رجل متزوج ومبتلى بمشاهدة الصور الإباحية، فهل سيعافى إن تزوج ثانية؟

0 371

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رجل في الثلاثين من عمره، متزوج وعنده أولاد، ملتزم والكل يشهد له بهذا، ويتعامل مع الناس بكل أخلاق واحترام، ومؤد لواجباته الدينية، هو وزوجته متفاهمان، ولا تقصر تجاهه بأي أمر، سواء كان أمرا من الناحية الشخصية أو الجنسية، وهو معترف بهذا.

ولكن منذ 3 سنوات، وبحكم استخدامه للنت، وكما تعلم أنه من دون قصد عند البحث بغوغل، تظهر روابطا وصورا إباحية، وهو بدأ يسحبها ويحتفظ بها في جهازه، مع أنه لا يشاهدها إلا أول مرة، حتى أنه ينسى بأنه محتفظ بهكذا مقاطع أو صور.

الأمر أصبح يتعبه للغاية، ولا يعلم ماذا يفعل؟ وعمله على الحاسب والنت ضروري، وهو يعلم أن ما يقوم به خطأ ولكن بدون إرداته، مع أنه أمام الناس ومن دون وجودهم هو ملتزم إلا في هذا الأمر الذي أصابه مؤخرا، فهل تظن أن في زواجه من امرأة أخرى سيزول عنه هذا الأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل أن يبعد شباب المسلمين ورجالهم ونساءهم عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ونؤكد أن الإنسان إذا لم يحفظ بصره فإنه يدخل في مثل هذه المتاهات، وفي مثل هذا النفق المظلم، ونؤكد أن الخروج الصحيح من هذه الأزمة ومن هذه المشكلة ومن هذه المخالفة يبدأ بغض البصر ومراقبة الله تبارك وتعالى في السر والعلن، والتعوذ بالله تبارك وتعالى من الشيطان، وتجنب وضع النت في مكان خاص ومغلق الأبواب، فالإنسان ينبغي أن يتذكر أن الله تبارك وتعالى يعلم السر وأخفى، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور { ويعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكتمون} سبحانه وتعالى.

وإذا أطلق الإنسان لنفسه العنان فإنه لن يشبع من المظاهر ولن يشبع من النظر، وهكذا كان يقول ابن الجوزي في من يطلق بصره، يقول: (لم تكفه نساء بغداد وإن تزوجهن جميعا)، لأن الشيطان يزين الشيء الذي في خارج يد الإنسان، فلو فرضنا أن إنسانا تزوج بأجمل امرأة في العالم، ثم أطلق لبصره للعنان فإنه لن يشبع، فالشيطان سيزين له القبيحات، والشيطان يستشرف المرأة، والصورة أخطر من الحقيقة، لأن الصورة في النت يستطيع أن يعيدها ويكررها ويحتفظ بها، كذلك يستطيع أن ينظر في النت دون حرج، ويثبت الصورة، ويكبرها، بخلاف النظر في الشارع، فإنه يستحي من نظر الناس، ويستحي من أشياء كثيرة عندما يقع في مثل هذه المخالفات.

ولذلك نحن نؤكد أن العلاج هو التوبة النصوح والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وننصح زوجة هذا الأخ بضرورة أن تتفنن في إظهار مفاتنها وسحرها وجمالها، ونؤكد أن كل امرأة جميلة، وهذه المرأة بالذات جميلة، وهو معجب بها، لأنه اختارها من بين ملايين النساء، ولكن ينبغي أن تتفنن في إظهار مفاتنها، تتفنن في إظهار محاسنها، وهذا هو الفرق بين النت وبين هذا، فإن الفاجرات والعاهرات تبالغ في إظهار مفاتنها وجوانب الحسن من جسدها، وتخفي القبيح، حتى أن يدها إذا كانت قبيحة؛ فإنها تلبس قفاز، إذا كانت الرجل فيها حرج فقد تلبس شرابا أو نحو ذلك يغطي ذلك الخلل، فلا تظهر إلا أجمل ما عندها.

فإذا كانت الشقيات تفعل هذا بالحرام، فما أحوج الزوجات المسلمات الفاضلات إلى أن تتفنن في إظهار مفاتنها لزوجها، فنحن في زمن الفتن المدلهم التي أصبحت فيها الفواحش تمشي على رجلين، وأصبح هذا الشر يتقحم على الناس بيوتهم بل وجيوبهم من خلال الهاتف النقال وغيره من وسائل الاتصال.

فإذا نحن نشكر هذا السؤال، ونشكر هذه الروح الحية التي دفعت إلى الاهتمام بمثل هذا الأمر، ونتمنى أن تكون هذه الاستشارة هي بداية التصحيح، والبداية تبدأ بمسح كل الصور المخالفة، لأن من علامات التوبة النصوح:
1) أن يعزم على ألا يعود.
2) أن يندم على ما مضى.
3) أن يجتهد في الحسنات الماحية.
4) أن يتخلص من آثار الجريمة ومن كل ما يذكره بالخطيئة، فإن وجود الصور في حد ذاته منكر يذكر بالمنكر.

لذلك ينبغي أن ننبه لهذه النقاط، ونعتقد أن الحل سهل وبيد هذا الإنسان، وعليه أن يتعوذ بالله تبارك وتعالى من الشيطان، ويدرك أن التمادي في هذا الأمر سيكون له خطورة وآثارا كبيرة، والخروج منه الآن سهل - بإذن الله تعالى – خاصة مع هذا الشعور وهذا الإحساس، وإذا أحسن الناس في الإنسان الظن فينبغي أن يرتفع ليكون عند حسن مستوى ظنهم، ولا ينخدع بثنائهم، لأنه أعلم بنفسه منهم، والله أعلم به من نفسه.

نسأل الله تبارك وتعالى الهداية والتوفيق للجميع، ونكرر ترحيبنا بكم، وشكرنا لكم على تواصلكم مع هذا الموقع، ونتمنى - إن شاء الله تعالى – أن تتواصلوا معنا لنتابع الجديد، وعليكم باللجوء إلى الله، والتوبة النصوح، كف البصر، وضع الجهاز في مكان واضح، كذلك التعوذ بالله من الشيطان، مراقبة الله تبارك وتعالى، وعلى الزوجة (كما قلنا) أن تبالغ في إظهار مفاتنها ومحاسنها حتى يشبع زوجها من الحلال فلا يضطر إلى البحث عن الحرام، وأن يكثر اللجوء إلى الله والتضرع إليه سبحانه وتعالى، وأن يدرك خطورة التمادي في المعصية، لأن الله يمهل ولا يهمل، ويستر على العاصي، فإذا لبس العاصي للمعصية لبوسها؛ هتكه وفضحه وخذله، ومن الخذلان أن يحال بين الإنسان وبين العودة والتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم، وعلى كل العصاة، وأن يردنا جميعا للحق ردا جميلا، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وللفائدة راجعوا هذه النصائح للرجل المتزوج الذي يشاهد المناظر الإباحية: (55203- 268721 - 268849 - 263631 - 267956)، وهذه النصائح أيضا الخاصة بالزوجة التي ابتلي زوجها بذلك: ( 280961 - 49941 - 272322 - 279804 ).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات