السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعمل مهندس كهرباء، وبحكم مهنتي، فأنا أجلس طويلا أمام شاشات الكمبيوتر، وأتحدث كثيرا في التليفون الأرضي، منذ شهرين، وأنا أعاني من وجع خلف الرأس مع الشعور بنسيان، ودوار، وعدم ارتياح.
ذهبت للطبيب، وعملت أشعة مقطعية على المخ وأشعة x على الرقبة، وقال لي الدكتور: بأن الأشعات لا يوجد بها شيء عضوي، وأن ما أعاني منه سببه نفسي أدى إلى تشنج، أو تصلب في العضلات، والعروق، وأعطاني هذه الأدوية (اركا زنك + دانتريلاكس)، ولكن بلا نتيجة، ولم تفعل شيئا.
بعد ذلك دخلت على هذا الموقع، وقرأت في بعض الاستشارات التي تشبه حالتي، فوجدت أن بعض الدكاترة قد أجاب، وقال أنه في مثل هذه الحالات يفضل دواء موتيفال، وقال إنه يؤخذ حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم حبة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم بعد ذلك حبة ليلا لمدة 3 أشهر، علما أني بدأت في أخذ الموتيفال منذ 12 يوما، ولكن يوجد بعض الأعراض مثل طنين الأذن، وعدم التركيز.
هل ستزول هذه الأعراض مع الوقت؟ أم ستزول بعد انتهاء فترة العلاج؟ أم ستظل؟ أم أوقف هذا العلاج (الموتيفال) من الآن؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا لا أرى أن الجانب النفسي يشكل جزءا رئيسا فيما تشتكي منه، وما ذكره لك الطبيب من أن الذي تعاني منه ناتج من تشنج في العضلات والعروق.
أعتقد أن الذي قصده هو أن طريقة جلوسك لفترات طويلة والتموضع غير الصحيح أدى إلى انشداد وانقباض في عضلات الرقبة، وهذا قطعا يكون أثر على الأوتار مما نتج عنه الشعور بالألم خلف الرأس، حيث إن عضلة فروة الرأس كبيرة جدا وممتدة وتتأثر بأي نوع من الشد والجذب الذي قد ينتج من وضعية الرأس والرقبة، وهذا من خلال الانعكاس على العضلات كما ذكرنا.
موضوع الشعور بالنسيان وكذلك الدوار: أعتقد أنه مرتبط بهذا الأمر، أصبحت قلقا بعض الشيء مما تعانيه من آلام، والذي أراه هو أن تبحث في وضعية الجلوس، ويجب أن تكون صحيحة، وربما تحتاج أيضا لممارسة بعض تمارين الاسترخاء، خاصة استرخاء عضلات الرقبة والصدر والكتفين، هذا سوف يفيدك كثيرا.
أما بالنسبة للعلاجات الدوائية التي وصفها لك الطبيب فهي غير معروفة بالنسبة لي، وغالبا في مثل هذه الحالات ربما يلجأ الأطباء لبعض الأدوية المسكنة للآلام، والتي تؤدي إلى استرخاء العضلات.
عقار موتيفال لا أرى أن هنالك حاجة لاستعماله، هو دواء بالفعل بسيط وجيد للآلام النفسوجسدية، بمعنى أن الألم إذا كان جسديا ومنشأه نفسيا هنا قد يفيد هذا الدواء، لكن في حالتك لا أرى (حقيقة) في مواصلته، وربما يكون من الأفضل أن تراجع مرة أخرى الطبيب الذي قام بفحصك، أو طبيبا مختصا في آلام الروماتيزم والآلام الجسدية، هذا سيكون أفيد لك، وفي ذات الوقت سوف أحول استشارتك هذه إلى الأخ الدكتور محمد حمودة، استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الروماتيزم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
+++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفس وطب الإدمان، وتليها إجابة د. محمد حمودة استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم.
+++++++++
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
لقد وضعت يدك على المشكلة الرئيسية، وهي الوضعية التي تجلس فيها فترات طويلة، وكذلك الوضعية التي تكون فيها رقبتك أثناء التكلم في الهاتف، فكل هذا يضع جهدا كبيرا على عضلات العنق الخلفية مما يسبب شدا في العضلات، وحتى الأدوية قد لا تكون فعالة إذا لم يتم علاج السبب الرئيسي للآلام، فالمسكنات تخفف من الألم إلا أنها لا تعالج المشكلة؛ لذا فإن الحل هو بالأمور التالية:
- تجلس جلسة صحية أثناء العمل، بأن لا يكون هناك انحناء للرقبة إلى تحت، ومن ناحية أخرى؛ فإنه يفضل أيضا وضع مخدة صغيرة وراء أسفل الظهر على الكرسي حتى يأخذ الظهر انحناؤه الطبيعي، وكذلك يجب تجنب ميل الرأس للجنب أثناء التكلم بالهاتف، وعدم وضع الهاتف أو الجوال بين الرقبة والكتف، فكل هذه الوضعيات تؤدي إلى زيادة الجهد على العضلات، وبالتالي تؤدي إلى تعب العضلات والشد فيها، وقد يستمر الشد فترات طويلة، وطالما أن الوضع هو نفسه مع الأيام، فإن العضلات تبقى مشدودة.
آلام العضلات يمكن أن تنتشر إلى أماكن أخرى، فيمكن لآلام عضلات أعلى الرقبة أن تنتشر إلى الجبهة، وإلى أعلى الرأس، وفي بعض الأحيان يشعر المريض بالتنميل في الفروة بسبب انضغاط الأعصاب العلوية الرقبية التي تغذي فروة الرأس من الخلف بالعضلات المتقلصة، وبسبب الألم فإن الإنسان يصاب بالقلق والتوتر، وهذا كما تحدث الدكتور محمد عبد العليم أنه قد يؤثر على نفسية المريض، وقد يؤدي إلى النسيان واضطراب الذاكرة.
لذا فإنه يجب أن تغير الوضعية، وتقوم وتتحرك كل نصف ساعة إلى ساعة وتحرك العنق والرجلين والظهر وتتمدد بعض الشيء.
من ناحية أخرى يفضل عمل علاج طبيعي لتمديد وتقوية عضلات الرقبة stretching and strengtheneing وبعدها تجريها أنت بنفسك.
من أجل الألم، فيمكن أن تتناول أي مسكن مؤقتا حتى يخف الألم، ويفضل أن تتناوله؛ لأن بقاء الألم قد يؤدي بحد ذاته إلى استمرار الآلام؛ لذا فإننا ننصح المريض بالإضافة إلى الأمور الأخرى التي تم ذكرها أن يتناول المسكنات حتى يخف الألم، ومن هذه المسكنات يمكن تناول naproxen 250 مرتين في اليوم أو mobic 15 مرة واحدة في اليوم، وكل هذه الأدوية بعد الطعام.
في بعض الحالات نعطي دواء يرخي العضلات في الليل مثل:
sirdalude 4mg نصف حبة في المساء عند النوم، وهذا أيضا لفترة قصيرة.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.