الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أعفو عمن ظلمني لكني أخشى أن يتمادى، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما قولكم فيمن يظلمك بالألقاب ويطلب العفو؟ فلو عفوت عنه سيتمادى ويكرر ظلمه؛ لأنه يعلم أنك ستعفو عنه! وماذا لو أخبرته أني لن أعفو عنه، وأخبرته أني سأشكوه أمام الله يوم القيامة؟ وما القول في إخبار شخص ظلمك أنك لن تعفو عنه، لكنك في صميم قلبك عافٍ عنه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك بالموقع، ونسأل الله أن يوفقك لمكارم الأخلاق ومعاليها، فإن الله يُحب مكارم الأخلاق، ويجزي أصحاب الأخلاق الحسنة بما لا يجزي به غيرهم، وقد جاءت في هذا نصوص كثيرة في كتاب الله تعالى وفي سُنّةِ نبيّه -صلى الله عليه وسلم-، فقد وصف الله تعالى أهل الجنّة بقوله في سورة آل عمران: {والعافين عن الناس}، ورغّب سبحانه وتعالى بالعفو والتسامح في مواضع كثيرة من كتابه العزيز.

فنحن أولًا نشجعك وندعوك إلى العفو عمَّن ظلمك، والمسامحة له، وهذا العفو لا يزيدُك إلَّا رفعةً وعزًّا وتعلو به مكانتُك عند الله ولا تنزل، وبه تزيد ولا تنقص، وإذا رأيت أن من الإصلاح المقارن للعفو ألَّا تُخبر مَن عفوت عنه بأنك قد عفوت؛ حتى لا يتمادى ويتجاوز ويزيد في الإساءة؛ فهذا شيء حسن، ويجوز لك أن تفعله، فإن الله سبحانه وتعالى قال: {فمن عفا وأصلح}، فمن الحسن جدًّا أن يكون العفو مقرونًا بالصلاح، فإذا رأيت من إصلاح حال هذا الشخص الذي أمامك، أن تُخبره بأنك لم تعف عنه حتى يخاف ويرتدع عن الاستمرار في ما هو فيه؛ فهذا شيءٌ جائز.

نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن ييسّر لك مكارم الأخلاق، ويرزقك أحسنها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً