نصحت معلمتي عن تحريم تصوير كفها ونشرها هل أعتذر لها؟

0 359

السؤال

السلام عليكم

نصحت معلمتي عن تحريم تصوير كفها ونشرها، وأرسلت لها الفتوى، لكنها لم تفهم المقصد، فوضحت لها السبب، وكذلك أخبرتها أني لا أقول لها إلا من أجل الفوز بالجنة.

علما أنها ذات خير كثير، لم أر مثل تدينها، كيف من الممكن أن أعرف أنها قبلت النصيحة؟ وهل أعتذر لها أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكر لك هذا السؤال الرائع، وهذه الاستشارة الرائعة التي تدل على خير فيك، ونشكر لك هذا الثناء على المعلمة، وهذا الحرص على نصحها وإرسال الفتوى لها، وهكذا ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة.

ندعوك إلى مراعاة الأدب الجميل مع المعلمة، وشكرها على قبول النصيحة، إظهار الفرح بتدينها، وبما هي عليه من الخير، إظهار إيجابياتها والتواضع لها، فإن الفتاة إذا نصحت من هي أكبر منها ينبغي أن تكون النصيحة مغلفة بالأدب، مغلفة بالثناء، مغلفة بالمدح، ولطيف الكلام.

لا تعتذري بما قمت به، فإنك فعلت الصواب، ولكن ينبغي أن تزدادي لها حبا، وتزدادي منها قربا، ونبشرك بأن الأجر يقع بمجرد النصيحة، الناصح ليس مسؤولا عن قبول الآخر للنصيحة، لأن الله يقول: {فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر} ولأنه سبحانه يقول: {فذكر إن نفعت الذكرى} ويقول سبحانه: {فذكر فما أنت بملوم}.

لذلك الأجر يقع بمجرد النصيحة، الأجر ليس في القبول، وإنما مجرد النصيحة، لأن الهداية من الله تبارك وتعالى، وفي كل الأحوال فإن الناصحة أدت ما عليها، أحسنت في نصحها، فعليك أن تلطفي معها الجو، وتهتمي بمشاعرها وبالثناء عليها، بإظهار إيجابياتها، واجعلي ما حصل سرا بينك وبينها، لا تشيعي بين الطالبات أنك نصحت لها، وأنها ناقشت وأنها فعلت، ولكن اجعلي هذا بينك وبينها، واحتسبي الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.

اعلمي أنك فعلت خيرا، وهكذا ينبغي أن تكون الفتاة المسلمة، فإن حبنا للمعلمة أو تقديرنا للمعلمة ما ينبغي أن يمنعنا من إسداء النصح لها، والأمر كما قال الشافعي – رحمه الله -: (ليس أحد أكبر من أن ينصح، وليس أحد أقل من أن ينجح) ولذلك الله يقول: {وتواصوا} هي توصيك وأنت توصيها، هو يوصيني وأنا أرشده، تناصح على وزن تفاعل تفيد المشاركة.

حتى أهل العلم والفضل يستفيدون من نصح الناصحين، لأن الإنسان ربما تفوت عليه بعض الأمور، وربما لا يعرف الخلل الذي في نفسه، ولذلك كانت النصيحة واجبة، وبايع الصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- على النصح لكل مسلم، وعمر رضي الله عنه كان يقول: (لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين) وقال علي -رضي الله عنه-: (المؤمنون نصحة، والمنافقون غششة) المنافق حين تكونين على الخطأ يقول (أنت أحسن واحد ومثلك ما في) دون أن ينبه إلى الخلل الموجود.

نقول: أحسنت بما فعلت، وليس هنالك داع للاعتذار، ولكن من الضروري أن تظهري الاحتفاء بالمعلمة، الشكر لها على تواضعها، على إتاحة هذه الفرصة لك، ونسأل الله لك ولها التوفيق والسداد والثبات.

مواد ذات صلة

الاستشارات