عندما يغضبني زوجي أقوم بضرب طفلتي!!

0 275

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي طفلة عمرها عام ونصف، الحقيقة أحيانا أغضب عليها عندما تفعل شيئا خاطئا، وأعرف أنه أسلوب غير سليم، وأحيانا عندما أكون غاضبة من زوجي أضربها، وأكون قاسية عليها، هل يؤثر هذا عليها وعلى شخصيتها؟ وكيف أغير من نفسي؟ علما أني أحب الأطفال، وقبل زواجي وكنت واسعة البال، أما بعده فأصبحت لا أطيق نفسي، وهل عصبية زوجي أدت لهذا الشيء؟ علما بأنه عندما يغضب أبقى ساكتة ولا أحب أن أواجهه أو أكلمه، وأيضا أتمنى أن أتعلم كيف أربي طفلتي تربية حسنة.

وشكرا، وجزاكم الله كل خير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nona حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك -أختي الكريمة- في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى أن يحفظ بنتك ويرعاها، ويبعد الشيطان عن بيتكما.

كما تعلمين، أطفالنا فلذات أكبادنا، نتألم لألمهم ونفرح لفرحهم، فالأم مستودع الحنان والعطف والرحمة، وهي ملاذ للطفل عند مرضه، وسكينته عند خوفه، فإذا فقد ذلك، فأين يذهب؟ فابنتك -حفظها الله- ما زالت في نعومة أظافرها، وكيف تخطئ وهي لا تعرف الصواب والخطأ، ولا الحسن ولا القبيح، ولا الخير ولا الشر؟ فالطفل في هذه المرحلة يتصرف بطريقة عشوائية، فكيف يحاسب ويضرب على سلوكه؟ فعمر طفلتك ليس عمر الضرب -أختي الكريمة-، هذا عمر العطف والرعاية، والرحمة والمودة والحب.

وانظري إلى هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في تعليم الصلاة للأطفال: (مروا أبناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) رواه أحمد وأبو داود، فإذا كانت هذه الصلاة الفريضة التي ينبغي على الوالدين أن يعلموها لأبنائهم، لا يضرب فيها الطفل إلا عندما يكون عمره عشر سنوات، فما بالك بطفلة لم تتجاوز السنتين؟

الإنسان يغضب وينفعل بطبعه، وربما لا يستطيع أن يميز في تلك اللحظات بين الصواب والخطأ، فيقع منه ما لا يحمد عقباه، ثم يندم بعد ذلك على ما فعل، لذلك -أختي الكريمة- عليك بضبط النفس، وحاولي تفريغ شحنات الغضب في شيء آخر غير طفلتك، لأنها لا تعي ولا تعلم بما يحدث حولها، حتى لا يؤثر ذلك على صحتها النفسية.

وإذا كان الأمر متعلقا بالزوج وبضغوط الحياة، فهذه لها علاجات أخرى، فيجب عزلها عن معاملة الطفلة، حتى لا تكون هي ضحية التوترات بينك وبين زوجك، فنوصيك بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب، وتغيير موضعك أو مكانك، والوضوء والصلاة، وأيضا دربي نفسك على هذه الكلمات: ( قفي– فكري – افعلي) مثلا لأي سبب تملكك الغضب، فقبل أن تفعلي أي شيء خذي نفسا عميقا، وقولي: قفي، ثم فكري في ما تشعر به في نفسك، أي الإحساس والوعي بالذات، وكيف ستكون ردة الفعل؟ وماهي الآثار المترتبة على ذلك؟ ما هي الخيارات الأنسب للتصرف في هذا الموقف؟ ثم افعلي ما ترينه مناسبا دون أي خسائر أو بأقل خسائر محتملة، ولا تميلي لكتم الغضب في حالة التوتر مع الزوج، بل بعد أن تشعري بالهدوء، حاولي مناقشة الزوج، أو قومي بتوضيح وجهة نظرك بطريقة مقبولة، وبكلام هادئ في مكان ووقت مناسبين.

أعانك الله ووفقك.

مواد ذات صلة

الاستشارات