اتهمت في شرفي وأنا بريئة وتم طلاقي بسبب ذلك، فماذا أفعل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة مطلقة، بعمر 32 عاما، لدي طفل بعمر خمس سنوات، تزوجت منذ نحو عام ونصف، وأثناء فترة زواجي قامت إحدى الصديقات لي بأخذ رقم هاتف زوجي دون علمي واتصلت به هي وزوجها، وأوهموه بأن لديهم ما يدين شرفي وسمعتي، وعليه قام الزوج بطردي من المنزل دون أن يتحقق مما قيل له، وأنا الآن حائرة.

علما بأنني في بيت أهلي الآن منذ 14 شهرا، أي أن زواجنا لم يستمر إلا شهرين فقط، فماذا أفعل؟

أطلب من أهل الخير النصيحة والمشورة، وجزاكم الله خيرا عني وعن كل المسلمين.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونبشرك بأن الله سينتقم لك ممن ظلمك، فتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، ولا تطيلي الحزن على هذا الزوج الشكاك الذي لم يتثبت من هذا الأمر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يكف عنك شر كل ذي شر.

نوصيك بكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والتوجه إليه، والمحافظة على نفسك وشرفك وسمعتك، وسيأتي اليوم الذي تظهر فيه الحقائق، واعلمي أن الله تبارك وتعالى عدل، وأن الذي يظلم الناس لا يمكن أن يسلم ويفلت من العدالة الإلهية، وإن أفلت في هذه الدنيا فإن المصير الذي ينتظره مظلم.

نبشرك بأن البغي والظلم والعدوان بهذه الطريقة، من الأشياء التي ينال من يقوم بها – والعياذ بالله – عقوبة في الدنيا مع ما ينتظره في الآخرة.

إذا كانت هناك قناة اتصال مع هذا الزوج، فأرجو أن تتواصلي معه من أجل أن يتثبت، وبيني له أن شريعة الله تبارك وتعالى تأمره بأن يتثبت، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}، وعليه أن يتحقق من هذا الأمر، وليس له أن يظلمك، فإذا ظلمك كان أيضا شريكا في هذا الجرم، وسيسأل بين يدي الله تبارك وتعالى.

احرصي دائما على أن تحشري نفسك مع الصالحات، في أماكن الدروس والمحاضرات، وأن تظهري ما وهبك الله من حشمة وخير وأدب، ولا تبالي بما قيل إذا كنت - ولله الحمد - نظيفة تعرفين نفسك، وتعرفين حقيقتها، فأنت أعرف بحقيقة نفسك من الناس، والله أعلم بك منك، والإنسان في هذه الدنيا يبتلى، وهذا الاختبار من الله تبارك وتعالى، و(عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).

كوني مع الله، واعلمي أن الله يدافع عن الذين آمنوا، وأخلصي في التوجه إلى الله تبارك وتعالى من أجل أن يكشف الحقائق، ومن أجل أن يتبين هذا الرجل الوضع الذي عنده، وإذا كان بالإمكان إعطاؤه عنوان هذا الموقع ليتواصل معنا حتى نبين له الواجب عليه من الناحية الشرعية، والواجب عليه التثبت في هذه المسألة، لنؤكد له أن الإنسان لا يترك قناعته من أجل كلام الآخرين، وخاصة مثل هذه الصديقة الشريرة التي أخذت الهاتف، وتواصلت مع زوجك بهذه الطريقة التي فيها ظلم وعدوان، ولن تنال هي ولا زوجها خيرا.

نسأل الله أن يعيننا على الخير، وأن يكف عنا شر النمامين وشر من يريد أن يشعل النيران، ويشعل الفتن بين الناس، ونؤكد لك ولغيرك أن المسلم مطالب أن يستر على نفسه، وأن يستر على غيره، والشريعة ليست ميالة للفضيحة، فكيف إذا كان هذا اتهاما باطلا ليس له حقيقة، وتم بهذه الطريقة التي لا تليق بالمسلمين ولا بالمسلمات، ولكن هنيئا لمن كانت مظلومة وليست ظالمة، وأبشري فإن الله تبارك وتعالى ينصر المظلوم ويقول في عليائه، كما جاء في الحديث القدسي: (وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين).

لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا *** فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لا تنم

كوني مع الله، واحرصي على تقوى الله، وأقبلي على كتاب الله، وأشغلي نفسك بالمفيد، واعلمي أن هذا الزوج إذا كان فيه خير سيتثبت ويعود إليك، وإلا فخير لك أن تخرجي من حياة رجل يفارقك بهذه السهولة لمجرد كلام سمعه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونتمنى أن نسمع أخبارك من خلال هذا الموقع حتى نتعاون في الوصول إلى الحل المناسب، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات