السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أشكر لكم مجهودكم الرائع، وأسأل الله أن يجزيكم خيرا.
عمري 25 عاما، خاطب، وبقي على زواجي 4 أشهر، لا أدخن، ولا آخذ أدوية مزمنة، ولم يسبق لي إقامة علاقه محرمة -والحمد لله- ولكني منذ 3 أشهر حدثت لي إثارة جنسية شديدة فقمت بالاستمناء، وبعده شعرت بألم شديد في منطقة العانة فنمت، وبعد الاستيقاظ زاد الألم جدا في منطقة العانة والخصيتين ورأس القضيب، ولاحظت بعدها فتورا في الرغبة الجنسية والانتصاب.
علما بأنه يأتيني انتصاب صباحي، ولكن بسبب وجود البول، وعند تفريغه يزول الانتصاب تماما، وأصبح جسمي باردا فاستيقظت على رعشة شديدة، ومن يومها أصبحت أنام من غير تكييف، ولا أعرق، وهذا غريب جدا بالنسبة لي؛ فأنا جسمي كان شديد الحرارة، وكنت أوقاتا أنام مع التكييف وأشعر بالحر.
ذهبت لاستشاري جلدية وتناسلية فأجرى لي مزرعة للسائل المنوي، ولا توجد أي التهابات، وقال لي: إن هذا مجرد احتقان وسيزول، ولكن عدد الحيوانات المنوية كان 15 مليونا.
علما بأني أجريت هذا التحليل كنوع من الاطمئنان منذ 6 أشهر، فكان عددها فوق ال80 مليونا، فقال لي: إن هذا أمر طبيعي، وعندما أخبرته بفقدان الرغبة والانتصاب قال لي: إنه ليس للبروستاتا أي علاقه بالرغبة والانتصاب، وأن هذا أمر نفسي.
الآن وبعد مرور 3 أشهر، ومع استخدامي ل 40 قرصا بيبون زالت الآلام، ولكن ما زالت هناك سوائل تخرج بعد التبول، وفقدت الرغبة الجنسية تماما والانتصاب منذ ذلك الوقت، ولكن مازال الانتصاب الصباحي موجودا، ولكن ليس يوميا، ولكنه مستمر، فما إفادتكم؟
السؤال له شق شرعي ونفسي أيضا: فأنا أريد جديا أن أنهي هذه الخطبة، ولا أعلم كيف أخبر خطيبتي بهذا الأمر؛ لأنها شديدة التعلق بي، وكذلك أهلها، ولا أعلم هل يقع علي إثم في ذلك؟
أرجوكم لا تقولوا لي: لا تنه الخطبة، وأن هذا الأمر سيزول بعد الزواج؛ لأنكم بذلك ستكسبون إثما بظلم هذه الفتاة؛ لأني لا رغبة لي تماما في النساء، أريدكم فقط أن تساعدوني كيف أنهي الخطبة بدون عمل أزمة نفسية لها؟ حيث إنني بالأمس أخبرتها أنه لا يمكننا أن نتحدث بعد ذلك؛ لأن هذا حرام، فأصابتها نوبة شديدة من البكاء؛ لأننا لا نقول أي كلام محرم.
أنا طبعا أخبرتها بهذا لأني أريد إنهاء الأمر تدريجيا، وعندما أحدثها أتذكر أني سأظلمها. أنا -والله العظيم- لم تعد نفسي تهمني على الإطلاق، ولكن الذي يؤرقني ظلمي لهذه الفتاة التي لا ذنب لها سوى أن الأقدار وضعتني في طريقها.
شكرا وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في البداية يجب توضيح أنه لا يوجد في أمراض الذكورة أن يكون هناك سبب عضوي يسبب الفقد المفاجئ للانتصاب هكذا مهما كان هذا السبب، ولكن ما حدث نفسي في المقام الأول بدليل وجود انتصاب صباحي، ومجرد وجوده يعني سلامتك من الناحية العضوية حتى لو فقدت هذا الانتصاب بعد تفريغ البول فهذا طبيعي.
وللاطمئنان على عدم وجود مشكلة عضوية عليك بعمل التالي:
-prolactin
-testosterone
-TSH, T3, T4
مع عمل أشعة دوبللر على الذكر لاستبعاد الجانب العضوي بصورة نهائية، وعدم التفكير مجددا في ترك خطيبتك لمجرد أوهام وشكوك داخلك ليس لها أساس من الصحة.
وعليك بالمواصلة على العلاج التالي:
- vibramycin 100mg مرتين يوميا أسبوعين + Ciprobay 500 كل 12 ساعة لمدة 10 أيام.
- neurobione amp حقنة عضل كل 3 أيام.
- arcalion forte قرصا واحدا يوميا صباحا.
- royal jelly + ginsing cap مرة يوميا.
مع إعادة تحليل السائل المنوي بعدها لمتابعة الحالة.
وهذا العلاج لمدة شهر مع التواصل معنا لمتابعة نتيجة التحاليل والأشعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية والذكورة
تليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي استشاري الشؤون الأسرية والتربوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحبا بك - أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
نحن نرى بأن الأمر لا يحتاج منك إلى كل هذا القلق، لا سيما مع ما أفادك به أخونا الدكتور إبراهيم – جزاه الله تعالى خيرا – من الناحية الطبية، وأفادك بأن الأمور - إن شاء الله – عادية وطبيعية، وإن كنت بحاجة إلى إجراء التحاليل وأخذ الدواء، فهذا أمر لا بأس به.
ولذا فنصيحتنا لك: ألا تتعجل بفسخ خطبتك بهذه المرأة، ونحن ننصحك بأن تتحصن بالأذكار الشرعية لا سيما الأذكار الموظفة كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ والدخول والخروج ونحو ذلك، كما ننصحك أيضا بأن ترقي نفسك بالرقية الشرعية، فتقرأ سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، تنفخ بعد القراءة مع ريق يسير في كفيك وتمسح بهما جسمك، فإن هذا ينفع - بإذن الله تعالى – مما نزل بك ومما لم ينزل.
كما نؤكد لك نصيحتنا - أيها الحبيب – وهي نصيحة ممن يرجو لك الخير ويتمنى لك السعادة، أن تتجنب الوقوع فيما حرم الله عز وجل عليك، فإن المعصية من أعظم أسباب الحرمان، فهي جالبة لكل آفة، ماحقة لكل بركة، فحسن علاقتك بالله سبحانه وتعالى، وأكثر من ذكره، وداوم على أداء فرائضه، وابتعد واجتهد عما حرم عليك، وستجد أنك تعيش حياة هادئة مطمئنة، تتمتع فيها - بإذن الله تعالى – بعافيتك وسلامتك.
ومما حرم الله عز وجل على الرجل إنشاء علاقة مع امرأة أجنبية قبل أن يعقد عليها، ولو كانت مخطوبة له، فالمخطوبة أجنبية لا يجوز للرجل أن يتعامل معها بغير ما يتعامل به مع النساء الأجنبيات، فيجب عليه غض بصره ما دام قد رأى منها ما يدعوه إلى نكاحها، ويجب عليه أن يتجنب الخلوة بها أو الحديث معها بما يؤدي إلى إثارة الشهوة ونحو ذلك، فإن هذه من الآداب التي يجب على الإنسان أن يلتزمها مع النساء الأجنبيات، وهذه واحدة منهن.
فنأمل - بإذن الله سبحانه وتعالى – أن تجد حالتك في تحسن، وننصحك ونؤكد ما نصحناك به سابقا ألا تتسرع إلى فسخ الخطبة من هذه المرأة، حتى تنظر في حالتك، وعلى فرض أنك وصلت إلى مرحلة الاقتناع التام بأن هذه الحالة نزلت بك فإن من الأمر اليسير عليك أن تخبر هذه الفتاة بما طرأ عليك إذا كنت تخشى من فسخك مع السكوت مضرة عليها أو نحو ذلك، وإلا فإن الأصل أنه يجوز لك أن تفسخ الخطبة دون أن تقدم المبررات، وإن كان بإمكانك أن تعتذر بأنواع من المعاذير المقبولة، كأن تخبرهم بأخبار عامة أنك لا تقدر على إتمام الزواج، ونحو ذلك من الكلام العام الذي يفهم منه غير ما تقصده أنت.
هذا كله على فرض أن هذه الحالة ثبتت لديك، ولكننا نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنك ما تعانيه، لا سيما وأن الطبيب قد أخبرك بأنه أمر سيزول.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.