على قدر من الجمال ولم يتقدم لي خاطب حتى الآن، فهل أنا محسودة؟

0 523

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أتابع موقعكم بشدة، فأنتم على قدر عال من الثقة والعلم..

أنا طالبة في قسم الهندسة، وفي آخر فصل دراسي، وعلى قدر من الجمال -حسبما يقولون لي-، ولكن مشكلتي هي أنه إلى الآن لم يتقدم لي أي شخص، كما أنني أعاني من فراغ عاطفي كبير، ولا أتحدث مع الشباب خوفا من الله لأنه حرام، والكل يسألني متى ستخطبين؟ فأبتسم وأقول: بأنه النصيب.

ولقد قرأت في المواقع بأنه قد يكون حسدا، مع أنني أحصن نفسي عند الخروج بقراءة الأذكار.

لقد أصبح الأمر يؤلمني ويشغلني، ويبعدني عن دراستي وأنا في نهايته الدراسة، مع أن الشباب ينظرون إلي نظرات غريبة، فلا أنظر إليهم، ومنهم من عندما أمشي يتكلم وأنا لا أرد عليه، ومنهم من يغني، ومنهم من يتبعني، مع ذلك لا أحد يتقدم لي، مع أن هنالك بنات أقل مني جمالا وعلما يأتيهم النصيب، وأنا لا أعلم لماذا؟

أنا خائفة بأن أنجذب إليهم يوما من الأيام، وأدعو ربي أن يثبتني على ديني، وأن يكتب لي النصيب الطيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - المتفوقة التي وهبها الله نعما كثيرة، منها: الجمال، ومنها الوصول إلى هذا المستوى العلمي، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لك فيما أنعم عليك، واعلمي أن الإنسان ينال بشكره لنعم الله المزيد، فاحمدي الله على ما أولاك من النعم، ولا تنظري إلى ما عند الناس، فإن الله قسم نعمه بين عباده، والسعادة لا ترتبط بشيء معين، فقد تتزوج الفتاة ولا تكون سعيدة، وتنجح ولا تكون سعيدة، لأن السعادة هي نبع النفوس المؤمنة الراضية بقضاء الله وقدره، فننصح بالمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ومن زيد بعد ذلك شيئا فذلك خير إلى خير.

ولذلك نتمنى أن تكون الأمور واضحة بالنسبة لك، وأن تشتغلي بمدح النعم التي أولاك الله تبارك وتعالى إياها، واعلمي أن الزواج مسألة لها توقيت، وهذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وسوف يأتيك الخاطب المناسب في الوقت المناسب - بإذن الله تبارك وتعالى -.

وإذا كنت - ولله الحمد - تحملين شهادة، وعندك من الجمال، وتواظبين على الأذكار، فإنك تجمعين - ولله الحمد - الخير من أطرافه، ونسأل الله أن يسعدك وأن يوفقك، ونتمنى فيما تبقى أن تنشغلي بدراستك، وأن تحافظي على ما عندك من الوقار، فلا تردي على الشباب، ولا تنظري إليهم، ولا تلتفتي إليهم، واعلمي بأن الشاب دائما يجرون وراء المرأة التي تلوذ بإيمانها، وحيائها، وحجابها، وسترها، ويهربون من المرأة التي تقدم له التنازلات، وتحاول أن تسترضيه وإن كان الأمر يغضب الله تبارك وتعالى، ولكن المؤمنة العاقلة من أمثالك تقدم رضوان الله، وتبتعد عن الحرام كما هو واضح في الرسالة، وهذا نشكرك عليه، ونتمنى أن تحافظي على وقارك، وتستمري على ما أنت عليه من الخير.

أما بالنسبة للإجابات:
فنتمنى أن تركزي في الإجابة، وأن تجتهدي في فهم السؤال، وتحاولي أن تكون الإجابات مركزة، واعلمي أن بعض الأساتذة يريد الإجابات من الكلام الذي سيقوله، فأرجو أن تهتمي بالإجابات بحيث تكون إجابات معظمها سمع من المحاضر أو من الدكتور، واجتهدي دائما في أن تقاربي إجابتك مع إجابة الزميلات، حتى تعرفي إذا كانت هناك جوانب تحتاج إلى مراجعة وتحتاج إلى وقفات، فمن الطلاب من يسرف في الإجابة، ومن الطلاب من يتوسع، ومن الطلاب من يستعجل في إجابته.

وحاولي دائما أن تكوني التلميذة المهذبة، واجتهدي في معرفة أسباب نفور هذا الدكتور منك – كما قلت – ومعاملته السيئة لك، فربما هناك سوء فهم، أو أمر نحو ذلك، ولا تلتفتي لهؤلاء الشباب ولا تلتفتي إليهم، فإن أي تنازلات لن تكون في صالحك، والفتاة إذا ثبتت على يقينها ووقارها وحجابها نالت رضوان الله أولا، وتنال ثقة هؤلاء الشباب، وتنال ثقة أهلها، ويدرك الرجل أنها غالية، فإذا تزوجها أكرمها، بينما التي تقدم التنازلات؛ فإنه قد يتزوجها ولكن سيهينها ويذلها، ويذكرها بما كانت عليه من دناءة وسوء.

لذلك نسأل الله أن يحفظك، وأن يعينك على المحافظة على ما أنت عليه من الخير، ونتمنى أن تنظمي وقتك، وتركزي الإجابات، فلم يبقى لك إلا القليل، وبعدها سيأتيك - إن شاء الله تعالى – ما قدر الله تبارك وتعالى لك من الخير، ولا مانع من قراءة الرقية الشرعية على نفسك، وأيضا أرجو أن تعلمي أن الفتاة لا بد أن يكون لها حضور في مجتمعها، خاصة وسط الصالحات والطيبات، وفي المراكز الإسلامية ونحوها، لأن في هذه المراكز صالحات يبحثن عن فاضلات من أمثالك لإخوانهن أو لأبنائهن أو لمحارمهن، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات