لها صور عند قريبتها تخاف نشرها

0 302

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي ابنة خالة أقضي معها أوقاتا في المناسبات، ذات مرة طلبت مني أن أصور معها ورفضت بشدة، ولكن أصرت ووافقت بعدها أن أصور في مناسبة، جسمي فقط دون وجهي، وبعدها ندمت أشد الندم وحزنت كثيرا، وبعد عدة أشهر في مناسبة زواج طلبت مني الطلب نفسه، وصورت من غير وجه فقط جسمي، وأنا أوسوس، أخاف أن تنتشر الصور أو يعلم أهلي لأنهم متشددين من هذه الناحية، والقلق والخوف ينتابني، وأشعر بالندم ولا أستطيع أن أطلب منها حذفها لأنها ستغضب، وهي معي من أيام الطفولة، ماذا أفعل للتخلص من الوسوسة؟ وماذا أفعل لو طلبت مني هذا الطلب مرة أخرى؟ وهو بنظرها عادي، أما أنا فلا أثق بأي أحد، فلا أعلم ما سيحصل بعد ذلك، يمكن أن تحصل مشكلة بيني وبينها وتبتزني بالصور!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يزيدك حرصا وثباتا ومحافظة وعفة وطهارة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبعد فقد أسعدنا وأفرحنا هذا الخوف من المخالفة الشرعية، وهذا الخوف مما يغضب الله تبارك وتعالى، ونحب أن نؤكد لك أن بنت الخالة بالمكانة الرفيعة، ولكن طاعة الله أغلى وأعلى، والحقيقة نريد منك أن تؤثري ولا تتأثري، وأن تحرصي على أن تكوني ناصحة لبنات الخالة وبنات العمة، ولا بد أن تعلمي أنك في زمان إما أن يدعو فيه الإنسان إلى الخير، أو يدعى إلى الشر، فبادري أنت بالدعوة إلى الله، وذكري الغافلات من قريباتك بالله تبارك وتعالى، ولا تجاملي في مثل هذه الأمور.

ونحن إذ نشكر لك هذا الحرص، ورفضك على أن يصوروا الوجه، أيضا ندعوك إلى إكمال هذا الخير وهذا الشرف، بأن تبتعدي عن التصوير أصلا جملة وتفصيلا، ولا توافقي بنت الخالة أو تلبي طلبها في هذه المسألة، واعتذري لها بطلف، وكما قلنا قبل ذلك بادري بتقديم النصيحة بالنسبة لها، وما حصل -إن شاء الله تعالى– لن تتضرري منه، وإذا ذكرك الشيطان بما حصل منك، فجددي التوبة والاستغفار واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، لأن الشيطان همه أن يحزن الذين آمنوا، والإنسان إذا حزن لمعصيته وفرح بطاعته، فهذا دليل على الخير الذي فيه.

فنحن نشكر لك هذا الحرص الذي دفعك للكتابة إلينا، ونتمنى ألا تجاملي في مثل هذه الأمور، فالمؤمنة ما ينبغي أن تكون إمعة مع الناس، إن أحسنوا أحسنت، وإن أساءوا أساءت، ولكن على المؤمنة أن يكون لها اعتزاز بدينها وثوابتها، فعليها أن تحسن إن أحسن الناس، حتى في هذه الحالة، ليس لأنهم أحسنوا، ولكن لأن الله يأمر بالإحسان، ولأن الإحسان هو طريق أهل الخير والإيمان، وإن أساءوا عليها أن تتجنب إساءتهم، وتجتهد في النصح لهم، وتشهد الله على كراهية ما يغضب الله، هكذا ينبغي أن تكون المؤمنة.

نسأل الله أن يغفر لك ما مضى، والله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا، فلا تجاملي في مثل هذه الأمور، وتعاملي مع القريبات بهدوء وظرف، ولكن بحزم أيضا في الأمور التي لا ترضي الله تبارك وتعالى، فإن الإنسان ما ينبغي أن يجامل في مثل هذه الأمور، ثم عليك أن تجتهدي كما قلنا في دعوتهم وفي إرشادهم، وتذكير هؤلاء القريبات بالله تبارك وتعالى، ونؤكد لك -إن شاء الله تعالى– أن هذه الاستشارة فيها دليل على صدق التوبة والرجوع إلى الله، والتوبة تجب ما قبلها، والعظيم تبارك وتعالى يستر على الإنسان، فهو الذي ستر عليك، وسيستر عليك بحوله وفضله، فليس هناك داعي للانزعاج بهذه الطريقة، والمهم هو عدم تكرار هذا الأمر في المستقبل، أو أي مخالفة شرعية ينبغي أن يكون لك فيها رأي، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات