كبرت ولم أتزوج، فهل غيري أفضل مني؟!

0 418

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة تقدمت في العمر، ولم أوفق برجل أراد أن يتزوجني، وكما يقولون أن الزواج سنة الحياة، ولكن أنا خائفة من الزواج، ومن الارتباط بشخص لا أعرف عنه شيئا، حيث مجتمعنا يمنع التعارف قبل الزواج، وأنا غير مقتنعة بفكرة أن أتزوج بإنسان لا أعرف عن شخصيته شيئا.

كذلك أحيانا أشعر بأنني لا أستحق الزواج، وأن النساء الأخريات أفضل مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ won حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك التواصل، ونؤكد لك أنك فتاة طيبة، وأنك تستحقين الكثير، وسوف يأتيك ما قدره الله تبارك وتعالى لك، فاتقي الله واصبري، واحرصي دائما على أن تحشري نفسك في مجتمع الصالحات، واحرصي على حضور المحاضرات والتوجه إلى رب الأرض والسموات، واعلمي أن لكل فاضلة تحضر المحاضرات والمراكز أخ أو ابن أو محرم يطلب ويبحث عن الصالحات من أمثالك، نسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير.

ونؤكد لك أن الإسلام يتيح للفتاة أن تنتشر وسط النساء، وأن تعيش مع النساء، وأن تبرز بين أخواتها وزميلاتها ما وهبها الله من خصال حميدة ومن جمال، ونؤكد لك أن أي امرأة جميلة بحيائها وحجابها وسترها، وأن الله تبارك وتعالى قسم الجمال بين النساء وبين الناس، فنعم الله مقسمة، وما من فتاة إلا ولها من يعجب بها من الرجال، والتلاقي أصلا بين الأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

فاحرصي دائما على التوجه إلى الله تبارك وتعالى، وإبراز ما وهبك الله تبارك وتعالى من صفات وخصال – كما قلنا – في مجتمع النساء، وأظهري ما وهبك الله من مواهب وعناصر خير موجودة في كل إنسان وفيك بالتأكيد عناصر كثيرة.

ونؤكد لك أن فكرة الزواج بعد التعارف هذه فكرة غير صحيحة، لأن التعارف أصلا لا يحصل بالطريقة الصحيحة، ولا يمكن أن يحصل إلا في إطار الضوابط الشرعية، فالإسلام لا يمنع من هذا التعارف لكن يريده تعارفا معلنا، فالرجل يعلن رغبته في الارتباط بالفتاة، ثم بعد ذلك يقابل أهلها، ثم بعد ذلك يسأل عن أهلها ويسألوا عن أهله ويتعرفوا عليه، ويكمل المشوار.

أما ما يحدث بين الشباب من تعارف مع الفتيات، فإن هذا يقوم على الخداع، يقوم على الكذب، وهو معصية لله تبارك وتعالى، فهو لا يظهر لها إلا أحسن ما عنده ويخفي السيئات، وهي لا تظهر له إلا أجمل ما فيها وتخفي السيئات، لكن التعارف على الطريقة الشرعية يبدأ بطرق الباب، ثم بالسؤال عنه، والسؤال عنها، معرفة على السطح مكشوفة وبغطاء شرعي، لكن المعرفة التي في الخفاء هي المعرفة التي لا يريدها الله تبارك وتعالى، ودائما الفتيات هن الضحيات، لأن هناك ذئاب، يعبث بالفتاة، يتغدى بفتاة ويتعشى بأخرى، يخدع هذه ويخدع هذه، فإذا نال ما يريد تركها.

ونؤكد أن المعرفة الخفيفة التي فيها مخالفات شرعية لا تجر إلا الوبال والويلات، لأن عواقبها وخيمة، وآثارها خطيرة، والشيطان الذي يجمعهم على المعصية هو الشيطان الذي يأتي ليفرق بينهم، يقول له: (كيف تثق فيها وقد تكلمت معك دون علم أهلها؟)، ثم يقول لها: (كيف تثقين فيه وقد كان يتواصل معك ودون أن يكون هناك رباطا شرعيا؟)، فلذلك المعرفة الحقيقية لا تحصل إلا بعد إعلان الرغبة، ولذلك فتاة الإسلام يجب أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فإذا شعرت أن شابا يريدها، فعليها أن تقول: (عمي فلان، وخالي فلان، وبيتنا في المكان الفلاني) وهذا اختبار لصدق الشاب، إن كان يريدها بالحلال فإنه يتقدم، وإلا فسوف يهرب، وعندها نقول: {وكفى الله المؤمنين القتال}.

لذلك أرجو أن تعيدي إلى نفسك ثقتها ومكانتها، واعلمي أن هذا الأمر بقضاء الله تعالى وقدره، وسوف يأتيك ما قدره الله تبارك وتعالى لك، ونتمنى أن تتواصلي مع الموقع لنتفاكر حول هذه الأمور، وأرجو أن تكوني إيجابية دائما، واعلمي أنه مهما كانت الفتاة فإن هناك من يعجب بها من الرجال، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات