هل يجوز لأمي الرحيل عن البيت بسبب تجاهل والدي لها وسوء معاملتها؟

0 279

السؤال

السلام عليكمز

أمي وأبي لا يتحادثان منذ قرابة عام، وهذا لأن أبي توقف عن مشاورة أمي في تزويج أخواتي، ويوافق على تزويجهن دون علمها.

فهل يجوز لأمي الرحيل من البيت؟ مع العلم أن أخواتي كلهن كبار السن، والصغرى عمرها 9 سنوات، هل يجوز لها ذلك؟ دون أن ننسى معاملته السيئة التي تتضمن الألفاظ البذيئة عن والدتي، ونعتها بأبشع الألفاظ أمامنا وفي غيابها، وتعرض أمي لأمراض بسبب هذا؛ لأنها صبرت كثيرا، وكما يقال: "للصبر حدود" فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائلة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينكم بصلاح ما بين الوالد والوالدة، ونؤكد أن الوالدة عليها أن تصبر على هذا الأب بعد هذه السنوات الطويلة، رغم الخطأ الذي وقع فيه، إلا أننا سننظر إلى مسألة تزويجه للبنات من الوجهة الشرعية، فإن كان هذا الزواج صادف أهله وكان برضا الفتيات، يعني المهم هو رضا الفتاة ورضا الشاب عند الزواج، إذا كانوا راضين بتلك الزيجات وصادفت مكانها الصحيح، فنحن ندعو الوالدة إلى التراجع عن قرارها وإلى مزيد من الصبر، مع أننا نؤكد أن هذه المسائل ينبغي أن يتم فيها تشاور وتفاهم بين الوالد والوالدة.

ونرجو أن يكون لك ولإخوانك دور كبير في إصلاح ذات البين بين الوالد والوالدة، والشريعة تأمركم أن تحسنوا للوالد وأن تبروا الوالدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسعدكم بصلاح الأحوال، وأن يعينكم على إعادة الأمور إلى وضعها الصحيح، ونعتقد أن ذلك ليس ببعيد على العقلاء والفضلاء من أمثالكم من يستطيع أن يتواصلوا مع مثل هذا الموقع لشرح مثل هذه الأمور.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الآباء والأمهات في هذه السن المتأخرة أحيانا تحصل بينهم مثل هذه الأزمات، خاصة عندما تنحاز البنات للأب، وينحاز الأبناء إلى أمهم، وهذا لأن الآباء والأمهات لا يفهمون طبيعة هذه المرحلة العمرية التي ربما يحتاج فيها الولد الذكر إلى الانحياز لأمه؛ لأنه يريد أن يتعرف على الكائن اللطيف الذي سيكمل معه مشوار الحياة، في حين البنات قد يقبلن على الوالد ويقتربن منه وتشعر الأم أنهن فزن بدلاله وبالمكانة العظيمة عنده، وهذا أيضا طبيعة مرحلة عمرية.

على كل حال: نحن نتمنى أن تكون الزيجات موفقة، ونتمنى أن تعود الأمور إلى وضعها الصحيح، وأرجو أن تجتهدوا في إقناع الوالدة من أجل أن تكمل مشوار الصبر، ونذكرها بأن خير الأزواج عند الله خيرهم لزوجه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم الاستقرار في بيوت المسلمين، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات