السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع.
مشكلتي بدأت عندما كان عمري 13 عندما، وقعت على أكبر مرض وهو الأفلام الإباحية والعادة السرية، فتدمرت حياتي الاجتماعية، وظهرت علي أعراض الرهاب الاجتماعي.
علما أني في السابق كانت شخصيتي قوية، وكنت بعض المرات ألقي خطابا أمام جميع الطلاب، ولم أكن أرتبك، ولله الحمد.
أما الآن فعندي ارتباك شديد جدا، ونسيان وعدم تركيز حتى في البيت، وفي البداية كنت أشك أنه من العادة السرية، ولكن أتاني مقرئ فقرأ علي آيات للعلاج من الإصابة بالعين، وقال: إنه من الممكن أن تكون العين تؤدي إلى أمراض نفسية.
أشتكي من عدم الاطمئنان والتشتت ودقات قلب سريعة، وعروقي تنبض، وعندما ذهبت للدكتور عمل لي تخطيط قلب، وتخطيط القلب سليم.
قديما عندما أحضر إلى المدرسة لم أكن أكرهها، وكنت أحفظ بسرعة، وأستوعب بسرعة، وذاكرتي جيدة، وشخصيتي قوية.
أما الآن تدهورت حالتي، وارتباك شديد جدا، وعدم تركيز، ونسيان، وأنا الآن أفكر في ترك المدرسة، فما تشخصيكم لحالتي؟ وما هو علاجي؟
علما أن ارتباكي ليس فقط في المدرسة بل بالمناسبات والاجتماعات، أرتبك كأن شخصا يخنقني! ودقات قلبي تزداد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية.
من خلال رسالتك الذي استنبطه عن حالتك النفسية هو أنك - الحمد لله تعالى – جيد لدرجة كبيرة، لكن الذي تعاني منه هو نوع من عدم الاستقرار النفسي والوجداني، وهذا نتج من شعورك وخوفك من الفشل، وقطعا هذا ولد عندك الكثير من المخاوف للدرجة التي أعطتك صورة سلبية عن ذاتك، وقللت من مهاراتك الاجتماعية أو هكذا أصبح يهيأ ويخيل إليك أنك غير مقتدر عند المواجهات، مما نتج عنه ما نسميه بالرهاب الاجتماعي البسيط.
فيما يخص المسببات القوية التي كنت ضحية لها، وهي: (مشاهدة الأفلام الإباحية، ممارسة العادة السرية) هذه صفحة مظلمة يجب أن تضعها تماما خلف ظهرك.
نريدك أن تستنتج استنتاجات إيجابية من هذه التجربة القبيحة، والاستنتاج الإيجابي يأتي من قناعاتنا أن المهارات تكتسب حتى من الممارسات الخاطئة والسيئة، وتكتسب بمعنى: أن الإنسان لا يقع في مثل هذه الأخطاء مرة أخرى، ويحاول أن يطهر نفسه وأن يبرئ نفسه، وأن يعوضها من خلال حسن الخلق وحسن السلوك، وتقوى الله يجب أن تكون على رأس الأمر.
الإنسان إذا عرف ما هو سيئ أكثر خبرة يكتسبها هو أن يتجنب هذا السيئ، وأن يجنب نفسه وأسرته وأولاده في المستقبل إن شاء الله تعالى، خذ الأمور على هذه الشاكلة.
أيها الفاضل الكريم: أريدك أن ترتب وقتك، أن تنظم وقتك، أن لا تأسى على ما فاتك، لكن يجب أن تستفيد مما هو آت، العلم نور، فيجب أن لا تحرم نفسك منه، بل هو السلاح الذي سوف تواجه به متاعب الحياة، فزود نفسك بنور الدين ونور العلم.
إذا اقتنعت بما أقوله لك فسوف تجد تلقائيا أن همتك قد ارتفعت، وأصبح لديك الجلد والقدرة والتوجه الإيجابي.
الأمر الآخر هو: احرص على بر والديك، بر الوالدين مفيد ومحفز عظيم جدا للنفس حتى تطمئن وتستقر، وحين تطمئن النفس يزول الإرتباك، ينتهي التوتر، يتحسن التركيز، وترتفع درجة الأداء عندك؛ لأن الدافعية قد تحسنت.
أيها الفاضل الكريم: كن شابا ذا مؤهلات اجتماعية راقية، أنا أحب الشباب الذين أشاهدهم يشيعون الجنائز، نحب الشباب الذين نشاهدهم يقفون ويشرفون على خدمة الكبار في المناسبات، الشباب الذي يستقبل الضيوف في البيوت بكل حفاوة وإقدام، الشباب الذي يمارس الرياضة، الشباب الذي يشارك في النشاطات الاجتماعية والخيرية والثقافية والدينية، هنا قطعا ومن خلال هذه الممارسات تتطور المهارات، فكن على هذا النسق - أيها الفاضل الكريم - .
ربما يكون أيضا من الأفضل أن تتناول دواء بسيطا جدا يساعدك على شيء من الاستقرار، لكن الدواء مشروط بعمرك.
إذا كان عمرك عشرين عاما أو أكثر فليس هنالك ما يمنع أن تتناول دواء مثل (زيروكسات) هذه اسمه التجاري، ويعرف علميا باسم (باروكستين) أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة نصف حبة – أي عشرة مليجرام – تتناولها يوميا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هو دواء سليم وفاعل، وإن شاء الله تعالى يساعدك في الاستقرار النفسي ويحسن من تركيزك، ويزيل المخاوف والتوترات.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.