السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي: أنني في بعض الأحيان لا أستطيع التحكم بالغازات، فتخرج مني دون أن أشعر بها، ورائحتها كريهة جدا، تشبه رائحة المجاري -أكرمكم الله- وعادة أتحكم بها، وأشعر بخروجها، ولكن هذه المشكلة تحدث أحيانا، وهي تؤرقني؛ لأنها تحدث فجأة، وتصيبني بالإحراج الشديد مع الناس، حتى أصبحت متوترة، ودائما ما أشعر بالضغط إذا جلست مع أحد خوفا من أن تخرج مني الرائحة.
وللعلم: فقد كنت أعاني من الإمساك، ولكن مع كثرة شرب الماء، وأكل البرتقال، قل الإمساك، ولقد حاولت أن أراقب نوعية الأكل الذي أتناوله، ولكني لم أجد طعاما محددا، وأحيانا أعاني من كثرة الغازات في البطن، وذهبت لعدة أطباء واستشاريين، فكان أحدهم يقول لي: بأن سبب تلك المشكلة هو القولون العصبي، وصرف لي دواء للقولون، ولم أقتنع بكلامه؛ لأنني لا أعاني من أعراض القولون - ولله الحمد -، كما أن الذين يعانون أصلا من القولون لا يشكون من ذلك، وآخر دكتور ذهبت إليه قال لي: بأنها مشكلة طبيعية يعاني منها الكثير، ولا تحتاج إلى علاج.
الموضوع ليس هينا لهذه الدرجة التي يستخف بها الدكاترة، وأنا الآن مقبلة على الزواج، وحاولت ألا يتم هذا الزواج لهذا السبب، ولكن أهلي مصرين، وإلى الآن لم أجد علاجا لمشكلتي، أو حتى معرفة السبب، وليس من المعقول أنه ليس هناك علاج، فلكل داء دواء، لذا لجأت إليكم، وأرجو أن أجد لديكم التشخيص والعلاج.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
إن الغازات في البطن شيء طبيعي عند معظم الناس، إلا أنه أحيانا يكون بشكل كبير ومحرج، خاصة عندما يترافق أيضا مع رائحة، فكثير من الناس يخرجون غازات دون رائحة وبشكل طبيعي يوميا.
والإحساس بعدم التحكم به ينجم عن كثرة الغازات، وليس بسبب أن هناك مشكلة في المعصرة الشرجية، إلا إذا كان هناك رض سابق للمعصرة كالولادة، وعندها يحصل ما يسمى بسلس الريح والبراز، أي أن الإنسان لا يشعر بالغازات وهي تخرج، ولا يتحكم بها، وكذلك أيضا يخرج البراز دون ضبطه، وهي حالة مختلفة.
وعندما تزداد كمية الغازات في البطن، فإنها تتحرك إلى الشرج لكي تخرج، فإن كانت قليلة، أمكن للإنسان التحكم بها حتى يخرجها في أماكن وأوقات مناسبة من الناحية الاجتماعية.
أما إن كانت الغازات كثيرة، فهي تتحرك حتى تصل إلى المعصرة الشرجية الداخلية فتضغط عليها، وبالتالي تفلت منها، ثم تضغط على المعصرة الشرجية الإرادية، وهنا يحس الإنسان مع الضغط الكبير بأنه لا يستطيع أن يمسكها، فتخرج منه، والسبب هو كثرة الغازات في البطن.
ولذا فالحل هو: تقليل كمية الغازات، والغازات لها أسباب كثيرة، ويجب أن تعلميها، لكي تتعرفي عليها، وتتجنبيها، وهي:
- كثرة البلع، وتناول الطعام بسرعة، مما يؤدي إلى دخول الهواء بكثرة، لذا فإنه ينصح بأن يتم تناول الطعام ببطء والفم مغلق.
- التوتر والقلق، وهذا يسبب دخول هواء زائد.
- المشروبات الغازية، وكثيرا ما يهمل الناس هذا السبب.
- تدخين السجائر والأرجيلة.
- الإمساك.
- بعض أنواع الأطعمة، وخاصة البقوليات، كالفول، والحمص، والفلافل، وكذلك الفجل، والقرنبيط، والملفوف.
- زيادة جراثيم الأمعاء bacterial overgrowth، وسبب الرائحة هو: تشكل كبريتيد الهيدروجين، فالجراثيم تحرر مادة الكبريت، والتي تتحد مع الهيديروجين مولدة هذا المركب ذو الرائحة الكريهة.
وللعلاج:
- يفضل تجنب الأمور التي تم ذكرها، والتي يمكن أن يكون أحدها عندك.
- ومن ناحية أخرى: يفضل تناول دواء فلاجيل 500 ملغ مرتين في اليوم لمدة أسبوع، وهذا يساعد على التقليل من زيادة الجراثيم.
- عليك بتجنب حصول الإمساك عندك.
ومن أجل الغازات:
- يمكنك تناول الأدوية التي تخفف من الغازات، مثل: الdysflatyl ثلاث مرات في اليوم.
- كذلك يمكنك تناول الأدوية التي تساعد على هضم الطعام، مثل: digestive enzymes tablets، حبة ثلاثة مرات في اليوم، حتى تتحسن الأعراض، ثم يمكن التوقف عنها.
ومن الدراسات التي أجريت على سبل علاج الغازات: فقد أكدت أحدث الدراسات العلمية أن: الفلفل الأسود يقضي على الغازات المعوية، ويسهل الهضم.
وقد أكدت الدراسة: بأن تناول الفلفل الأسود بشكل يومي يسهم بشكل فاعل في عمل المعدة السليم، وتزويد الجسم البشري بالعديد من الفيتامينات والألياف الضرورية؛ فالفلفل الأسود يسهم في زيادة إفراز عصارة المعدة التي تساعد على هضم المواد البروتينية بسرعة، كما يقلل من فرصة تكوين غازات البطن، أو حصول نوبات الإمساك.
وتعود هذه الفوائد الصحية الموجودة في الفلفل الأسود بالدرجة الأولى إلى وجود المركبات الحارة فيه، والمواد العطرية.
ونسأل الله لك الشفاء والعافية.