الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخبرتني معلمة طفلي بأنه قد يكون يعاني من طيف التوحد

السؤال

السلام عليكم

أنا أم لطفل عمره ٤ سنوات ونصف، أشعر بالقلق بعد شكاوى المدرسة، حيث أخبرتني معلمته بأنها تشك بأنه قد يكون لديه طيف التوحد.

1. لا يسمع الكلام، ولا يتبع الأوامر.
2. لا يعي الخطر، فإذا قيل له: لا تخرج للشارع، فإنه يخرج ويجري بدون استيعاب الخطر والسيارات.
3. يكرر الكلام.
4. لا يعي من حوله، فإذا حضنه صديقه لا يبدي رد فعل.

في المنزل، يلعب ويتفاعل مع أخيه وابن الجيران، يذهب للحمام بنفسه ومعتمد على نفسه في اللبس والأكل والشرب، يتحاور معي كأن يقول لي: إنه يكره الحليب، وإذا سألته لماذا؟ لا يرد، أحيانًا إذا هاتفت الأهل بمكالمة فيديو، فهو لا يتفاعل معهم، بعكس أخيه الذي يلعب وينط ولا يستطيع التركيز.

يفهم ويتبع أوامري، فإذا طلبت منه إحضار الماء يذهب لإحضاره، يعي أغراضي الخاصة مثل حقيبة اليد، ويحضرها لي، ويقول هذه لماما، ذكي جدًا ما شاء الله، يستطيع القراءة، وإذا وقع أخوه يأتي ليخبرني بأن أخاه وقع وجرح يديه.

يطلب مني لو أمكن أن يلعب خارجًا مع ابن الجيران، ويحضر حجابي لي لألبسه وأذهب معه، يحب الحضن مني ومن والده، وأحيانًا من الأهل، إذا كنا بالخارج ولاحظ شيئًا يذهب للأشخاص ويتحدث معهم عن ما رآه، إذا رآني حزينة، يقول "ماما سعيدة" ويحاول جعلي أبتسم، إذا تألم يقول: "هيا نذهب للدكتور".

طفلي قضى معظم حياته على الآيباد لظروف عملي، فلم أفهم مدى خطورته إلا مؤخرًا، أخيرًا منعت عنه الأجهزة، وهو مختلف تمامًا عن أخيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب.. ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المفصل.

نعم أختي الفاضلة أولاً: يفيد أخذ رأي مدرسة الطفل، فهي قد لاحظته خلال فترة مناسبة، فكما يقولون ليس هناك نار بدون دخان، فيفيد أخذ ملاحظتها، ولكن ليس على أنها الصيغة النهائية، نعم إن بعض ما وصفت في سلوكيات وتصرفات طفلك -حفظه الله تعالى لك- مع أخيه يمكن أن تشير إلى بعض خصائص طيف التوحد، ولكن ليس بالضرورة.

ولكن يمكننا قطع الشك باليقين، عن طريق مراجعة مركز مختص بالطب النفسي عند الأطفال، حيث إن تشخيص التوحد يتم من خلال عدة أمور، وهي ثلاثة:

أولاً: أخذ قصة كاملة من الوالدين عن تطور الطفل ونموه.

ثانياً: هناك مقاييس معينة نستعملها، بحيث أننا نقيس بعض هذه التصرفات التي تصف طيف التوحد، ثم ملاحظة الطبيب للطفل وفحصه، عن طريق طرح بعض الأسئلة، أو مجرد النظر والملاحظة، من خلال هذه الأمور الثلاثة يمكن أن نقطع الشك باليقين، ونعرف فيما إذا كان الطفل يعاني من طيف التوحد أو لا، أو فيما إذا كان يعاني من أمر آخر غير طيف التوحد، مما يمكن أن يفسر بعض هذه الأعراض.

لذلك أرجو -أختي الفاضلة- طالما هو في هذه السن المبكرة، (4 سنوات ونصف) أن لا تترددي أو تتأخري في مراجعة طبيب نفسي متخصص في طب الأطفال، وهم كثر في أمريكا، ولا تخشي؛ لأن الطبيب لن يشخص إلا إذا كان هذا الاضطراب موجودًا.

دعيني أقول أخيراً: أنه إذا كان مصابًا بطيف التوحد، فهذا ليس له علاقة بطريقة تربيتك له، وتعاملك معه، فاطمئني في هذا، ولا تشعري بالذنب، وأيضاً ليس له علاقة باستعمال الايباد أو غيره، فاضطراب طيف التوحد اضطراب عصبي له علاقة بالنمو والتطور، وليس هناك أحدٌ يلام على ذلك.

أدعو الله تعالى للطفل بالصحة والسلامة، وأن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويعينكم كأسرة، حفظكم الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً