السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا شاب بعمر 26 سنة، لدي مشكلة منذ ثلاث سنوات، وهي عندما يتحدث لي شخص وهو ينظر إلي لا أستطيع أن أنظر في عينيه، بل وأرتبك وأتوتر، ومرات تدمع عيناي كلما حاولت أبدأ بتحديق العين، ولا أركز في الموضوع، وأفشل، وعندما أتحدث لا أستطيع أن أنظر في عينيه، بل وأتوتر.
إذا كنت ألبس نظارة شمسية أنطلق في الحديث، وإذا كانت الإضاءة ظلمة قليل أتحدث بامتياز، ويذهب مني التوتر والرهبة.
علما أنا أريد أن أتزوج، ولكن لا أستطيع بسبب هذه المشكلة، ولا أعلم هل هي مرض نفسي أو أحتاج للرقية؟ علما أني جربت الرقية قليلا، ولا يوجد تحسن.
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال.
لا أسمي هذا مرضا نفسيا، وإنما هي صعوبة نفسية، وهي أقرب للخجل الاجتماعي، مما يجعل عندك صعوبة في النظر في عيني محدثك.
لذلك أنت أكثر راحة في حال لبس النظارات الشمسية أو في الظلمة، مما يمكنك من الاختفاء وراء النظارة أو في الظلمة.
طبعا نذكر هنا أن للناس طرقا معينة في طريقة حديثهم مع الآخرين، فمنهم من ينظر في عين محدثه، والبعض الآخر يجنب النظر في العينين، ويصرف نظره لمكان آخر، وليس في كل هذا من عيب أو خلل، ولكل طريقته التي يرتاح إليها، ولا حرج من أي طريقة تتحدث فيها مع الناس.
ليس بالضرورة على كل من يعاني من الخجل الاجتماعي أو الارتباك أن يذهب للاختصاصي أو الطبيب النفسي، فكثير منهم يعالج نفسه بنفسه.
المطلوب منك الآن العمل على عدم تجنب الاختلاط بالناس والحديث معهم والنظر في وجههم، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا، وكلما تجنبت النظر في وجوه الآخرين كلما صعبت عليك العودة لما كنت عليه في السابق.
ومن الطبيعي والمتوقع أنك ستواجه بعض الصعوبات في بداية المحاولات الأولى من النظر، وربما الأيام الأولى، ولكن ما هو إلا يوم أو يومين حتى تبدء بالشعور بالراحة والاطمئنان والثقة بالنفس، والشعور بالنجاح والإنجاز، أنك تجاوزت هذه العقبة، وستجد وخلال فترة قصيرة كيف أن ما كنت تخشاه من مثل هذه المواقف من مواجهة الناس، والنظر في أعينهم ليس مخيفا كما كنت تعتقد.
أنصحك أيضا بقراءة كتاب عن حالات الخجل والرهاب، فمعرفتك بهذا يزيد من احتمال تعافيك، وبسرعة.
أنت ما زلت شابا، وأمامك طريق جيد لاكتساب المهارات الاجتماعية وتجاوز ما أنت عليه الآن.
وفقك الله ويسر لك النجاح.