السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
عمري 40 سنة، ومشكلتي كثرة النسيان، وضعف التركيز، مع أنني متعلمة، ومعي شهادة جامعية، ولكني أنسى لدرجة أنني أحيانا لا أضع الملح في الطعام، أو أنسى إضافة اللحم، وأنسى أين وضعت أشيائي، وهذه المشكلة قديمة عندي، لدرجة أنني مرة نسيت ابنتي الصغيرة في سيارة أجرة، ولكن السائق نبهني، وقد حصل ذلك منذ 10 سنوات، فهل يوجد حل لهذا النسيان؟
علما بأنني حاليا أتناول انافرانيل، عيار 10، لأني عصبية جدا، مع أنني كنت في السابق هادئة جدا، كما أنني في بداية نومي أسمع أصواتا مزعجة جدا، لدرجة أني أصحو منها متضايقة، ولذلك لا أنام إلا على صوت القرآن، لأن الأصوات تصبح خفيفة جدا مع سماع القرآن، كما أني كثيرا أرى الكوابيس المخيفة والمزعجة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ homs nahed bb حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كل حالة من حالات النسيان، وضعف التركيز وتشتته، يجب أن ننظر إليها من حيث السببية، هل عضوية أم هي نفسية؟
حالتك حالة مزمنة وأعتقد أنها ذات منشأ نفسي، ولا أعتقد أنه يوجد لها أسباب عضوية، وبعض الناس يكون النسيان لديهم أصبح شبه عادة مكتسبة.
العلاج - أيتها الفاضلة الكريمة -: الذي أرجوه منك هو أن تذهبي إلى الطبيب، وتقومي بإجراء بعض الفحوصات الضرورية، ففي مثل عمرك يجب أن نتأكد من وظائف الغدة الدرقية، لأن ضعف إفرازها يؤدي بالفعل إلى كثرة النسيان، ويؤدي إلى عسر المزاج، ويؤدي إلى سرعة الإجهاد، وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، وعدم تحمل الإزعاج.
كما أن التأكد من مستوى فيتامين ب 12، وفيتامين (د) أيضا يعتبر ضروريا، ونسبة الهيموجلوبين، وكذلك وظائف الكبد والكلى، والتأكد من مستوى الدهنيات.
إذا هذه فحوصات طبية عامة يجب أن تكون هي البداية بالنسبة لك، وبعد التأكد من هذه الفحوصات، إن وجدت أي نواقص قطعا سوف يوجهك الطبيب للعلاج الصحيح.
من حيث الجانب النفسي: أعتقد بأن لديك أعراضا قلقية، مثل: الكوابيس المخيفة والمزعجة، وضعف التركيز نفسه قد يكون ناتجا من الاكتئاب، أو القلق الاكتئابي خاصة لدى النساء.
وهنالك طرق جيدة جدا لتحسين الذاكرة، والاستذكار عند الناس، وهي:
أولا: علاج القلق، فالقلق يجب أن يعالج دوائيا، وهناك أدوية ممتازة جدا تساعد على ذلك، الأنفرانيل لا بأس به، ولكن لا أعتقد أنه الدواء الأمثل لإزالة العصبية التي تعانين منها، وأعتقد بأن هنالك أدوية أفضل منه مثل عقار (سبرام)، تناوليه ليلا بجرعة عشرين مليجراما، وسوف يكون مفيدا جدا، أو يمكن أن ترفعي جرعة الأنفرانيل إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا.
ثانيا: هناك بعض الأدوية التي قد تكون مفيدة، مثل: (أميجا 3)، وكذلك عقار (نتروبيل) الذي ينشط الدورة الدموية في الدماغ، وقد يكون أيضا مفيدا، وأهم من ذلك هو أن تنظمي نومك، لأن الراحة الجسدية لا تتأتى إلا من خلال النوم الصحي، والنوم الصحي هو النوم الليلي، وممارسة الرياضة أيضا نعتبرها أمرا مهما وضروريا في مثل عمرك، فهي تحسن التركيز، وتجنبك - إن شاء الله تعالى - هشاشة العظام، وفوائدها جمة وكثيرة، فأرجو أن تحرصي وتمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.
من الضروري أيضا أن توزعي وقتك بصورة صحيحة، وأن تكثري من القراءة والاطلاعات، وأن تكوني حريصة جدا على تلاوة القرآن بتركيز وتؤدة، وتدارسي القرآن، واستوعبي معناه، فهذا قطعا يحسن التركيز، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت}.
من المهم جدا أن تكوني دائما متفائلة حول المستقبل، وأنت لديك - والحمد لله تعالى – أشياء طيبة وجميلة في حياتك.
أفضل أيضا أن تتجنبي تناول الأطعمة الدسمة ليلا، وإذ كان ولابد من تناول طعام العشاء؛ فيجب أن تكون الوجبة خفيفة ومبكرة.
وانظري علاج الكوابيس سلوكيا: (2744 - 274373 - 277975 - 278937)، وعلاج النسيان سلوكيا: (269001 - 269270).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.