السؤال
السلام عليكم ..
تعرفت على زوجتي عبر الانترنت، وكنت معجبا بدينها جدا في البداية، وتزوجنا بعد تعارف دام سنيتن، وعلاقة عبر الانترنت, وقد التقينا مرتين فقط دون علم أهلها، لكن بعدها -ولله الحمد- بدأت ألتزم بالدين، وشعرت أن الله فتح لي باب التوبة، وتوقفت عن الكلام معها حتى ذهبت وأهلي لطلبها، وتمت الخطبة والزواج.
أما الآن فنحن متزوجون منذ نحو7 شهور، وزوجتي حامل في الشهر الرابع، لكن بدأت أشعر أنها ليست كما كنت أتمنى بالنسبة لدينها والتزامها بكثير من الأمور، وأهمها اللباس الإسلامي الكامل -تغطية الوجه والكفين- فأنا الآن أبحث عن طريقة لكي أقنعها بالحجاب الإسلامي الصحيح، فما نصيحتكم؟ وهل أنا آثم في حال خرجت زوجتي من المنزل وهي كاشفة الوجه والكفين؟
وضع البلاد والوضع المادي بشكل عام حاليا لا يسمح لي بالتعدد، وأنا أرغب في إنشاء جيل يتبع الكتاب والسنة، وأريد زوجة تعينني في هذا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يخرج بلدنا الكريم سوريا من الأزمات، وأن يرد إليه الاستقرار والأمن والطمأنينة، وأن يجعل ولاية أهلنا هناك في من خافه واتقاه واتبع رضاه، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، وهذه الرغبة في إعانة الزوجة على طاعة الله تبارك وتعالى، هذا ما نريده.
أنت بيدك القوامة وأنت الذي تعين، صحيح الزوجة تعين زوجها على طاعة الله تبارك وتعالى، لكن الرجل هو صاحب القوامة، لكن الرجل هو الذي يتحكم فيه العقل وليست العاطفة، لكن الرجل هو الذي يسأل من باب المسؤول عن الأسرة، فالرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك ويعينها على الخير والالتزام بالحجاب، وبكل آداب هذا الإسلام التي جاءت في السنة والكتاب، ونحب أن نؤكد لك أن هذه الزوجة التي رغبت في دينها وكانت متدينة ثم وجدت فيها بعض النقص، نوصيك بأن تمدح تدينها، تمدح الإيجابيات التي فيها، ثم تطالبها بعد ذلك بالمزيد من الالتزام في لباسها، وفي طاعتها لله تبارك وتعالى، وفي جوانب التقصير الذي تتجلى لك.
قد أسعدنا وأعجبنا أنك تبت، ولم تتواصل معها إلا بعد أن أصبحت هناك علاقة شرعية، والآن نتمنى أن تستمر على نفس الروح، وإذا كنت تنصح وتحاول وترشد فلست آثما إذا بدرت من الزوجة مخالفة، فهي مسؤولة أيضا بين يدي الله تبارك وتعالى، ونحن نلقى الله أفرادا، فاجتهد في أن تقوم بواجبك، اجتهد في النصح، اجتهد في أن توفر لها ما يسترها سترا كاملا، وبين لها أن دافعك لذلك هو الدين، وأنك تغار عليها لشدة حبك لها، وأنك لا ترضى أن ينافسك فيها آخر فينظر إليها، وهذه هي المعاني التي جاء بها هذا الشرع الحنيف.
المرأة ينبغي أن تشعر إذا طلب منها الزوج مزيدا من الستر والحجاب، أن تشعر أنها درة غالية، لأن الأشياء الغالية هي التي يبالغ الناس في سترها وفي إخفائها، بخلاف الأشياء الرخيصة التي لا قيمة لها، فإنها ترمى في فناء البيت أو ترمى في أي مكان.
لذلك نتمنى أن يكون الكلام بهذا الأسلوب وبهذه الطريقة، وتجنب التوترات خصوصا وهناك جنين في بطنها، ونحب أن نؤكد لك أن إصلاح هذه الزوجة وجعلها ترتدي الحجاب الكامل والستر الكامل، وجعلها تتقيد بأحكام هذا الدين شيء مقدم على البحث عن زوجات أخر، لأن البحث عن ثانية ربما يزيد الأمر تعقيدا، ويزيد الأمر سوءا، وهي غدا ستصبح أما لطفل أو طفلة لك.
لذلك نتمنى أن تتعامل مع الموضوع بمنتهى الحكمة والحنكة والإحسان والتقرب إليها، فلا تطلب منها الحجاب الكامل إلا بعد أن تمهد لذلك بتوجه إلى الله، وتمهد لذلك بكلام طيب، وتقدم بين يدي ذلك من الهدايا ما يسر ويفرح، ثم بعد ذلك تثني على الإيجابيات التي عندها، وتطالبها إكمال تلك الواجبات وتلك الفضائل وتلك الأشياء الجميلة في شخصيتها، أن تكمل كل ذلك بارتداء الحجاب ليكون تاجا في الالتزام وتاجا للعفة وتاجا للمروءة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك وأمرها، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونتمنى تفادي الاحتكاكات وتفادي الخصام، خاصة في هذه المرحلة التي يوجد فيها جنين في بطنها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.