نفسي تضعف عند شهوتي فأشاهد المشاهد الجنسية، ماذا أفعل؟

0 469

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب مغترب، ومتزوج حديثا، وزوجتي ليست معي، مشكلتي كبيرة جدا، وهي أني في بعض الأحيان أشاهد بعض مقاطع الفيديو الجنسية، لكني أقسم بالله -وبفضل الله- ما هي إلا دقائق وأصلي ركعتين، وأستغفر استغفار كثيرا، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب في أي وقت وعبر أي تساؤل، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يمنحك القدرة على التوقف عن هذه المعصية المحرمة.

وأما بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإنه مما لا شك فيه أن ما تفعله محرم، وهذا أمر لا يليق بمثلك، خاصة وأنت رجل تتمتع بصفاء النفس والقرب من الله عز وجل، وأنت تعلم يقينا أن هذا الأمر يكدر صفو العلاقة بينك وبين سيدك ومولاك -سبحانه وتعالى-.

إن الذي يقع منك إنما هو نوع من الضعف النفسي، وعليك أن تقف وقفة صراحة أمام نفسك فالحياة وسيلة لمرضاة الله وليست غاية، فاجتهد أن تأتي بزوجتك إليك، أو أن تمنع نفسك عن هذه المعصية، ولا تجعل لحظة الضعف هذه وسيلة يستغلها الشيطان لتزين هذا المنكر وهذا الباطل، ثم يأتي ليضحك عليك مرة أخرى بحسن الظن بالله تعالى وتفسير قوله تعالى:{ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} وينسيك أن الذنوب هذه لو اجتمعت على الإنسان لأهلكته.

إن معك ملائكة يصفهم ربنا بالكرام الكاتبين، فلا تفعل أمامهم تلك المعاصي، واستح من جبار السموات والأرض جل جلاله، وقد قال: {يعلم السر وأخفى}.

ونحن على يقين وثقة من أنك أخي الحبيب تشاركنا الرأي في قبح هذه الفعلة، ومدى آثارها الدينية والنفسية والبدنية عليك، وهذا ما دفعك إلى الاجتهاد في التخلص من تلك الفعلة النكراء بالقيام مباشرة والاستغفار، ولذلك فإن أول ما تحتاج إليه بعد عون الله لك العزم على الترك، والسير على الطريق، نعم أخي أنت بحاجة إلى جرعة من الصبر تتجرعها في مجاهدة نفسك للإقلاع عن هذه الآفة.

وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

ويعينك على ذلك جملة من الدعائم التي نوصيك بها:

أولا: نحذرك من مجرد الاستسلام لهذا الأمر، فأنت قوي بالله متي ما استعنت به.

ثانيا: حين تبتعد عن مثل هذه الأنواع المثيرات مرئية كانت أو مسموعة، استشعر أنك تعبد الله بذلك، وأنك مأجور عليه، وأنه بذلك تصون قلبك عن التعلق بالحرام إذ العين بريد القلب، وفائدة ذلك أنك تنتظر الأجر من ربك في الدنيا والآخرة، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

ثالثا: إياك وسرطان المعصية: نعم -أخي الحبيب- إن سرطان المعصية هو الفراغ فاجتهد أن تشغل فراغك بشيء ينفعك في دينك أو دنياك، وتجنب الخلوة بنفسك بأوقات طويلة، فإن الخلوة بالنفس تدعو وتثير فيك الرغبة في ممارسة هذه العادة، ويمكنك تقسيم وقتك تقسيما يشغل كل وقتك تستفيد منه -أي من الوقت- وتبتعد عن أحد أسلحة الشيطان الماضية.

رابعا: عليك بأنواع الرياضة المختلفة والمحببة إليك، بل نوصيك أن تجهد بدنك كثيرا حتى تأتي إلى فراشك وأنت مقبل على النوم خال التفكير مما قد يثير.

خامسا: كما نوصيك أيها الحبيب بكثرة صيام النوافل، وتلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب الذين لا يقدرون على الزواج، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-:( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).

سادسا: كثرة الدعاء إلى الله أن يصرف عنك هذا البلاء وأن يخلص قلبك لمحبته وعبادته.

وأخيرا: أجتهد أن لا تمكث كثيرا وحدك واجتهد أن تختلط بأهل الصلاح، فإن هذا معين لك على الطاعة.

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير، وأن يتولى عونك، ويصلح لك أمرك كله، وأن يحصن فرجك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات