السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترددت كثيرا في إرسال مشكلتي، لكن من شدة تعبي ليس لدي خيار آخر.
أنا فتاة مصابة بوسواس قهري منذ سنوات، في الصلاة والضوء والطهارة والنية، ثم أصبح في التخيلات الجنسية، فصرت كلما توضأت أو صليت، تأتيني فأقطع الصلاة وأعيد من جديد، حاولت أن أتعايش معه لكن صار يزيد كثيرا.
عندما كنت طفلة ابتليت بفعل العادة السرية، وعندنا كبرت وعرفت ماهي وحكمها وأضرارها، عزمت ألا أرجع لها، لكن رجعت لها وفعلتها تقريبا 5 مرات، وتبت لله وعزمت عدم الرجوع مرة أخرى، لكن أصبح لدي وسواس عن العادة السرية، فأصبحت أحلم بأني أفعلها وبتفاصيلها أيضا، فاستيقظ وأغتسل، وأيضا بسبب فعلتي لها 5 مرات صرت أكره رقم 5، وإذا عملت عملا أو توضأت أو أي شيء، ووصلت للرقم 5، أو جمعت الأعداد ووصلت لرقم 5، فإني أعيد من جديد عملي، لاعتقادي بأنه نجس، وهكذا تعبت كثيرا، حتى أن مكان فعلتي لا أنام فيه، وحتى لا أمر بجانبه، لاعتقادي بأنه نجس من فعلتي، أو أني سأفعلها مرة أخرى إذا نمت في المكان نفسه.
أصبحت حياتي كئيبة، نقص وزني كثيرا، كرهت الحياة، فأنا لا أستطيع العيش كباقي الفتيات والاستمتاع بأعمارهن، ساعدني في حل مشكلتي! كيف أعرف أني فعلتها في نومي أم لا؟ وهل أماكن فعلتي ليست نجسة؟ وهل إذا وصلت لرقم 5 أستمر في عملي أم لا؟ وإذا جاءت في بالي التخيلات الجنسية أو العادة السرية، هل أستمر في عملي أم أعيد من جديد؟ ساعدني في التخلص من الوسواس، ماذا أفعل به؟ وكيف أعرف أني فعلتها وأنا نائمة أم لا؟
لا تتجاهل رسالتي، فأنا متعبة جدا، وأنتظر الرد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يصرف عنك ما تعانينه من آثار الوساوس، ونحن نضع بين يديك نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك السعادة وانصراف الهموم والغموم عنك، ونتمنى أن تقابلي هذه النصيحة بالعمل بها بجد وحزم، ونحن على ثقة من أنك إذا فعلت ذلك ستتعافين -بإذن الله تعالى– من آثار هذه الوساوس.
نصيحتنا تتخلص -أيتها البنت الكريمة– في أن تجاهدي نفسك في الإعراض عن الوسوسة إعراضا كليا، فلا تعملي بمقتضاها، ولا تسترسلي معها، فإذا رأى الشيطان منك ذلك، فإنه سييأس منك وسينصرف عنك -بإذن الله تعالى– عن قريب.
وإذا نمت ورأيت في منامك أنك تفعلين شيئا من الأمور الجنسية، فإنك لا تبنين على هذه الرؤيا شيئا من الأحكام إلا إذا رأيت المني، فإذا رأيت المني، وجب عليك أن تغتسلي، وإذا لم تري شيئا فإنه لا يلزمك شيئا، فأعرضي عن ذلك، وهذا أمر طبيعي عند الناس كلهم أو أكثرهم، ويستوي في ذلك من هو في سنك ومن هم أكبر منك، كما يستوي في ذلك أهل الصلاح وغيرهم، فأكثر الناس يرون في مناماتهم هذا النوع من الرؤى، والنبي -صلى الله عليه وسلم– قد أخبرنا عن الحكم الشرعي في ذلك، فإذا رأى الإنسان الماء –أي المني– وجب عليه الاغتسال، وإذا لم ير شيئا من ذلك، فلا يلزمه شيء، فلا تكلفي نفسك شيئا فوق هذا.
وأما ما فعلته مما سميته (العادة السرية)، فإن المكان الذي فعلت به ليس نجسا، والمني ليس نجسا، ولا يجوز لك أن تتشاءمي من هذا الرقم –رقم خمسة–، وتتركي أعمالك إذا بلغته، فإن هذا كله من التطير الذي نهى عنه الشرع، فالتشاؤم بما لم يجعله الله عز وجل سبب للتشاؤم، منهي عنه ومحرم، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، فامضي في عملك، ولا تتركي شيئا لأجل أنك وصلت أو بلغت هذا الرقم، كما أنك إذا كنت في طهارة وخطرت في قلبك بعض المشاهد الجنسية أو نحو ذلك، لا تتركي ما أنت فيه لهذا السبب.
فإذا علمت هذا، علمت أن الأمر سهل، وأن الأمور هينة لا تحتاج كل هذا القلق والهم والحزن منك، فدين الله تعالى يسر وشرعه رحمة، فخذي نفسك بالعمل بما شرعه الله تعالى لك.
وخير ما نوصيك به ونتمنى أن تجاهدي نفسك عليه: الإكثار من ذكر الله تعالى، وإشغال وقتك بما ينفعك من أمر دين أو دنيا، والتعرف على الفتيات والنساء الصالحات وقضاء الأوقات معهن، ومشاركتهن في البرامج النافعة، فإن هذا سيملأ كثيرا من وقتك، وسيصرف عنك كثيرا من الأفكار.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.