السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 34 سنة، أعاني من خفقان شديد يصل إلى 200 نبضة في الثانية منذ 7 سنوات، عملت جميع الفحوصات من تحاليل وأشعة وتخطيط، وجميعها سليمة أخذت علاج كونكور، لكن لم يتغير شيء، وأخذت علاج اسبوتين، ولم يتغير شيء، علما أني أعاني من التالي:
1- تنميل وحرارة في يدي اليسرى.
2- غازات كثيرة جدا في البطن.
2- الخوف من الموت، والأمراض المزمنة وسماع خبر سيء.
3- نبض في أنحاء الجسم.
4- طنين في الأذن.
5- الإحساس بشد الجسم خاصة في الجهة اليسرى.
6- الانزعاج من صراخ الأطفال.
7-أحيانا بكاء بدون سبب.
أيضا عملت تخطيطا للدماغ، وجدت أن عندي اضطرابا في كهرباء الدماغ، وشدا عضليا في الجسم، وأعطاني الدكتور علاجا واستخدمته 3 أسابيع فقط، ولم يعط نتيجة، أحس أن الحياة بدون طعم.
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تسارع ضربات القلب بهذه الكيفية ربما يكون سببه عضويا أو نفسيا، وأنت قمت بالإجراءات العلاجية الصحيحة فيما يخص رصد نبضات القلب وطبيعتها، ولا بد أن تكون قد عملت فحصا يسمى بفحص (هولتر)، وهو نوع من تخطيط القلب الإلكتروني، يتم من خلال تثبيت جهاز معين على الجسم لمدة ثمانية وأربعين ساعة، هذا الجهاز يرصد كل نبضة خلال هذه المدة، وبعد ذلك يتم تحليل نبضات القلب ليتم التشخيص الصحيح، هذه من الفحوصات المهمة والضرورية، وأنا متأكد أنك غالبا تكون قد أجريتها.
هذا الفحص سوف يحسم تماما ليحدد طبيعة هذه النبضات هل هي ناتجة من بؤرة كهربائية معينة في القلب؟ هل هي نتيجة للقلق؟ هل هي نتيجة للتوترات أو كلاهما؟ هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية: الأعراض التي ذكرتها - وهي ثمانية أعراض رئيسية - أراها أنها كلها ذات طابع نفسي، تدل على وجود قلق، على وجود اكتئاب من الدرجة الخفيفة، على وجود مخاوف، فهذه الحالة مما يمكن أن نسميه بـ (القلق الاكتئابي الخفيف مع وجود المخاوف) قطعا يؤثر عليك سلبا، لذا أرى أن علاجك يجب أن يكون تحت إشراف طبيب القلب مع الطبيب النفسي، أو على الأقل يقوم طبيب القلب بفحصك فحصا كاملا، ومن ثم يعطيك تحويلا تذهب به إلى الطبيب النفسي، هذه هي الطريقة الصحيحة، والطبيب النفسي بدوره - إن شاء الله تعالى - سوف يقوم بمناظرتك وفحصك بصورة صحيحة جدا، ومن ثم يعطيك الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب البسيط وللمخاوف، وأنت سوف تستفيد كثيرا من دواء مثل: (دوجماتيل)، ويسمى علميا (سلبرايد)، أو أي أدوية أخرى يراها الطبيب مناسبة.
فإذا يجب أن تسير على هذا النهج الذي أوضحته لك، فحص كامل وشامل من طبيب القلب، تأخذ منه التحويل إلى الطبيب النفسي، والطبيب النفسي سوف يقوم بدوره كاملا، وهذه الحالات تستجيب استجابة ممتازة جدا للعلاج.
بالنسبة لاضطراب كهرباء الدماغ: هذه الحالات تكون موجودة وتكون عرضية، وأحيانا حتى القلق الشديد قد يؤدي إلى ذلك، ولا أعتقد أنها ناتجة من بؤرة صرعية أو شيئا من هذا القبيل.
لا تتأخر أبدا، اتبع هذا المنهج العلاجي العلمي الذي ذكرته لك، وسوف يحسم هذا الأمر - إن شاء الله تعالى - حسما شاملا وكاملا، وتحس بارتياح كبير بعد أن توضع لك الخطة العلاجية.
وأود أن أنصحك نصيحة هامة وهي: ألا تعطل حياتك نسبة لهذه الأعراض، أحد وسائل علاج أعراض المخاوف والقلق والتوترات والأعراض النفسوجسدية هو أن يكون الإنسان مجيدا في إدارة وقته، وأن يحرص في عمله، وأن يطور مهاراته، وأن يمارس الرياضة، وأن يكثر من التواصل الاجتماعي... هذه كلها وسائل علاجية أرجو أن تحرص عليها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.