السؤال
السلام عليكم ..
أنا متزوجة من شهر من رجل مطلق، وأنا أيضا كنت مطلقة، عمري 26 عاما، فارق العمر بيننا 15 سنة، مشكلتي من أول يوم بدأ يفتش جوالي، ودائما على هذا الحال، وضايقني جدا تصرفه، يحس أني أراسل أشخاصا أو ما شابهه، الأسبوع الثاني من الزواج قال: احذفي برامج التواصل عندك، لأني أحس أنك تحبين التعارف وكلامك كثير، وأنا والله العظيم أخاف الله فيه، ويستحيل أن أفعل ما يغضب ربي، حسسني زوجي أنه لا يثق في.
وهناك برنامج خاص بالصور أضع فيه إبداعاتي، لأني عاطلة عن العمل وهو متنفسي، اسمي غير مستعار، ولي شهرة فيه ومتابعين، لكن ليس لدي احتكاك مع أي شخص فقط متابعة، ليس فيه رسائل خاصة أو دردشة، وحذفه من جهازي، وهددني إذا رآه مرة أخرى في جوالي سينفصل عني، ودائما يتهمني بالكذب والخيانة، وأنا الآن في حال لا يعلم بها إلا الله، بكيت بشدة وبحرقة وطلبت منه الطلاق لأني لا أحتمل هذا الوضع، ثم بدأ يعتذر مني كالعادة، لكن سيرجع لعادته، ما الحل؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح شأنك كله، ويصلح ما بينك وبين زوجك.
نحن نتفهم -أيتها البنت الكريمة– المرارة التي تعيشينها بسبب فقدان ثقة الزوج بك، ولكن نبشرك بأن هذه الحال يمكن أن تتبدل وتتغير، وليس الإصلاح فيها هو طلب الطلاق، ننصحك أولا بأن لا ترجعي مرة أخرى إلى مثل هذا الطلب، فإن تحملك لأخطاء زوجك وتغاضيك عنها، وصبرك عليها خير لك في دنياك وآخرتك من طلب الطلاق، والله عز وجل أرشدك في الكتاب الكريم إلى الصبر والتحمل، فقال سبحانه: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير}.
فتحملك لبعض العناء خير لك -بإذن الله تعالى– من الطلاق، واعلمي أولا أن كل شيء تتحملينه من الأذى الذي يصلك فإنك مأجورة -بإذن الله تعالى– مثابة عليه، لكن هذا لا يعني الصبر على هذه الحال على ما هي عليه، بل نحن ندعوك وننصحك إلى الأخذ بالأسباب التي تغير هذا الحال، وتبديل شك الزوج إلى ثقة واطمئنان، وهذا أمر يسير -بإذن الله تعالى– فاستعيني بالله وثقي به، وأكثري من دعائه أن يعينك على الأخذ بتلك الأسباب.
أول هذه الأسباب الطاعة للزوج فيما يطلبه منك من حذف البرامج أو الخروج من البيت، أو غير ذلك من الأسباب التي تؤدي إلى الشك لديه، فإذا رأى منك الطاعة والمبادرة وعدم الحرص على ما يؤدي إلى الشك فيك، إذا رأى منك عدم الحرص على ذلك، فإن هذا يبعث في نفسه الطمأنينة والثقة والارتياح.
حاولي أنت أن تتلمسي أسباب شكه، فبادري إلى إنهائها وإغلاق المنافذ الذي يدخل منها الشك إلى نفسه قبل أن يطلب منك ذلك، وكوني على ثقة بأنك وإن صبرت وتحملت بعض العناء في أول الطريق، فإن هذا سيعود عليك -بإذن الله تعالى– بالراحة والطمأنينة، وستكسبين زوجك.
من الأسباب أن تكثري دائما من مشاورته وسؤاله عما أنت مقدمة على فعله، فإذا أشركته في شؤونك، واستأذنته في تصرفاتك، وشاورته أيضا في من تقيمين معهن العلاقات من النساء، فإن هذا كله سيبعث في نفسه الاطمئنان والارتياح، وأنك لا تكتمين عنه شيئا، ولا تخفين عنه شيئا.
حاولي أن يكون استعمالك للهاتف فيه قدر كبير من الوضوح، وحاولي أن تكون اتصالاتك تحت سمعه وبصره، فلا تخفي عنه شيئا، ولو كان هذا الذي تخفينه ليس شيئا فيه مخالفة، فإنه لا يدري ما الذي تفعلينه عندما تختفين عنه، فلو جعلت أمورك واضحة له، وبذلت له الاطلاع على خصائصك، فإن هذا سينزع من قلبه الشك والريبة.
نحن نقول هذا -أيتها البنت الكريمة– ونحن ندرك أن هذه الحالة التي يمر بها الزوج ليست هي الحالة الطبيعية السوية، فإن هذا من الريبة التي يبغضها الله تعالى، الريبة من غير سبب تقتضيه، ولكننا نقول ذلك حتى تأخذي بالأسباب التي تعيد الأمور إلى طبيعتها، وتعيدي المياه إلى مجاريها، ولو تكلفت في ذلك شيئا من العناء، فإن الله تعالى يأجرك ويثيبك على ذلك، وبه تكسبين زوجك وتحافظين على بيتك.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يتولى عونك، وأن يأخذ بيدك.