لم أعد أطيق زوجي وأريد الانفصال، فما نصيحتكم لي؟

0 374

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا امرأة متزوجة وحامل حديثا، ولكني لم أعد أطيق زوجي، لا لسانه، ولا خلقه، ولا عمله، ولا دينه يرضيني، أكره أن أجلس إليه أو أن يمسني أو حتى أن أبتسم إليه، وزاد نفوري عندما اكتشفت بأنه يمارس الاستمناء، والآن أريد الطلاق، ولكن رضا عائلتي عن زوجي يجعلني أعتقد بأنهم من الصعب أن يعينوني على ما أريد، فبماذا تنصحونني؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب - ابنتنا الفاضلة -، وننصحك بالمحافظة على هذا الزوج، والصبر عليه، ومحاولة حشد الإيجابيات التي عنده، ولا شك أن الزوج التي تحترمه عائلتك فيه خيرات وفيه جوانب مشرقة، أرجو أن تسلطي الأضواء عليها بداية، وتتخذيها مدخلا إلى معالجة ما يوجد من سلبيات.

نحن – يا ابنتي الفاضلة – نتفهم ما عندك من نفور، لأنك في بدايات الحمل، ولا شك أن هذه مرحلة تمر بها الأنثى، وهي ما يسمى بـ (الوحم) تمر به المرأة، فتبدأ بالنفور من زوجها، وتتضايق من بعض الروائح، ومن بعض الأطعمة، ومن بعض التصرفات.

والنساء يتفاوتن في هذا، بعضهن يكون الأمر عليها شديدا، وعلى الزوج أن يتفهم هذا الوضع، وعليك أن تتفهمي هذا الوضع، ونحن في مثل هذه الأحوال بحاجة إلى أن نراجع الأمهات والآباء الذين عندهم خبرات في الحياة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتمم حملك هذا على الخير، وأن يجعله من الصالحين، وأن يرزقكم الذرية الصالحة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحب أن نؤكد أن وجود الجنين يعمق الود والمحبة والتواصل بين الزوجين.

أما بالنسبة للمعصية الواقع فيها:
فالعلاج لن يكون صعبا، وأنت من سيساعده على العلاج بالخروج من هذه المعصية، فإن الإنسان إذا وجد الحلال، ووجد من تقترب منه، ومن تبدي له مفاتنها وسحرها الحلال، لن يذهب بعد ذلك إلى الحرام، وحتى لو كان عنده هذا الإشكال؛ فإنك جزء كبير جدا من العلاج، وبمساعدتك له سيستطيع أن يتعافى - إن شاء الله تعالى – من هذه المعصية ومن كل معصية.

وأرجو أن ترفضي هذا الأمر لأنه معصية لله تبارك وتعالى، وليس لأجل حظ في نفسك، فهو عاص لله قبل أن يقصر في حقك، مع أني أظن أنه ربما لا يكون عنده تقصير، ولكن ينبغي للزوجة أن تتفهم أن مثل هذه المخالفة قد تحتاج إلى بعض الوقت، وتحتاج إلى مساعدة منها، وتحتاج إلى عزيمة، وتحتاج إلى تشجيع منها، وتحتاج إلى أن تشبعه من الحلال حتى لا يبحث عن منافذ أخرى، فأنت جزء كبير وأساسي من الحل.

لذلك نتمنى أن تتقي الله وتصبري على هذا الزوج، وتحاولي دائما أن تكملي ما فيه من نقص، ويعاونك أيضا على أن تكملي ما عندك من نقص، فالنساء شقائق الرجال، والمطلوب هو التكامل والتناصح والتشاور والتعاون على هذه الحياة، وليس تصيد الأخطاء، أو حشد الأخطاء، أو مواجهة الشريك، واعلمي أنك لن تجدين رجلا بلا عيوب، كما أنك لست خالية من العيوب ومن النقائص، فأقبلي على زوجك الحلال، واهتمي به، واعلمي أن الزوجة عندما تحسن لزوجها تنال الأجر عند الله، والزوج إذا أحسن لزوجته فهذه عبادة وطاعة، واجب من واجبات هذه الشريعة، وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه.

فلتتنافسوا في الإحسان لبعضكم، لأن الذي يحسن أكثر هو الأقرب والأفضل عند الله تبارك وتعالى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية، ونتمنى أن يأتينا مزيدا من التفاصيل، وألا تقدمي على أي قرار بهذا الشكل إلا بعد الرجوع إلينا، حتى نتناقش عن المعطيات، ونحاول أن نتعاون في حل المشكلات التي تواجهكم، وهذا أفضل من أن تذهبي إلى أهله أو أهلك فتكبر المشكلة، فلذلك نتمنى أن تتواصلي مع موقعك، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا.

نسأل الله أن يديم بينكم الألفة والمحبة، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يخرب البيوت، وهمه أن يفرق بين الأزواج، وهمه أن يغرس بين الناس العداوة والبغضاء، وهمه أن يحزن الذين آمنوا، وهو لا يريد لنا السعادة ولا يريد لنا الحلال، بل هم هذا العدو أن يحزن الذين آمنوا، ولكن ليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله، فعاملي عدونا الشيطان بنقيض قصده، وتوكلي على الله، وأبشري بما عند الله تبارك وتعالى من الخير والتوفيق، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات