السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 22 عاما، -والحمد الله- أصلي صلواتي والنوافل، وأتصدق بما استطعت، أبر بأهلي، وأحاول الحفاظ على الذكر طوال اليوم، متفوقة في دراستي، وأحاول أن أرضي الله سبحانه وتعالى بأعمالي وأقوالي، لكن مشكلتي أني أحس دائما أن هذا لا يكفي، وأشعر أن الله لا يتقبل مني، مما يسبب لي الضيق والخوف من أكون غير مرضي علي، كيف أعرف أن الله يتقبل مني وأنه يحبني؟ وأنه راض علي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
إن ما تقومين به -أختنا الفاضلة- من عمل خير وطاعة وبر، أمر محمود يدل في ذاته على طريق الحق الذي تسلكينه، وما تشعرين به من تقصير يدل على عدم الاغترار بالطاعة، فإن الفرق بين أهل الصلاح وغيرهم، أن أهل الصلاح يعملون الخير، ويسعون في كل طريق صحيح صالح، ومع ذلك ينتابهم هذا الشعور، ففي جامع الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة) وقال ابن القيم -رحمه الله-: (إن السائر على الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات، وهذا ما يجعله دائما يشعر مع العمل الصالح بالتقصير) والله سبحانه كما جعل الرجاء لأهل الأعمال الصالحة، كذلك جعل الخوف لأهل الأعمال الصالحة، فعلم أن الرجاء والخوف النافع ما اقترن به العمل.
وستجدين -أيتها الفاضلة- وأنت تقرئين القرآن قول الله تعالى: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون * والذين هم بآيات ربهم يؤمنون * والذين هم بربهم لا يشركون * والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون * أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} وهذا الآية لها تفسير يوضح لك ما تجدينه وتشعرين به، فقد روى الترمذي في جامعه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الآية، فقلت: أهم الذين يشربون الخمر، ويزنون ويسرقون؟ فقال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، ويخافون أن لا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات) وقد روي من حديث أبي هريرة أيضا، والله سبحانه وصف أهل السعادة بالإحسان مع الخوف، ووصف الأشقياء بالإساءة مع الأمن.
فاستمري -أختنا الفاضلة- على الطاعة، واعلمي أن الله إذا أحب عبدا حبب إليه صالح الأعمال، نسأل الله أن يوفقك لصالح الأعمال، والله الموفق.