السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب جامعي, اسمي عمر, وعمري 18 سنة, وعندنا في الجامعة الكثير من الأساتذة من الغرب (بريطانيا وأمريكا) وهم غير مسلمين, ويدرسني أربعة منهم.

هل هناك طريقة لدعوتهم إلى الإسلام بصورة حسنة؟ مع العلم أنهم لا يعرفون اللغة العربية.

جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أيها الابن الكريم- ونشكر لك هذه الرغبة الكريمة، التي نسأل الله أن يأجرك عليها، وليت شبابنا وطلابنا وكل مسلم فكر بهذه الطريقة.

فامض بهذه الروح الطيبة، واعلم أنك أولا تستطيع أن تؤثر عليهم بأدبك الحسن، باجتهادك في دراستك، وحسن رعايتهم واحترامهم وتقديرهم باعتبارهم أساتذة، بالإحسان إليهم، بإظهار جمال وكمال هذا الدين بين أيديهم، وكثير من الطلاب الذين جعلوا همهم دعوة الناس إلى الله أسلم على أيديهم زملاء، وأسلم على أيديهم أساتذة، وأسلم على أيديهم كرماء، حتى وجد في أبنائنا من سافر ليدرس في الغرب فلم يرجع إلا بعد أن أسلم على يديه أكثر من سبعين شخصا، على يد إنسان واحد جعل همه أن يظهر جمال الإسلام، أن يدعو لهذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

واعلم أن هؤلاء القوم من السهولة أن يقتنعوا إذا وجدوا كمال وجمال هذا الدين العظيم في أخلاقنا وفي تصرفاتنا وفي أماناتنا، وفي صدقنا وفي سائر أحوالنا، ولذلك نتمنى أن يظهر لهم منك هذا الجانب المشرق، وبذلك تكون دعوتهم إلى الله تبارك وتعالى.

حاول دائما أن تكون إلى جوارهم خاصة إذا حصلت لهم أزمات، وحصلت لهم مواقف، وحاول أن تكون كريما سخيا معهم، حاول أن تبادرهم بالابتسامة، والاهتمام، حاول أن تقدم لهم هدايا وأمورا تؤلف بها قلوبهم، وحاول دائما أن تطرح لهم جمال وكمال هذا الدين العظيم وسماحة هذا الإسلام، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

ونحن حقيقة سعداء بهذه الروح، ونتمنى أن تتواصل حتى نتعاون جميعا في هذا الخير، فإنا شركاء في هذه المهمة وفي هذا الشرف، والدعوة إلى الله أعظم وأشرف مقامات الدين، قال تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} لأنه لا يمكن أن يوجد إيمان أو دين إلا بالدعوة إلى الله، إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

لذلك نحن نكرر شكرنا، ولا تستطيع كلماتنا القاصرة أن تعبر عن فرحنا بوجود مثل هذه الروح التي نتمنى أن تخلص فيها لله، وأن تدعو الله لهم قبل أن تدعوهم إلى الله، وبعد أن تدعوهم إلى الله تبارك وتعالى، فإن قلوبهم وقلوبنا وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

ونبشرك بأنك تؤجر على مجرد هذه الرغبة، وتؤجر على حسن النية، ثم تؤجر على عملك في طاعة رب البرية، وإذا كان هناك في الأساتذة من يستطيع أن يتفاهم معهم ممن عنده علم بلغتهم، فيمكن أن تحرضه لدعوتهم إلى الله تبارك وتعالى، أو الاقتراب منهم حتى يتأثروا به وبكم، فيدخلون في هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، وأن يهدي بنا وبكم العباد، وأن يصلح نياتنا، وأن يجعلنا مخلصين له الدين حنفاء، وذلك دين القيمة.