السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي عن الغيرة أو التعلق:
مشكلتي: بداية مع الأهل أحب أن يكون كل من في الأسرة يحبني وبالذات البنات، بصراحة عندما أرى إحدى بنات خالاتي أحب أن تتكلم معي أو تتعلق بي، وأحب أن أعمل حركات أمامهن؛ لأجل أن ألفت الانتباه.
والآن مشكلتي: عندما أرى أحد أصدقائي عنده صديقات على الفيس بوك أحس بالغيرة، لماذا هو؟ وبماذا هو أحسن مني؟ والمشكلة في داخلي يقول لي: هذا الذي يفعله حرام، وأنا الحمد الله -قد يكون بدعاء الوالدة- أبعد الله عني البنات.
وكذلك عندي غيرة من أصدقائي، وبالذات عندما أسمع أن أحد أصدقائي قد تخرج من الجامعة يأتيني ضيق وغيرة، خصوصا أنني تركت الجامعة لأسباب أو مشاكل لم أقدر عليها، وكذلك عندي طموح كبير وحب للدراسة، مع أني حقيقة لا أستطيع الحفظ إلا بصعوبة، وأجد صعوبة في المذاكرة مع نفسي، وكثير التأجيل، لكن طموحي كبير.
الآن أحاول أن أقنع نفسي بأن تنسى موضوع الجامعة؛ لأنه أصبح لي وقت كثير منذ أن تركت الدراسة، وكذلك أقنعها بأن أهتم بعملي، وأحاول أن أطور من نفسي، بماذا تنصحوني، وبخصوص الغيرة؟
كذلك حتى الغيرة من الناس المشهورين والفنانين مثلا، لماذا يحظون باهتمام كبير.
كذلك تقدمت لابنة خالتي قبل فترة لكنها رفضتني بحجة أنها تنظر إلي مثل أخوها، مع العلم أنه كان بيننا احترام كبير جدا، وكنت أشك بأنها تحبني، والآن خطبت قبل يومين وأحس بالغيرة، مع أني أقنعت نفسي أنها ليست لي، علما بأني قد خطبت بعدها أربع فتيات ولم أوفق إلى الآن، ولا أعلم ما سبب ذلك، علما بأن سمعتي ولله الحمد ممتازة جدا في مجتمعي، وفي المدينة التي أعيش فيها.
لا أعلم ما السبب في أني كلما تقدمت لفتاة يكون في الأول هناك موافقة من قبلهم، وأنا أحس بضيق ولا أتقبل الوضع في بداية الأمر، ومن ثم أتقبله وأوافق لأن أمي هي من تفاتحني في الموضوع، وعندما أوافق والجميع موافقون، لا أعلم لماذا في الأخير يأتي موضوع بسيط وينهي الأمور بدون خطبة، بصراحة أصابتني صدمة، كل مرة أتقدم ولا أوفق.
أرجو إفادتي وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صقر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونؤكد لك أن المهم هو: أن يفوز الإنسان بحب الله تبارك وتعالى، وأن الإنسان ينبغي أن تأخذه الغبطة، وهي حب المنافسة على الخير في الأمور الطيبة، وليس في الدنيا ما يستحق أن يتنافس عليه الناس إلا كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الخير، ورجل آتاه الله الحكمة وهو يقضي بها ويعلمها) وفي رواية (ورجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار).
فتعوذ بالله من الشيطان، ولا تأخذك الغيرة من أصحابك الذين وقعوا في ممارسات خاطئة وفي علاقات آثمة، والتزم المنهج الذي يرضي الله تبارك وتعالى، واحرص على أن تكون مطيعا لله تبارك وتعالى في كل شأنك، ولا تحزن إذا لم تنجح في مسألة الخطبة، فسيأتي اليوم الذي تنجح فيه عندما تأتي الفتاة التي قدر الله أن تكون من نصيبك، ونؤكد لك أن هذا الكون ملك لله ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، فلا تحزن ولا تنزعج، واعلم أن لكل أجل كتاب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.
وإذا حملت في نفسك مشاعر سالبة تجاه إنسان فاجتهد في الدعاء له، وتجنب الحسد –هذا المعنى السلبي– واحرص دائما على سلامة الصدر، وحب الخير للناس، وإرادة الخير للجميع، واعلم أن هذا مفتاح للتوفيق، فإن المرء يعطى على قدر نيته، الإنسان يعطى على قدر نيته، وفوز وفلاح للإنسان أن يعيش بقلب سليم، وأن يحب الخير لإخوانه، فإن من أحب الخير لإخوانه جاءه الخير من الله تبارك وتعالى.
وإذا كانت سمعتك ولله الحمد طيبة فليس هناك داع للانزعاج، ونحن ندعوك إلى التوجه إلى رب العباد سبحانه وتعالى، والحرص على الاقتراب من الوالدة، وطلب الدعاء منها، والاجتهاد في برها والإحسان إليها، ونحب أن نؤكد لك أن ما عند الله من الخير لا ينال إلا بطاعته، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
ونوصيك بالمحافظة على أذكار المساء والصباح، وقراءة المعوذات، وقراءة آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يحقق لك المراد، وأن يجمع بينك وبين الفتاة المناسبة التي تعينك على الطاعة وتعينك على مرضاة الله وعلى الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نكرر ترحيبنا بك في الموقع، ونؤكد لك أن مسألة الجامعة ليست مقياسا، فإن النجاح ينبغي أن يكون في الحياة، فاحرص على حسن التواصل مع الآخرين، وإرادة الخير للناس، وكن واثقا دائما من تأييد الله تبارك وتعالى لك، فإن إيمان الإنسان هو الذي يجعله يثق في نفسه، يجعله يرضى بما يأتيه، يجعله يضع الأمور في وضعها الصحيح، والأمر كما قال عمر بن عبد العزيز: (كنا نرى سعادتنا في مواطن الأقدار).
ولا يخسر الشاب إذا رفضته الفتاة، وليس عيبا في أي شاب أن ترفضه الفتاة، كما أنه لا ليس عيبا في أي فتاة أن يرفضها الشاب، وهذه الأمور بقضاء الله تعالى وقدره.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.