أعاني من شدة الإرهاق خصوصا بعد الاستيقاظ من النوم

0 616

السؤال

السلام عليكم

عندما أستيقظ من النوم أكون مرهقا جدا، وعظامي تؤلمني، وأنام تقريبا 9 ساعات، ومع ذلك أبقى طول اليوم نعسان، ونومي ثقيل جدا.

عندي أصدقاء كثر، ولكنني عندما أجالس الناس لا أجد ما أكلمهم به، وأحس حالي ضعيفا، ولا أستطيع التفاعل معهم بشكل جيد، وكثيرا أحس بالقلق والرهاب، وعندما أمشي في الشارع أحس مشيتي غريبة، وجسمي ضعيف!

أحس أن قدرتي على الكلام ضعيفة جدا، وعندما أتكلم مع الناس تصبح نبراتهم هادئة جدا، وتبدو مملة، وهي نفس نبرتي.

مع أن كثيرا من الناس الذين هم أكبر مني سنا يمدحون أخلاقي وتفوقي، ولكن أقراني واللذين هم في سني أحس أني أقل منهم شأنا، ولا أستطيع المزاح أو الحوار الجميل.

أنا لم آخذ في حياتي أي دواء نفسي، فهل أخذ (زيروكسات) أو (زولفت)؟ وأيهما أفضل؟ وأيهما له أعراض انسحابية أقل؟

أريد أن أعلم أقل جرعة أستطيع أخذها وأستفيد منها.

يرجى التفصيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فدعنا نبدأ نناقش: هل أنت لديك فعلا مشكلة تتطلب استعمال الدواء؟ وإن وجدت مشكلة نفسية هل الدواء هو العلاج الوحيد والأفضل أم أنه توجد إجراءات وترتيبات علاجية أخرى؟

أرى أن الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذها هي أن تذهب إلى طبيب عمومي أو طبيب باطني لتقوم بإجراء فحص عام وفحوصات مخبرية عامة، فهذا الشعور بالتكاسل الشديد وكثرة النوم أحيانا يكون ناتجا عن ضعف في الدم أو عجز في اضطرابات الغدة الدرقية أو عدم توازن الأملاح، وشيئا من هذا القبيل، وحتى نتأكد ونكون في حالة اطمئنان أرجو أن تذهب أولا لتقابل الطبيب وتجري الفحوصات، هذه هي الخطوة الأولى.

ثانيا: الجانب النفسي في أعراضك موجود أيضا، فالشعور بالخمول، بالتكاسل، فقدان الدافعية، بما أن غربتك في الحوارات الجميلة غير موجودة، ولاحظت أيضا أن ثقتك أو تقديرك لمقدراتك أقل مما هو مطلوب، هذه الأعراض أحيانا نشاهدها مع الاكتئاب الخفيف (البسيط) خاصة لدى الشباب، قد تظهر الأعراض بهذه الشاكلة.

هذا النوع من الاكتئاب يعالج من خلال حزمة من الإجراءات، أهمها الإجراءات السلوكية، والتي تقوم على مبدأ: عدم الاستسلام للخمول وللتكاسل، وأن تدفع نفسك دفعا معنويا وإيجابيا، وتصر أن تقوم بواجباتك في وقتها، وأن تؤديها برغبة أو دون رغبة، هذا سوف ينتج عنه بناء رغبة إيجابية حقيقية، سوف تحس بأن مشاعرك تبدلت أصبحت إيجابية، وأن الاكتئاب بدأ في الزوال.

أيضا عليك أن تقيم نفسك من حيث نوعية التفكير ونمطه، لا تقلل من إمكانياتك، لا تقلل من مقدراتك، أحاسيسك بأنك لا تجد طريقة لتكلم أصدقاءك أو أنك ضعيف التفكير أو التفاعل معهم: هذا تفكير سلبي، يجب أن تغيره.

على العكس تماما أنت لست أسوأ إنسان، ولست بأحسن إنسان، اقبل الوسطية في حياتك، واجعل لنفسك عزيمة وقوة، وثق في نفسك وفي مقدراتك.

الخطوة التالية هي: أن تستثمر حياتك استثمارا جيدا، واستثمار الحياة يأتي من خلال: الطالب عليه أن يجتهد، العامل والموظف عليه أن يجيد، وأن يكون هنالك تواصل اجتماعي، وأن تكون هنالك برامج مستقبلية وأهداف وآمال، مع وضع الخطة اللازمة التي توصل الإنسان إلى أهدافه، فهذا يجب أن تضعه نصب عينيك.

إذا اجعل هذا هو منهجك، أجر الفحوصات - كما ذكرت لك – وإن كانت الفحوصات كلها سليمة، وتأكد أن الأمر كله يتعلق بعسر في المزاج.

أرى أن عقار (بروزاك) والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين)، وليس (الزيروكسات)، أو (الزولفت) سيكون هو الأفضل، لأنه يجدد الطاقات، يحفز الإنسان، وليس له آثار انسحابية.

أنت لم تذكر عمرك؛ لذا إذا كان عمرك أقل من عشرين عاما فلا تستعمل أي دواء دون أن تذهب إلى الطبيب.

إذا كانت الأمور كلها على النسق والأسس التي ذكرناها لك فجرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم، تتناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، استمر عليها لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

الرياضة يجب أن تشكل أهمية كبيرة في حياتك، لأن الرياضة تحسن الدفع والطاقات النفسية والجسدية، فكن حريصا عليها.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات