السؤال
السلام عليكم.
أرجو قراءة سؤالي جيدا, وعدم تحويلي لاستشارة قديمة؛ لأني أعيش حالة قاسية من القلق الشديدة على جنيني مما فعلته.
علمت أن حشو البلاتين للحامل يؤثر على الجنين, ويدمر خلايا المخ, ويسبب مرض التوحد بسبب وجود مادة الزئبق, وأنا حامل في الشهر السادس, ومنذ أسبوعين عملت (حشوة بلاتين دائمة) لثلاثة أضراس, ولم أكن أعلم أنه خطر على الحوامل والأجنة, وبعدها بيومين شعرت أن الحشو عال؛ فذهبت للدكتور ليزيل منه القليل, وعندما عدت إلى البيت وجدت فمي مليئا رذاذا من الحشو, وأكيد أني بلعته, فما هي الخطورة على الجنين؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مدام نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم خوفك وقلقك على الحمل يا عزيزتي, وتأكدي بأننا نقرأ كل استشارة بتمعن وحرص, من أجل تقديم أقصى فائدة ممكنة لأخواتنا وبناتنا السائلات بإذن الله تعالى.
وبالنسبة للحشوات البلاتينة التي تستخدم في طب الأسنان؛ فإنني أود أن أوضح لك عدة نقاط هامة, لعل ذلك يخفف عنك ويهدىء من مخاوفك, إن شاء الله:
أولا: إن هذه الحشوات ليست مكونة بشكل كامل من الزئبق فقط, بل من ثلاث مواد هي (النحاس, الفضة, والزئبق).
ثانيا: إن نوع الزئبق الموجود في هذه الحشوات هو من نوع الزئبق الغير عضوي, وهذا النوع الغير عضوي لا يمتص في جسم الإنسان.
ثالثا: إن هذا النوع من الحشوات يستخدم منذ أكثر من 150 سنة, ولو كان له أي آثار ضارة لكانت هذه المدة كافية لإظهار هذه الأضرار, وقد أثبثت كل الدراسات المكثفة بأنها مادة آمنة الاستخدام على المرأة الحامل, وعلى الجنين.
ولذلك فإن منظمة الصحة العالمية, وجمعية طب الأسنان الأمريكية, وغيرها من المنظمات والجمعيات المسؤولة عن السلامة في المجال الطبي؛ قد رخصت استعمال هذه الحشوات, وسمحت باستخدامها في كل الأعمار, وفي أوقات الحمل وخارجه, بل واعتبرتها آمنة جدا وفعالة.
وأكرر لك بأن الزئبق الموجود فيها هو من النوع اللاعضوي, أي لا يمتص من الجسم حتى لو تم ابتلاعه, ولقد قرأت في خانة المهنة في رسالتك بأنك مهندسة, وهذا يعني بأن لديك خلفية جيدة عن الكيمياء العضوية واللاعضوية.
ولأطمئنك أكثر يا عزيزتي أقول لك: إننا نتناول الأسماك بأنواع متعددة, ومن مصادر مختلفة, وبعض أصنافها يحتوي على مستويات عالية من الزئبق العضوي, أي الزئبق الذي يمتص إلى داخل الجسم, ومع ذلك لا نخشى هذا الأمر, ولا أحد يتكلم في هذا الموضوع, بل ولن تفلح أي طريقة في منع الناس من تناول الأسماك, ولا يوجد طريقة لفحص كل الأسماك التي نتناولها, وما قصدته هو أن هنالك مخاطر أكبر, ومن مصادر واضحة, وهي المفترض أن نهتم بها ونجد لها الحلول, ومع ذلك فإن الأشياء التي أجريت عليها دراسات كافية وتم إثبات بأنها آمنة؛ ما تزال الشائعات والأقاويل تترد حولها.
نصيحتي لك هي لا تبالغي في خوفك على حملك, بل كوني معتدلة واستمتعي به, وتوكلي على الله عز وجل فهو خير الحافظين.
أسأل الله جل وعلا أن يتم حملك على خير, وأن يرزقك الذرية الصالحة والمعافاة.