السؤال
السلام عليكم
ابني في الصف الأول الابتدائي، ويعاني من نقص التركيز، ففي السنة الماضية عندما كان في تمهيدي، أعطيته دواء اسمه جينسانا، لنحو خمسة شهور، لأنه لم يتعلم ولا حرفا قبل إعطائه الدواء، ثم أوقفت له الدواء في الصيف، والآن مع العودة للمدرسة وجدته قد نسي نصف الحروف، وأعلمه كل يوم بلا فائدة، وهو لا يتحمل أن يدرس بشكل متواصل أكثر من سبع أو ثمان دقائق، فيرسم قليلا أو يلعب أو يتكلم معي، علما أنه يستطيع أن يحفظ القرآن، وممتاز جدا في الحساب ويتقن الجمع والطرح، لكنه لا يتعلم الأحرف، ولا القراءة ولا الكتابة، أرجو مساعدتي في وصف الدواء المناسب، وكيف أعوده على الدراسة لوقت أطول؟ علما أنه لا يدرس معي أبدا إلا إذا لعبت معه، أو أعطيته صورا.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ homs حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا الطفل لا يحتاج لدواء، لا يوجد دواء يحسن الاستيعاب والتركيز، إلا إذا كان الطفل مريضا بمرض، مثل فرط الحركة الزائد أو أن الطفل قلق، هذا الطفل لا يبدو عليه ذلك أبدا، وعليه الذي أطلبه منك هو أن تذهبي بطفلك إلى مختص في الطب النفسي للأطفال -أو أي أخصائي نفسي- ليقوم بفحص مستوى ذكائه وإدراكه، هذه هي النقطة الأولى.
بعد أن يحدد المختص نقاط القوة ونقاط الضعف في طفلك، سوف يوجه لك الإرشاد اللازم فيما يخص كيفية تنمية مهاراته، وتشجعيه وتحفيزه على التعلم، هذا هو الإجراء الصحيح الذي يجب أن تقومي به، لا تعطي ابنك أي دواء، أنصحك بشدة بهذا، وهنالك أمور عامة تشجع الطفل وتحفزه على التعلم:
أولا: دائما حمسي طفلك وشجعيه، وعليك بمكافأته وإشعاره بالمردود الإيجابي، طريقة النجوم طريقة بسيطة جدا تحفز الأطفال، الطفل حين يقوم بأي عمل إيجابي، أضع له نجمتين –مثلا- على لوحة معينة بالقرب من سريره، ويكون هناك اتفاق معه (إذا قمت بكذا وكذا، سوف تتحصل على نجوم، إذا قمت بعمل سلبي، سوف تفقد هذه النجوم)، وفي الدراسة حفزيه من خلال التشجيع، ومن خلال –مثلا- أن تشترطي عليه إذا قام بكذا وكذا، سوف يكسب عدد كذا وكذا من النجوم -كما ذكرنا-، وفي نهاية الأسبوع يتم استبدال ما اكتسبه من نجوم بهدية بسيطة معينة، تقيمي قيمة هذه النجوم على هذا الأساس، تمرين فاعل ممتاز أثبت جدارته، لكن يحتاج أن يطبق بجدية والتزام.
ثانيا: عليك أن تلاعبي ابنك، هذا أمر جميل، انزلي إلى مستواه العمري، لاعبيه بالصور التي تحفزه، ابنك يستجيب للألعاب وهذا أمر جيد.
ثالثا: أتيحي لابنك الفرصة للاختلاط بالأطفال الآخرين، نعم نحن في زمن نتخوف فيه كثيرا على أطفالنا من المشاكل السلوكية، لكن الله خير حافظا، وهيئي لابنك محيطا يتفاعل فيه مع الأطفال الآخرين، هذا مهم، الطفل يتعلم من الطفل أكثر مما يتعلم من الآخرين، لأن تأثير الأقران معروف، أيضا ابنك -إن شاء الله تعالى– سوف يستفيد من الألعاب ذات الخصائص والفضائل التعليمية، هذا يشجعه كثيرا.
علمي ابنك أيضا النوم المبكر، النوم المبكر يساعد دماغه على الاستقرار، وعلى الاستيعاب في الصباح، أعتقد هذا هو المطلوب وليس أكثر من ذلك، وعليك بالدعاء له.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.