السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا متزوجة ولي أربعة من الأطفال 3 بنات وولد، وعمري 25 سنة جلست يوما لوحدي، فتذكرت أبي المتوفي الذي له أربعون يوما، فصار معي ضيق تنفس، وتسارع شديد في ضربات القلب، وخوف غير طبيعي أنني سوف اموت وأترك اطفالي.
ذهبت للمشفى، وعملت تلفزيون قلب، وتحاليل دم، وبول، وكلى، -والحمد لله- قالوا لي الأطباء إنها سليمة، ولكن سرعان ما عاد لي الخوف الشديد والألم بالمفاصل، وكثرة التبول، والتثاؤب، ونوبات من البكاء، وضيق تنفس، وسرعة في دقات القلب، وأهملت بيتي وبناتي، وفقدت شهيتي عن كل شيء.
علما أني -الحمد لله- ملتزمة بالصلاة في أوقاتها، ومداومة على الاستغفار، ولكنني أخاف أن أموت وأترك أطفالي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحالة التي مررت بها هي تجربة نفسية، فعلا سخيفة ومخيفة، لكنها ليست خطيرة، هذه نسميها بـ (نوبة الهرع/الهلع/الفزع) وكثيرا ما يتردد الناس على المستشفيات حين يصابون بهذه الحالة، ويبدأ فحص القلب وإجراء الفحوصات المختبرية، والأمر لا يتطلب كل ذلك، لكن الأطباء بطبيعتهم يريدون أن يتأكدوا من كل شيء.
نحن الآن نقوم (حقيقة) بحملات توعية حول هذه العلة وسط زملائنا الأطباء؛ لأن حالات الهلع والفزع كثرت، وهي ليست خطيرة أبدا، وهي تعتبر نوعا من القلق النفسي الحاد، الذي غالبا ما يكون غير معروف الأسباب.
فاطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة- حالتك حالة معروفة جدا عندنا في الطب النفسي، ولو تكرمت وذهبت إلى طبيب نفسي سوف تجدين - إن شاء الله تعالى - الحلول الشافية، ولن يحدث لك مكروه، لن يصيبك أي شيء، لكن حتى تخرجي من قلق المخاوف الوسواسي هذا لا بد أن تتناولي أحد الأدوية المضادة لهذه الحالة، ومن أفضلها عقار يعرف باسم (سبرالكس) ويسمى علميا (إستالوبرام) وعليك أيضا بالتدرب على تمارين التنفس:
اجلسي في مكان مريح، ابدئي بالاستغفار وحمد الله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أغمضي عينيك وأنت في حالة من السكون والهدوء، افتحي فمك، ثم خذي شهيقا عميقا عن طريق الأنف، ولا بد أن يكون إدخال الهواء بطيئا، بعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان تقريبا، ثم قومي بالزفير – وهو إخراج الهواء - عن طريق الفم، ويجب أن يكون ببطء وقوة.
كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجدين أنه مفيد جدا، وذلك بجانب تناول العلاج الدوائي.
اطمئني تماما، وأسأل الله تعالى أن يحفظ لك ذريتك، وعيشي حياة طبيعية، وأنا متأكد أن هذه الحالة سوف تعالج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.