أصبحت أكره كل شيء بسبب شكلي ومشاكلي العائلية!

0 371

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولا: أود أن أشكركم على الموقع الرائع والمفيد، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة، عمري 26 عاما، طولي 150سم، ووزني 73 ك، عملت أكثر من ريجيم، وكنت عند أخصائية، ونزل وزني حتى أصبح 58 كيلو في فترة ثمانية أشهر، ثم عاد وزني.

كنت أعمل بعض الريجيمات، ثم أرجع مرة أخرى إلى وزني، وأصبح عندي ترهل كبير، وعندي شراهة في الطعام غير طبيعية، وتوجد عندي ظروف اجتماعية صعبة جدا -أي مشاكل عائلية لها بداية وليست لها نهاية-، أحيانا أحس أني أوبخ نفسي، ولا أهتم بنفسي، وأتغاضى على نفسي، وعن علاج أسناني، فعندي خراج تحت طواحيني، وعندي التهابات فطرية في المنطقة الحساسة، وقشرة وجروح في شعري، وعندما يتقدم لي أحدهم لا أرضى بمقابلتهم.

أنا أصلي –والحمد لله-، لكني أصبحت أكره كل شيء، ولا أتمتع بشيء في الحياة -أي لا أحس بطعم الفرحة أبدا-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

نحن البشر كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلا نتحلى بصفات معينة، أو أننا ضعاف الثقة في أنفسنا، أو أننا غير جذابين، أو أننا غير مقبولين من قبل الآخرين، وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس منا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، فقد يقولون عنا مثلا: إن عندنا خجلا أو ترددا أو حساسية، أو ضعف الثقة في النفس، أو قلة جاذبية، فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل، وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار، ويشعر أنه في سجن، وينسى أن مفتاح هذا السجن في يديه!

لابد لك أختي الكريمة وقبل أي شيء آخر أن تبدئي بحب هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي، بغض النظر عن الوزن والشكل والطول، فإذا لم تتقبليها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!

مارسي عملك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها، وخاصة نمط الحياة، من التغذية، والنوم، والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، واعطي نفسك بعض الوقت حتى تبدئي في تقدير نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.

يقول لنا الله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم} فنحن مكرمون عند الله، وقد قال تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة بكل ما فيها من تحديات ومواقف، وكما يقال: "فاقد الشيء لا يعطيه" فكيف أعطي الآخرين ضرورة احترام نفسي وتقديرها إذا كنت أنا لا أقدرها حق قدرها؟!!

ومن الطبيعي أن يشكك الإنسان أحيانا في قدراته، وخاصة عندما تكون عنده مشكلة ما في الطول أو الوزن، أو ملامح الوجه، وخاصة عند اللقاء بالنساء، فيبدأ يشك في إمكاناته، وتراوده فكرة عدم قدرته على اللقاء بالناس، ويأتيه شعور وكأنه لن يكون مقبولا من قبل الآخرين، أو بأنهم سيرفضونه -كما هو الحال ربما معك-، ولذلك ترفضين مقابلة الخطاب وغيرهم، فمثل هذه الشكوك طبيعية، وهي ستختفي تلقائيا مع الوقت، وخاصة إذا كنت تتحلين بالروح الإيجابية.

ولدينا قصص كثيرة عن رجال ونساء أصيبوا بالكثير من الإصابات والعاهات وغيرها، ولم يمنعهم هذا من امتلاك آمال وطموحات، ومن تحقيق الكثير من هذه الأحلام، وهم سعداء، ويمكن أن تشاهدي الكثير من هؤلاء ممن وضع مقاطع من حياته على اليوتيوب.

هل تعرضت في طفولتك لحدث أو بعض الأحداث الصادمة، مما يجعلك تشعرين بضعف الثقة بالنفس بعض الشيء؟

طبعا وضعت في سؤالك العديد من الجوانب التي تحتاج للإصلاح في جوانب حياتك، ولكن لن تستطيعي علاجها كلها هكذا دفعة واحدة، وإنما جزئيها، وقومي بتدبير كل جانب لوحده، وما هو إلا وقت قصير حتى تجدي أن الشمس قد أشرقت من جديد، فأنت شابة هامة، ولك مكانتك في الحياة، بالرغم من المشكلات والصعوبات الأسرية.

من المحتمل أن تخف عندك مثل هذه الحساسية من تلقاء نفسها، وخاصة من خلال اقتحام المواقف التي ترتبكين فيها، كلقاء الناس، ومقابلة الخطاب، وإذا طال الحال أو اشتدت معاناتك مما تشعرين به من أعراض هذه الحساسية؛ فقد يفيد مراجعة أخصائية نفسية، ممن يمكن أن يقدم لك الإرشاد النفسي المطلوب.

وفقك الله ويسر لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات