السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدركم وأشكركم على هذه الجهود، وأدعو الله لكم بالتوفيق والقوة.
أنا فتاة عمري 21 سنة، غير متزوجة، انتهيت من دورتي الشهرية منذ 12 يوما، واليوم عند استيقاظي رأيت دما يشبه دم الدورة -أعزكم الله-، حتى أنه وجد مع الدم شيء يشبه قطع الدم التي تنزل أثناء الدورة، لكنها أصغر وأخف بكثير؛ أي أنها دم غامق لكن ليس بكتلة، شبهته لحد ما بخيط غليظ.
الدم ليس متواصلا كالدورة، لكن عند عدم نزوله تنزل إفرازات لزجة لا أشعر بها إلا عند دخول الحمام، هل هذا أمر طبيعي أم يستدعي رؤية الطبيب؟ وهل أصلي ككل يوم أم أنتظر الانتهاء والاستحمام؟
علما أن دورتي كانت مضطربة بسبب الظروف النفسية التي أدت لزيادة الوزن، لكن آخر شهر جاءت في موعدها تماما.
وعندي استفسار أخر: ما سبب ألم الصدر الذي يأتي في أوقات متفرقة؟ وأحيانا حكة في الصدر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.
من الناحية الشرعية والحكم على هذا الدم العائد بعد انقطاع دام مدة اثنا عشر يوما، هذا الدم العائد بعد هذه المدة لا يعتبر دم حيض إذا كان مجموع هذه المدد الثلاث (الدورة الشهرية– ثم الانقطاع الذي دام اثنا عشر يوما– ثم نزول هذا الدم الثاني) إذا كانت مدة كل ذلك تزيد على خمسة عشر يوما -وهذا الظاهر من كلامك– إذا كان كذلك، فإن هذا الدم العائد ليس دم حيض؛ لأنه لا يمكن أن يجعل مع الدم الأول حيضة واحدة، إذ قد تجاوز أكثر مدة الحيض، وأكثر مدة للحيض هي خمسة عشر يوما، ولا يمكن جعله حيضا جديدا؛ لأنه لم يفصل بينه ويبن الدم السابق أقل مدة للطهر، وهي عند الحنابلة ثلاثة عشر يوما، وعند غيرهم خمسة عشر يوما.
وبهذا تعرفين الخلاصة، أنه إذا كان مجموع ما سبق قد تجاوز خمسة عشر يوما فإن هذا الدم الثاني دم استحاضة، وعليك أن تفعلي ما تفعله المستحاضة، بأن تتوضئي للصلاة بعد دخول الوقت، وتفعلي ذلك عند كل وقت صلاة، وتتحفظي قبل هذا الوضوء مع غسل آثار الدم، وتتحفظي لمنع خروج الدم وانتشاره، وتصلي، وإذا استمر نزول هذا الدم ولم ينقطع عنك بعد ذلك، فإنك في مدة عادتك ما دامت لك مدة -عادة- تذكرينها وتعرفين زمانها، فإنك في مدة عادتك تعدين نفسك حائضا، وإذا انتهت مدة عادتك تغتسلين وتعاملين نفسك بما سبق من أحكام المستحاضة.
نسأل الله تعالى أن يفقهك في دينه، ونرجو -إن شاء الله تعالى– أن يكون الإشكال قد زال وعلمت الحكم الشرعي الذي ينبغي أن تتبعيه.
***************************************
انتهت إجابة الشيخ أحمد الفودعي .... مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم .... استشارية أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
***************************************
متوسط الدورة الشهرية عند الكثير من السيدات والفتيات 28 يوما، ولكن تعتبر الدورة طبيعية أيضا إذا كانت تأتي كل 21 يوما، وحتى كل 34 يوما، والدورة الشهرية تمتد من 3-7 أيام.
والدورة الشهرية نتاج أو محصلة تفاعل وتعاون بين الغدة النخامية، والتي تفرز هرمونات لتحفيز المبايض على نمو وخروج بويضة كل شهر، مرة من المبيض الأيمن، ومرة من المبيض الأيسر، ومن الجراب الذي خرجت منه البويضة يتم إفراز هرمونين هما: إستروجين وبروجيستيرون، وهما مهمين لبناء وتجهيز بطانة الرحم للاستعداد للدورة الشهرية الجديدة، أو للحمل في حالة الزواج.
وفي منتصف الشهر وأثناء التبويض تشعر السيدات أحيانا ببعض الألم من خروج البويضة من جدار المبيض، وقد يصاحب ذلك نزول بعض الإفرازات المدممة، وهذا شيء طبيعي يحدث أثناء التبويض، فلا قلق من ذلك -إن شاء الله-، ولا يعتبر ذلك جزءا من الدورة الشهرية، ولا يحتاج إلى الغسل ويكفي فقط الوضوء، والصلاة مقبولة -إن شاء الله-.
وبما أن المسؤول عن حدوث الدورة هرمونات، فإن الحالة النفسية والمزاجية السيئة والوزن الزائد تؤثر جميعها في هذه الهرمونات، وكذلك الألم الذي تشعرين به في صدرك له علاقة بتلك الاضطرابات الهرمونية؛ وذلك بسبب زيادة هرمون الحليب.
ولذلك في المرحلة القادمة يجب العمل على إنقاص الوزن من خلال حمية غذائية، ومن خلال ممارسة الرياضة خصوصا المشي، مع تناول حبوب جلوكوفاج 500 مج ثلاث مرات يوميا لمدة 6 أشهر، مع عمل فحص هرمون الحليب (برولاكتين)، وفي حالة زيادته يجب أخذ العلاج المناسب له، مع عمل صورة دم كامل لبيان هل هناك ضعف في الدم أم لا؟
وقد يفيدك في المرحلة القادمة تناول شاي أعشاب البردقوش، والمرامية، وحليب الصويا، وتلبينة الشعير المطحون، وتناول الفواكه والخضروات؛ لأن كل ذلك يحسن التبويض، بالإضافة لتناول حبوب فوليك أسيد والحديد، وهناك كبسولات TOTAL FERTILITY قد تفيد في تقوية المناعة والجسم، وتحسن التبويض -إن شاء الله- وبالتالي ينعكس ذلك على انتظام الدورة الشهرية.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.