أن أول الطرق التي يسلكها الشيطان معك: إيهامك بعدم المقدرة أو العجز على التغيير فانتبه لذلك.
ثانيا: حين تبتعد عن أنواع المثيرات مرئية كانت أو مسموعة، وغض بصرك عنها، استشعر أنك تعبد الله بذلك، وأنك مأجور عليه، وأنه بذلك تصون قلبك عن التعلق بالحرام إذ العين بريد القلب، وفائدة ذلك أنك تنتظر الأجر من ربك في الدنيا والآخرة، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
ثالثا: إياك وسرطان المعصية: نعم -أخي الحبيب- إن سرطان المعصية هو الفراغ فاجتهد أن تشغل فراغك بشيء ينفعك في دينك أو دنياك، وتجنب الخلوة بنفسك بأوقات طويلة، فإن الخلوة بالنفس تدعو وتثير فيك الرغبة في ممارسة هذه العادة، ويمكنك تقسيم وقتك تقسيما يشغل كل وقتك تستفيد منه- أي من الوقت - وتبتعد عن أحد أسلحة الشيطان الماضية.
رابعا: عليك بأنواع الرياضة المختلفة والمحببة إليك، بل نوصيك أن تجهد بدنك كثيرا حتى تأتي إلى فراشك وأنت مقبل على النوم خال التفكير مما قد يثير.
خامسا: كما نوصيك أيها الحبيب بكثرة صيام النوافل، وتلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب الذين لا يقدرون على الزواج، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
سادسا: كثرة الدعاء إلى الله أن يصرف عنك هذا البلاء وأن يخلص قلبك لمحبته وعبادته.
سابعا: كما نوصيك أيها الحبيب أن تطلع على أضرار العادة السرية في موقعنا؛ فإن هذا يكون مفيدا لك.
وأخيرا: أجتهد أن لا تمكث كثيرا وحدك واجتهد أن تختلط بأهل الصلاح فإن هذا معين لك على الطاعة.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يتولى عونك، ويصلح لك أمرك كله، وأن يحصن فرجك.
والله الموفق.