أعاني من مشكلة الخوف وعدم الثقة بالنفس، فما العلاج؟

0 273

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الصف الأول الثانوي، وأعاني من مشكلة عدم الثقة في النفس، وعدم القدرة على التحدث مع الآخرين, وهذا كله كان بسبب والدتي، فكانت دائما تمنعني من الاختلاط مع الناس أو الخروج مع أصدقائي أو الذهاب إلى الرحلات المدرسية، فأنا حتى الآن في عمري لم أخرج من البيت بمفردي أبدا.

للأسف حالتي تزداد تدهورا؛ حيث الآن أحرج بأن ألعب مع أصدقائي، وإذا تحدث معي أحد أصدقائي، أصبحت أحرج منه، رغم صداقتنا التي دامت بالسنوات, فأنا إذا تحدث معي شخص أكون محرجا، وأحيانا لا أجد الرد المناسب.

أيضا لا أستطيع الدفاع عن نفسي؛ حيث إذا جاء شخص ما ويمكن أن يستهزئ بي أو يسبني أو يحرجني أو أحيانا يستهزئ بي بضربي، لا أستطيع الرد مطلقا!

أرجوكم ساعدوني لأني للأسف حالتي تزداد تدهورا كل يوم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذا السؤال.

لا شك أن لطبيعة شخصيتك الآن علاقة وثيقة بالطريقة التي تربيت عليها، وكما ذكرت في سؤالك في خوف والدتك عليك وفي منعهم من الخروج والاختلاط بالآخرين. فكل هذا يفسر لماذا أنت في هذه الطبيعة من التردد والخجل الاجتماعي.

لكنك لست مضطرا للاستمرار بهذا الحال، وبيدك أن تتغير، وإن مجرد كتابتك إلينا فهي الخطوة الأولى لهذا التغيير، ولكن لابد من المتابعة والاستمرار.

المهم في الأمر أن تكون مقتنعا بأن كل ما أنت عليه، إنما هو سلوك متعلم مكتسب، وهذا يعني أنك تستطيع نزع هذا التعلم، وإعادة التعلم من جديد.

بناء على هذا، فكما أنك تعلمت سلوك القلق والارتباك الاجتماعي والتجنب على مدار عدة سنوات، فعليك أن تعطي نفسك بعض الوقت لتتعلم من جديد اقتحام هذه المواقف والأماكن التي كنت تتجنبها، لتتعلم من جديد أن المشكلة ليس في هذه المواقف والأماكن وإنما في طريقة رؤيتنا لها، فإذا غيرنا نظرتنا لها فستصبح غير مرعبة ومقلقة كما كنا نتصور.

هكذا كلما زادت ثقتك في هذه السلوكيات، كلما زادت ثقتك بنفسك بشكل عام، وكلما زادت قدرتك على مواجهة الناس والحديث والدفاع عن نفسك.

إذا حاولت كل هذا ولم تشعر بالتحسن الواضح، فربما يفيدك مراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي ممن يعينك على تجاوز هذه المرحلة من خلال العلاج المعرفي السلوكي في هذا التغيير.
وفقك الله وجعلك من الناجحين.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات