السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة جامعية، عمري 27 سنة، ملتزمة –والحمد لله-.
مقتنعة بعدم العمل بأماكن الاختلاط، لذلك ما زلت عاطلة عن العمل، وأمكث في البيت، وقد لامني الجميع على قراري، حيث مطلوب مني الخروج، والعمل، والاختلاط بالناس ، حتى أستطيع الحصول على فرص الزواج.
لم اقتنع بكلامهم، واستمررت في قراري، لعلمي ويقيني أن ما كتبه الله لي، سأحصل عليه، وفعلا تقدم لي العديد من الخطاب، ولكنهم لم يكونوا بالمستوى المطلوب، واستمر أهلي في لومي، فأصبحت أشعر بالقلق النفسي، والندم، رغم اقتناعي أن الاختلاط في العمل يغضب الله.
الآن صرت مجبرة على القبول بأي شخص، فخطبني رجل يبلغ من العمر 39 سنة، وبصراحة أحسست أنه كبير في السن، وكنت أتمنى الزواج بشاب يكون أصغر منه في السن، ولكن والداي أخبراني بأنه مناسب لي، وأن فيه مميزات قد لا أجدها في زوج آخر، وطلبا مني أن أوافق على الزواج به.
سؤالي: بم تنصحونني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونتمنى أن تنظري إلى الأمام، فلا نريد لك أن ترجعي إلى الخلف، لتقولي (لو أني فعلت كذا كان كذا)، ولكن قولي (قدر الله وما شاء فعل)، ولا أظن أنك نادمة طالما كنت تريدين أن تبتعدي عن الاختلاط، وليس فيه خير، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الثبات، وأن يعينك على كل أمر يرضيه.
ونحب أن نؤكد لك، أن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، والإنسان ينبغي أن ينظر للمستقبل، وعليك أن توقني أن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله -تبارك وتعالى-، فالجئي إلى الله، واعلمي أن الخير بيد الله -تبارك وتعالى-، ونؤكد لك أن التي لجأت إلى الله، وعرفت طريق الدعاء، ستنال الخير الكثير، وأنت -ولله الحمد- ممن عرفت هذا الطريق، فواظبي على اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، وكوني راضية بما يقدره الله، وراضية بما يقسمه الله -تبارك وتعالى- لك.
ونعتقد أن هذا الرجل الذي تقدم إليك، ورضيه الوالد، ورضيته الوالدة، سيكون فيه خير كثير، فالوالدين أحرص الناس على مصلحة الفتاة، والمؤهلات التي أشاروا إليها، وذكروها عنه لا شك أنها نادرة ومفيدة، ولذلك نتمنى ترك هذا التردد، واعلمي أن المؤمنة إذا ترددت في أمر؛ فإنها تستخير ربها، وتستشير إخوانها، ونحن من ناحيتنا لا نرى أن فارق العمر فيه إشكال، إذا كان الرجل مناسبا، وعطاء الرجل يمتد، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.
ونحب أن نؤكد لك، أن الخاطب الذي قدره الله سيأتيك، فلا داعي للانزعاج من الذين لم توافقي عليهم، خاصة ومعظمهم كما قلت ضعيف التدين، والدين هو الأساس الذي ينبغي أن نبني عليه، لأن الدين هو وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - : (إن جاءكم من ترضون دينه وخلقه)، وقد جاءك صاحب الدين، وصاحب الخلق، ويجمع إلى ذلك رضا الوالدين، ورغبة الوالدين في الارتباط به، وهذا -إن شاء الله تعالى–، دليل ومؤشر خير.
نسأل الله -تبارك وتعالى- لك التوفيق والسداد.