السؤال
السلام عليكم
لدي مشكلة: أنا متزوجة ولدي طفلان، زوجي ﻻ يحب الحوار بيننا، يقول: إنه يؤدي إلى المشاكل، ودعي أي أمر إلى أن ينحل بنفسه، بذلت ما بوسعي لكن دون جدوى.
وقبل خمسة أشهر فاتحني بموضوع الزواج من أخرى، فطلبت السبب، فقال: إنه شيء شخصي ونفسي، العلاقة بيننا فاترة ومملة، وفيها من التوتر الكثير، منذ خمسة أشهر والعلاقة بيننا رسمية للغاية، وكأنني ثقيله على نفسه، ﻻ يحب التنزه معنا، وﻻ الخروج، إذا خرجنا يتركنا وحدنا وينهي أي مشوار له.
سألته ماذا به؟ قال: ﻻ شيء، فقط أنت حساسة، إذا أرسلت له أي رسالة فيها من التلطف، وأي شيء بين زوجين حبيبين، يرد بأسلوب جاف، ويرد على أصدقائه ومعارفه بأسلوب ألين منه معي، ويمسح أي رسائل أو صور ذكرى بيننا.
قبل رمضان الماضي حدثت بيننا مشكلة ورماني عند أهلي أسبوعين، ﻻ أعرف ما السبب؟ وماذا به؟ ولم يتصل، وجاء قبل رمضان بيوم ورجعت إلى بيتي، فأخبرني أن السبب أن أمه نقلت عني كلاما أقسم بالله العظيم أني لم أقله، ولم يصدقني، واستمرت علاقتنا مثل: خادم ومخدوم وأنا فقط أجيب أوامره خوفا أن يرميني نفس تلك المرة.
عندما رماني عند أهلي أخرج جميع المواقف والأسرار التي جرت بيننا، وفضحني بين أهله، ومنها: أمور صارت بيننا عفا عليها الزمن، وأشياء لم تكن من شخصيتي أصلا، فسكت ووكلت أمري إلى الله.
خطب امرأة ولكن لم تتم، والآن فجأة جاء من العمل منزعجا فتركته ولم أسأله، وجلس على هذه الحال 3أيام، ﻻ يكلمني وﻻ يلمسني، فسألته عن السبب؟ فأخبرني: أنه يريد أن يتزوج، وقال: أريد امرأة تعرف الطبخ، يعني: طباخة ماهرة للمناسبات الكبيرة، فقلت: أتعلم. قال: لا ينفع.
والآن لنا أسبوع على هذه الحال ﻻ يكلمني، وأنا قلت: إذا تزوجت اتركني. فقال: حسنا.
هو بعيد عني قلبا وقالبا، ﻻ أدري ماذا أفعل لنا 6 سنوات على زواجنا؟
أرجو أن توجهوني مشكورين، فإذا تزوج ﻻ أستطيع العيش معه، وقد قلت له: دعنا نذهب إلى استشاري أسري، فقال: ليس أنا من يذهب إلى هناك، أنت من يفتعل المشاكل.
أرجو الرد وآسفة على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك -أيتها الأخت الكريمة-، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الصبر على هذا الزوج، ولا شك أن هناك تقصيرا من جانبه، ولكن نتمنى أن تدار الأمور بحكمة، وتجتهدي دائما في أن تكوني الأفضل والأحسن، فإنا نرحب ببناتنا وأخواتنا المتواصلات مع الموقع.
ونتمنى لكل من تتصل بموقعنا أن تكون الأفضل، وخير الأزواج عند الله خيرهم لصاحبه؛ لأننا لا نجد سبيلا إلى الطرف الآخر، وسوف نكون سعداء جدا طالما رفض الذهاب إلى الاستشاريين أن يتواصل معنا على هاتف (55100346) يستطيع أن يتواصل على هذا الهاتف، وبعد ذلك نستطيع أن نتفاهم معه؛ لأن الرجل يأخذ عن الرجل، ولا شك أن هذا جزء أساسي من الحل، أن يستمع هو إلى توجيهات خارجية، كما نحن أيضا بحاجة إلى أن نستمع إلى شكواه وإلى الملاحظات التي يأخذها عليك؛ لأن الصورة تتضح أكثر.
ومثل هذا الرجل الغامض يحتاج إلى من يخرج الأشياء منه إخراجا، وكما ظهر من خلال الخصام الطويل، وبعدها فجأة يقول: لأن والدته قالت كلاما، مع أن هذا بمنتهى البساطة كان يمكن أن يناقش ويحاسب ويساءل، في نفس اللحظة تنتهي القضية سلبا أو إيجابا.
لكن هذا النوع من الرجال الذي عنده غموض يحتاج إلى رجل يجلس معه، يتفاهم معه، يتكلم معه؛ لأنه غالبا لا يأخذ عن المرأة حتى ولو كانت محقة، وهذا شيء مؤسف، والنبي -عليه صلاة الله وسلامه- أحسن إلى أزواجه -عليه الصلاة والسلام- وقال لنا معشر الرجال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)؛ لذلك أيضا نتمنى قبل الحوار أن تضعوا أسسا وقواعد، وطبعا الحوار بين الزوجين غالبا ما يفشل لأسباب:
لأنه أولا: يبنى على قناعات سالبة، (أصلا هذه ما تفهم)، (أصلا هذا ما يتغير) أصلا كذا، يعني هناك قناعات معلبة.
الأمر الثاني: أن هذا الحوار لا تصل فيه الرسائل بطريقة صحيحة.
الأمر الثالث: أن الإنسان عند الحوار لا بد أن يمتص الكلمات الجارحة، يقول: (لعلك تقصد كذا، ولعل هذا رأيك، وأرجو أن تراجع هذه المسألة) بهذا الكلام، بدلا من أن يقابل ذلك بالهجوم.
مما يجعل الحوار ينتهي بالشجار: أن الحوار لا تكون فيه نقاط اتفاق، يعني نحن اتفقنا على واحد اثنين ثلاثة أربعة، ونقطة الخلاف هي النقطة الفلانية، يعني تحديد هذه النقطة فيه مصلحة للزوجين ومصلحة للحوار، ومصلحة للرجل على وجه الخصوص؛ لأن المرأة دائما تناقش بطريقة واسعة، فالرجل سيبدأ بمناقشة دراسة الطفل (مثلا) -المدرسة- وينتهي بأنه مقصر وأنه كذا وأنه كذا، إذا لم تكن هناك نقطة محورية محددة نرجع إليها ونناقشها اليوم، ولتكن بقية النقاط في وقت آخر.
كذلك أيضا ينبغي أن تقتربي منه، وتحاولي أن تبرزي ما عندك من محاسن ومفاتن؛ لأن بعض الأخوات إذا قصر الزوج أو أهملها تهمل نفسها، ولا تبدي زينتها، ولا تقوم بواجبها في هذا الجانب، فالرجل يبدأ يتطلع -والعياذ بالله- إلى الحرام إن كان فاسقا، أو إلى زوجة ثانية إن كان ممن يخاف الله -تبارك وتعالى- ويتقيه.
لكن خوف الله وتقوى الله تقتضي أن ينصف زوجته الأولى، وأن يحسن إليها، والشرع لا يمنعه إذا كان هناك رغبة في أن يتزوج شريطة أن يعدل بينهما، أن يكون عنده قدرة على إدارة البيوت، أن يكون قرار الزوجة الثانية قرارا يتخذ بعناية، ليس ردة فعل، وليس من أجل إلحاق الضرر بالزوجة الأولى أو نحو ذلك.
وينبغي لكل رجل أن يعلم أنه لا توجد امرأة بلا عيوب، فكل امرأة فيها نقائص وفيها إيجابيات، لكن كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر) وكذلك المرأة.
ولأنك تتواصلين معنا نتمنى أن تعرضي ما عنده من إيجابيات، وتحاولي أن تفتحي معه فرصة للحوار، والاقتراب منه، وحاولي أن تحسني إلى أهله، يبدو أن هناك اهتماما منه بأسرته، فحسني العلاقة بينك وبين أهله، واصبري على أمه، فإنها في مقام الأم، وهي كبيرة، وهي تحتاج أن نصبر عليها، والشرع أمرنا بأن نحترم من هو أكبر منا سنا، فكيف إذا كانت أم الزوج؟
على كل حال نحن نتمنى أن يتغير هذا الوضع، وتتغير هذه الأزمات، وهذا نعتقد أنه بيدك، فغيري طريقتك، ولا تقابلي عناده بعناد، وحاولي أن تكوني الأفضل، وأكثري من التوجه إلى الله تبارك وتعالى، وذكريه بالمحاسن والأيام المشرقة، لا تحاولي الإكثار عليه في أوقات ضيقه، تأكدي أنه لا يمر بأزمات مالية أو مشكلات في العمل، فإن بعض الرجال إذا واجهته كانت الضحية بكل أسف هي الزوجة.
المهم المسألة تحتاج أن ننظر إليها من كافة الجوانب، وقد يكون من المفيد الكتابة إلينا وتوضيح بعض التفاصيل، حتى نستطيع أن ننظر في الصورة كاملة، ونتمنى أن تشجعيه على التواصل معنا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.