السؤال
السلام عليكم
أصيب أحد أقاربي بعين، فأكتشفه أحد إخوانه، فذهب به إلى قارئ فقرأ عليه فشفي -الحمد لله- وفي تلك الليلة التي قرأ عليه القارئ تحلم أو رأى رؤيا (لا أعلم) فيها أربعة أشخاص أنا منهم، فسأل مفسر الأحلام وقال: إن بعض الأشخاص الذين رأيتهم بالحلم مصابين بالعين ومنهم أنا، فهل فعلا أكون كذلك مع أني لا تظهر علي علامات المصاب بالعين سوى أني طالب جامعي تعثرت في الفترة الأخيرة وذلك بسبب إهمالي وكثرة نومي عن المحاضرات أم أني مصاب بدون علمي؟
وهل عندما يصاب الإنسان بعين، لابد من ظهور علامات تدل على أنه مصاب؟ وهل يعلم الإنسان أنه مصاب بعين أم أن هذه العلامات لا تظهر، وتتضح عند بعض الناس المصابين؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحسد الحاسدين، وأن يجعلك من صالح المؤمنين، وأن يوفقك في دراستك، وأن يعينك على طاعته ورضاه.
بخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فيما يتعلق بالرؤيا أو بالحلم، أقول: أتمنى أن لا تشغل بالك به، لأن هناك علاجا لهذا الأمر، والعلاج هو الرقية الشرعية التي تريحك، وتخرجك من هذه الدوامة كلها، فكما أن قريبك هذا قد من الله تبارك وتعالى عليه بمن رقاه بالرقية الشرعية ونفعه الله تبارك وتعالى بها، وشفي ولله الحمد، فأنت تقطع الشك باليقين سواء كانت هذه الرقية حقا أم ليست بحق.
عليك أن تذهب إلى من يقوم برقيتك حتى تستريح، وحتى تخرج نفسك من فكرة هذه رؤيا أم حلم أم هذه حقيقة أم مجاز، فإن العلاج - الحمد لله تعالى – متوفر وموجود وسهل وميسور.
فيما يتعلق هل ممكن يكون الإنسان مصابا بالعين ولم يشعر؟
أقول لك نعم، معظم الناس مصابون بالعين وهم لا يشعرون، ولا يلزم أن تكون هناك علامات، بل إن الأمر قد يصل إلى درجة أن الإنسان قد يموت وهو لا يعرف أنه معين، والنبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا أن العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر، وأخبرنا - صلى الله عليه وسلم – أن أكثر أموات أمته بسبب العين، فالإنسان لا يدري؛ ولذلك يذهب إلى الأطباء يمينا ويسارا ويجري فحوصات وتحاليل، وقد يسافر إلى خارج البلاد والأمر سببه كله عين، إلا أنه لا يعرف أنها عين.
العين ليست لها علامات ظاهرة (حقيقة) أو الحسد، حتى نستطيع أن نقول بأن هذا معين أو محسود إلا من خلال الرقية الشرعية، أما سوى ذلك قد تكون الحياة تمشي بطريقة رتيبة وعادية، ولكن مع وجود الحسد، فلو أن الحسد زال لكانت الحياة أفضل من ذلك بكثير، ولا يستبعد أبدا أن تكون هذه العثرات التي تقابلك في دراستك ونومك عن المحاضرات أيضا سببه العين.
لذا أنصح بالرقية الشرعية عاجلا، عسى الله تبارك وتعالى أن يمن عليك بما من به على قريبك من الشفاء التام والعاجل، لتكون في أحسن أحوالك - بإذن الله تعالى – ولتشعر بنشاط وحيوية ورغبة في إكمال الدراسة في أسرع وقت، ونجاح باهر بإذن الله تعالى.
فعليك بالرقية - أخي الكريم – مع المحافظة على الوضع الإسلامي العام، من المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وأذكار ما بعد الصلاة، كذلك أذكار الصباح والمساء، وخاصة ما يتعلق بالرقية من العين أو الحسد، وبإذن الله تعالى سترى خيرا كثيرا.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لطاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق والسداد.