السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة متزوجة، لدي طفلة عمرها أربع سنوات.
مشكلتي تكمن في عدم معرفتي بالجهة المناسبة لعلاجي، إنني أعاني من شعور بالألم المتنقل، فكل يوم أشعر به في جزء من جسمي، لا يستقر في وضعية معينة, إضافة لشعور بالحرارة، والبرودة المتناوبة، كذلك أشعر بحالات نفسية، من ضيق، واختناق، ونفور من كل شيء، والخوف المستمر، مع توقع حدوث الأسوأ، وشعور بالاكتئاب الحاد من الحياة، والأسرة، وتفسير سلوكيات الآخرين، إضافة للقلق، والتوتر، والعصبية.
كل هذه المشاعر جعلتني أهمل بيتي، وزوجي، وأهرب إلى بيت أهلي، مما جعلهم ينزعجون من تصرفاتي.
للعلم أنا مصابة بالقولون، والجيوب الأنفية، والإمساك الشديد، والضغط المنخفض، وقد أصبت بجرثومة المعدة سابقا وشفيت منها.
كان وزني 49 كيلو، واستخدمت (فافرين)، ثم توقفت عن تناوله منذ ثلاث سنوات، فزاد وزني إلى 70 كيلو، والآن وزني رجع 47 كيلو.
وحالتي هذه منذ تسع سنوات، وقبل أن أتزوج.
ما هو الحل لمشكلتي؟ وأية جهة هي الأنسب لحلها، العضوية أم النفسية؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سأترك الرد على الجزء الأول من رسالتك إلى الأخ الدكتور/ محمد عبدالعليم.
واضح أن نقص الوزن له علاقة بوضعك النفسي، فعندما كنت تتناولين (الفافرين) أصبح وزنك مقبولا، وكما تعلمين فإنه مع الاكتئاب، يكون فقدان الاهتمام، والقدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة، ويؤدي إلى اضطراب الشهية، وفقد الإحساس بطعم ونكهة الطعام، فالمريض يأكل فقط لأنه اعتاد على ذلك، ويصاحب فقدان الشهية فقدان الوزن.
وحتى الدوخة يمكن أن تكون بسبب الاكتئاب.
أما بالنسبة للإمساك: فهناك عوامل كثيرة للإمساك، منها: قلة الحركة، وقلة تناول السوائل، وقلة تناول الخضروات والفواكه، وعدم الاستجابة للإحساس بالحاجة للتغوط، بالإضافة إلى أنواع معينة من الأغذية: كاللحوم، والأرز، والأجبان، فإنها تسبب الإمساك.
لذا فإن العلاج يكون: بمعرفة السبب، والتخلص منه قدر الإمكان، والإكثار من السوائل قدر الإمكان، والمشي أو الجري اليومي، فهذا يساعد على حركة الأمعاء، وكذلك يجب الإكثار من السلطات، ومن الخضار الخضراء، وتناول تفاحة خضراء يوميا في الصباح، وكذلك تناول التين المجفف المنقوع، وتعويد النفس على التغوط اليومي في وقت معين، وإعطاء النفس وقتا كافيا في الحمام، وإن كان هناك حمام عربي فإنه يفضل على الحمام الغربي.
وفي حال عدم التحسن مع الإجراءات السابقة، فإنه ينصح بتناول الأدوية التي تساعد على التخلص من الإمساك، ومنها:
Agiolax وهو مستخلص من الأعشاب، يمتص الماء ويساعد على إبقاء البراز لينا؛ وبالتالي فإنه يسهل إخراجه، ويتم تناول ملعقة منه مع كوب من الماء، ملعقة في الصباح، وملعقة في المساء.
وهناك أدوية أخرى مماثلة، مثل:
(Normacol) (Phybogel) وكلها تقوم بنفس الفعل، وعلى زيادة حجم البراز، وبالتالي يقوم القولون بإخراجها بشكل أسهل، إلا أنها تعتمد على زيادة تناول الماء أيضا.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة، والعودة إلى بيت الزوجية، فهناك راحتك -بإذن الله-.
---------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. محمد حمودة - استشاري أول باطنية وروماتيزم-.
ويليها إجابة: د. محمد عبدالعليم - استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
--------------------------------------------------------------
كما أفادك الأخ الدكتور محمد حمودة فإن الجانب العضوي كثيرا ما يكون متصلا بالجانب النفسي، وأنت المطلوب منك الآن هو أن تقومي بإجراء فحوصات طبية عامة، وهذه يمكن أن تتم عند طبيبة الأسرة، وبعد أن تتأكدي أن نتائج هذه الاختبارات كلها سليمة، أو إذا كان هنالك نقص في شيء سوف تقوم الطبيبة بإعطائك العلاج اللازم.
بعد ذلك أرى أن الجانب النفسي موجود، وتناول أحد أدوية القلق، وفي ذات الوقت يكون الدواء فعال في تحسين المزاج، أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيا جدا بالنسبة لك.
و(الفافرين) دواء جيد، وما دامت استجابتك له فيما سبق كانت جيدة، فلماذا لا تتناولينه مرة أخرى، تبدئي بجرعة صغيرة (خمسين مليجراما) يتم تناولها بعد الأكل، وبعد شهر اجعليها مائة مليجرام، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقفي عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.