منذ سن الرابعة عشرة ودورتي مضطربة!

0 363

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد شكركم على هذا الموقع الرائع والقيم، بارك الله فيكم، وأريد نصيحة منكم لحالتي، أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاما، أعاني منذ 14 سنة تقريبا -منذ أول دورة شهرية- من اضطرابات، مما اضطرني منذ سن الـ 14 إلى تناول حبوب منع الحمل لمدة تزيد عن سنتين، أتناول مدة ثلاثة أشهر، وأرتاح ثلاثة أشهر، لأعود لنفس حالتي، وكل مرة أنهي العلاج ويبقى الاضطراب.

زرت الدكتورة فوجدت أن عندي كيس ماء من 2.5 حتى 3.5 سم، وأعطتني العلاج التالي: (\'diane 35) ذهبت لأكثر من خمسة مختصين، وآخر مرة كانت منذ سنة، فطلبوا مني تحاليل هرمونية، ووجدوا اضطرابا هرمونيا شاملا، خصوصا ارتفاعا في هرموني الحليب التيستستيرون والكورتيزول، وتناولت حبوب (دوستينكس)، بعدها -ولله الحمد والمنة- تراجع ارتفاع هرمون الحليب، لكن بقي اضطراب في البقية.

غيرت الأخصائي بسبب عدم تغير النتيجة، وذهبت لآخر فنصحني بالذهاب لأخصائي الغدد بعدما كشف لي عن وجود تكيس المبايض، وبعد زيارة طبيب الغدد أعدت التحاليل من جديد، وكنت قد توقفت عن أخذ الدواء لمدة أكثر من 6 شهور، لكني تناولت قسطا هنديا مدة شهر، على أمل أن يعدل من هرموناتي، -والحمد لله- كل شيء كان سليما حتى teste de freinege de cortisole
بعدها الأخصائية قالت: لابد من الرجوع لطبيبك، ومتابعة العلاج، وذهبت بعد ثلاثة أشهر، خلالها لم تنقطع عني الدورة لمدة ثلاثة أشهر عدا ثلاثة أيام، والمشكلة أني قلت بالتأكيد إن السبب هو كيس أو التكيس، لكن -الحمد لله- كل شيء كان سليما، فلا يوجد أي شيء.

الطبيب أعطاني حبوب (ستيتيدريل) لثلاثة أشهر، ثم أتوقف وأرى النتيجة، وقبل أخذي للعلاج ذهبت الدورة، وأنا الآن منذ أسبوع بدأت في العلاج.

آسفة على الإطالة، لكن ما تشخيصكم لحالتي؟ وهل هذا يعني أني شفيت، أم علي إعادة التحاليل بعد فترة؟ وهل لهذا علاقة بصعوبة إنقاص الوزن، رغم ريجيمات تدوم شهورا، مع أني لا أعاني من زيادة سوى ثلاثة كيلو فقط فوق الوزن الطبيعي؟ وأفيدوني بخصوص تناولي للقسط، وهل له علاقة بشفائي؟

بارك الله فيكم، وجزاكم الله الفردوس الأعلى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ani حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

كانت وما زالت قضية التكيس على المبايض من الأمراض التي تؤرق السيدات والفتيات كثيرا، والمسألة تبدأ بتداعيات الوزن الزائد على مدار سنوات، تزيد فيها المقاومة لعمل هرمون الإنسولين، ويزيد فيها مستوى هرمون الذكورة، ويزيد فيها مستوى هرمون الحليب، وتبدأ قشرة المبايض أو الجدار الخارجي له في السماكة الزائدة، وعدم السماح للبويضات بالخروج كل شهر، مما يؤدي إلى تراكم البويضات في المبايض والتكيس داخله، وعدم الاستجابة لهرمونات الغدة النخامية: LH FSH، والهرمون الأول يساعد البويضات على النمو حتى تصل إلى حجم من 18 إلى 22 مم، وهو الحجم المناسب للتخصيب، وهو الحجم الذي يترك جرابا بعد خروج البويضة منه قادرا على إفراز هرمون بروجيستيرون بكمية تكفي لتكوين بطانة رحم طبيعية، إما لانزراع البويضة المخصبة، وإما لنزول دورة شهرية طبيعية عند الفتيات والسيدات.

وزيادة نسبة هرمون الحليب يؤثر تأثيرا مباشرا على التبويض، ويمنعه، وبالتالي يحدث خلل في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهما هرمون استروجين الذي تزيد نسبته في النصف الأول من الدورة الشهرية، ليبدأ في بناء بطانة الرحم والأوعية الدموية الخاصة بها، وهرمون بروجيستيرون الذي تزيد نسبته في النصف الثاني من الشهر، والذي يغذي ويزيد من سماكة بطانة الرحم، ليجعلها كما قلنا بطانة سليمة صحية، والبطانة السميكة زيادة عن الحد تؤدي إلى غزارة الدورة، والنزيف الزائد، أما البطانة الضعيفة؛ فتؤدي إلى دورة شهرية ضعيفة، قد تكون عبارة عن نقاط دم خفيفة، أو مجرد علامات للدورة وليس دورة شهرية كاملة.

وزيادة هرمون الذكورة عن الحد المسموح يؤدي إلى ظهور الشعر في بعض مناطق من الجسم، وإلى ظهور حب الشباب، وإلى زيادة الخلل في التوازن الهرموني، ومن أعراض التكيس: البدانة -ولكن ليس شرطا، فهناك الكثير من حالات التكيس مع الوزن القياسي أو القريب من القياسي-، وتأخر الحمل، وارتفاع ضغط الدم، واضطراب في الدورة والتبويض أيضا، وعدم القدرة على الإنجاب، بالإضافة إلى ظهور الشعر الزائد وحب الشباب.

ويصاحب اضطرابات إفراز هرمون الغدة الدرقية اضطراب فى الدورة الشهرية، وهي ما يسهل معالجتها بضبط عمل الغدة الدرقية؛ لذلك يجب فحص هرمونات الغدة الدرقية TSH FREET4 ؛ وذلك للتأكد من وظائف الغدة الدرقية، وأخذ العلاج المناسب في حالة وجود كسل في وظائفها.

والعلاج يعتمد أولا على التشخيص وفحص الهرمونات، وهذا ما قمت أنت به، وثانيا: متابعة الرحم والمبايض بالسونار؛ لمعرفة وقت التبويض، ويعتمد كذلك على الوقف المؤقت للتبويض؛ حتى لا تزيد مسألة التكيس، وعدم محاولة أخذ منشطات للمبايض في المرحلة الأولى من العلاج؛ لأن أخذ المنشطات مع وجود جدار سميك للمبيض من الممكن أن يزيد حالة التكيس، ولا يعالج تأخر الحمل، وهذا الوقف المؤقت من خلال تناول حبوب تنظيم الأسرة، ومنع الحمل، وهي كثيرة ومتنوعة.

الحبوب التي وصفها لك الطبيب (ستيتيدريل) تحتوي على الهرمونين استروجين وبروجيستيرون لإعادة التوازن بينهما، وبالتالي إعادة تنظيم الدورة، ويستمر ذلك لعدة شهور، ثم التوقف عن تناول هذه الحبوب، وتناول بدلا منها حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وفي نفس الوقت تعيد التوازن الهرموني؛ لأنها تحتوي على هرمون بروجيستيرون مصنع فقط، ولا تحتوي على هرمون استروجين، وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم الـ16 من بداية الدورة حتى اليوم الـ26 من بدايتها، وذلك لمدة ثلاثة شهور أخرى، وتركيز الجماع على فترة منتصف الدورة الشهرية المتوقع فيها حدوث التبويض لزيادة فرص الحمل إن شاء الله.

حبوب جلوكوفاج مهمة جدا للإعادة هرمون الإنسولين إلى العمل الجيد مع الخلايا لتنظيم السكر، وبالتالي تنظيم هرمون الذكورة ومعالجة التكيس.

عليك بمتابعة تحليل هرمون الحليب حتى يصل إلى الصفر لثلاثة تحاليل متتالية، وفي حالة عدم استجابة التكيس للعلاج الدوائي فسيلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي، وذلك بعمل ثقوب في المبيض بواسطة المنظار، وهناك الكثير من الأشياء الطبيعية التي تحسن من التبويض، وتعالجه، مثل: مشروب شاي البردقوش، ومشروب المرمية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون مع الحليب، والإكثار من الفواكه والخضروات، والأهم من ذلك كله: الإكثار من الاستغفار، قال الله تعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا *يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين*ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات