السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة، محافظة، وطموحة، ورومانسية جدا، كنت معجبة بابن خالتي، ولكني صرفت النظر عنه، لأنه من الشباب المتحرر جدا، وعديم المسؤولية، وسمعت أنه يحب ابنة عمه، فغرت غيرة شديدة، وحاولت محادثته بعد أن عرفت بأنه غير مرتاح، وبعد فسخه للخطبة، أحست بالملل منه، لأنه لا يملك أسلوبا جذابا في الكلام، فأنا أعشق الكلام المعسول جدا، فهو يشدني كثيرا، ولقد حاول خطبتي مرارا، ولكن أهلي يرفضون، بسبب عدم توظفه، فكرهته أكثر، كما أنه من النوع الذي لا رأي له، وأخبرته بأنني لا أريده.
بعدها تعرفت على شاب بنفس مواصفاتي، جذاب في أسلوبه، ورومانسي جدا، ولكن مع الوقت اكتشفت بأنه مريض نفسيا، مما أثر على شعوره تجاهي، فتارة يحبني، وتارة لا، كما أن علاقات سابقة كثيرة، ومدمن للصور الإباحية، ولا يواظب على الصلاة، وقد خطبني مرارا، ولكن أهلي رفضوه لأنه أجنبي، فحزنت من رفض أهلي، ثم سافرت لكي أريح نفسي، فلما عدت، وجدته قد خطب أخرى، ولما سألته: قال: بأن هذا نصيب، ولم يراع شعوري، فضاقت علي الأرض بما رحبت، وامتنعت عن التواصل معه.
وللأسف تقدم لخطبتي مرة أخرى ابن خالتي السابق، لأنه توظف، وأصبح يفوق الشخص السابق بصفات عدة، فهو محترم، ومصل، وهادئ، وذو هيئة رزينة، وبار بوالديه، ولكنني أخشى أن لا يكون رومانسيا، فهل أوافق عليه أم لا؟
أرجو الرد بسرعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نونا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يهيء لك من أمرك رشدا، ونتمنى أن تستفيدي من التجارب السابقة، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، ونؤكد لك أن اختيار ابن الخالة بالمواصفات المذكورة، كونه تغير، وكونه بار، ومصل، ومحترم، ورزين، هذه صفات غاية في الأهمية، وفوق ذلك هو ابن خالتك، وابن خال الإنسان في المنزلة الرفيعة التي لا تخفى على أمثالك.
ونحب أن نؤكد لك أنك لن تجدي رجلا بلا عيوب، لأنك أيضا لست خالية من عيوب، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه، وإذا بلغ الماء قلتين فلم يحمل الخبث.
من هنا فنحن ندعوك إلى أن تجتهدي في هذا الأمر، وتحاولي أيضا أن تتخذي خطوات فعلية وتردوا عليهم بالرد الإيجابي، وبعد ذلك تستطيعين أن تناقشي الأمور التي تريدين مناقشتها، مع أننا نؤكد أن الفكرة ليست أن نغير الشريك، ولكن الفكرة أن أتأقلم معه، كما وأن أضخم الإيجابيات عنده، ثم نحاول وبهدوء وبمرور الزمن تغيير السلبيات، أو حصرها، أو السيطرة عليها، أو حسن إدارة تلك السلبيات.
فإن السوء الذي في الإنسان قد لا يزول بسهولة، وقد نحتاج إلى أن نغير مجاري الصفات السالبة، فإذا كان سريع الغضب نجعله سريع الغضب ولكن لله، لا يغضب إلا إذا انتهكت حرمات الله تبارك وتعالى، وبهذه الطريقة نحول مجاري الصفات التي عجزنا عن تغييرها أو تبديلها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.
أما بالنسبة لمسألة الرومانسية: فإن شبابنا يحتاج إلى شيء من التدريب، والمرأة تستطيع أن تؤثر على زوجها، وترفع ثقافته في هذا الجانب، إذا أخذت زمام المبادرة وشجعته على مثل هذه الأشياء التي قد تحتاج إلى وقت، ولكن سيأتي اليوم الذي تشعرين فيه بأنه بدأ يتفهم هذه الأمور، ويتفاعل معها، ونسأل الله أن يسعدك بطاعته، وأن يلهمك السداد والرشاد.
ونحذرك من خوض تجارب أخرى، أو محاولة التواصل مع آخرين، وتجنبي التواصل بالهاتف أو بالنت أو بغيره، فإنه من الأمور المحرمة التي تجر إلى أمور خطيرة للإنسان، فهذا عالم لا يخلو من الأشقياء والذئاب، ولا هم لهم إلا أن يتغدى بفتاة أو يتعشى بأخرى، وهمه أن ينال الشهوة وينال لذته، وربما بعضهم همه أن يكلم الفتيات، وهذا مبلغ علمه، ومنتهى قصده، وفي كل ذلك تضييع للوقت، وقبل ذلك مخالفة لشريعة الله ولآداب هذا الدين، وخروجا عن الحشمة والعفة التي ينبغي أن تكون عليها الفتاة المسلمة.
ومن هنا فنحن ننصحك بكتمان كل ما حصل من تجارب، وكل ما حصل من تواصل، وإخفاء هذا الأمر، ومحاولة تغيير الإيميل والهاتف حتى تقطعي التواصل تماما مع الذين كانوا بالأمس يتواصلون، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.