قلق وتوتر وعصبية وغازات ونحافة.. ما تفسيركم لكل هذا؟

1 560

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله، في إسلام ويب، كل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخير، وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل الله الفردوس الأعلى مثواكم -إن شاء الله-.

الدكاترة محمد عبد العليم ومحمد حمودة, أرجو مساعدتكم، والله العظيم إني أحبكم كثيرا في الله، وأسأل الله لكم دوام الصحة والعافية.

أنا شاب من المغرب, متزوج وأب لطفلة، عمري 33 سنة، طولي 175 سنتيمتر، ووزني 53 كيلو، أعاني من النحافة، وأشعر دائما بالإرهاق، والتعب التام طوال اليوم، حتى عندما أستيقظ لصلاة الفجر أكون مرهقا ومتعبا، ولا أنام نوما مريحا حيث أستيقظ عدة مرات ليلا، في غالب الأحيان غير مرتاح البال والمزاج.

صراحة أشعر بأنني غير سعيد بسبب نحافتي، وتعبي، أعاني من كثرة الغازات بشكل مزعج, والشعور بالشبع، وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بين الوجبات, وعدم الارتياح أثناء التغوط، والإحساس بعدم التغوط الكامل، أعني: عدم استكمال إخراج الفضلات.

أنا في حالة قلق وتوتر، وعصبية، وإرهاق وتعب، وكثرة الغازات، والنحافة، وعدم راحة البال، صراحة تؤرقني وحرمتني من الإحساس بالسعادة، وراحة البال.

أحيطكم علما بأنني بفضل الله ملتزم بصلاة الجماعة في المسجد، أحضر جميع الصلوات في المسجد، والحمد لله أنا راض عن وضعي المادي، ولست ممن يشغل باله بالدنيا، والمال، الحمد لله الذي رزقني قناعة ورضا بما عندي، ولا أكترث للماديات.

أرجوكم هل من تفسير طبي لحالتي؟ لماذا أشعر بالإرهاق والتعب الذهنيين والبدنيين؟ وكثرة الغازات؟ هل من دواء فعال لما أعانيه؟ هل من اقتراحات تساعدني لاستعادة السعادة وراحة البال، والتخلص من النحافة؟

أرجوكم صفوا لي دواء سليما وفعالا، أنا في انتظار نصائحكم القيمة.

دمتم في حفظ الله ورعايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

بالنسبة للنحافة: فهناك أسباب متعددة للنحافة، وأهمها العامل الوراثي، فإن كان الوالد والوالدة نحيفين، فإن الأولاد يكونون كذلك.

ومن ناحية أخرى: فإن كان الشخص نحيفا في الصغر فقد يجد صعوبة في زيادة وزنه عند البلوغ، أو ما بعد ذلك، والسبب أن عدد الخلايا الدهنية في الجسم تحت الجلد تكون قليلة؛ لأن الخلايا الدهنية يزيد عددها في السنين الأولى من العمر وبعدها تتوقف الزيادة.

والسبب الآخر هو: أن بعض الأشخاص تكون نسبة الاستقلاب عنده عالية؛ وبالتالي فإن الجسم لا يخزن الطعام كثيرا، وإنما يحرق معظم الطعام على الرغم من أن الشخص يتناول الطعام، وبشكل جيد، والعوامل الأخرى هي: أن بعض الأمراض قد تسبب النحافة، وكذلك الديدان، ولذا يجب إجراء تحاليل للدود في البراز، وتحاليل للغدة الدرقية، وتحاليل دم لنسبة الدم والكلى والكبد.

ولزيادة الوزن: فإن الحل الوحيد بعد استبعاد الأمراض التي تم ذكرها، هو: زيادة تناول السعرات الحرارية، أي زيادة في كمية الطعام، واختيار الأنواع التي تحتوي على السعرات الحرارية.

إذا كانت الشهية ضعيفة، ولم يكن هناك سبب مرضي لها، فإن هناك بعض الأدوية التي تفتح الشهية، ويمكن تناولها حتى تتحسن الشهية، ثم التوقف عنها متى لم يعد هناك حاجة لها ومنها:
cyproheptadine4mg-، ويتم تناول حبة واحدة في اليوم في المساء؛ لأنها قد تسبب النعاس والدوخة، ثم يتم زيادتها إلى حبتين، وإن لزم إلى ثلاث حبات في اليوم.

Mosegor 0.5mg- وهو يستخدم في الأصل لمنع الصداع النصفي، ووجد أنه يساعد على فتح الشهية، وزيادة الوزن، ويؤخذ منه حبة يوميا في المساء، ثم يتم زيادتها إلى حبة مرتين في اليوم، ثم إلى حبة ثلاث مرات في اليوم، وذلك تدريجيا.

وبالنسبة للطعام: فيفضل تناول ست وجبات صغيرة ومتعددة في اليوم بدلا من وجبات كبيرة وقليلة، فمثلا: يحتاج النحيف إلى ثلاث وجبات رئيسة، وثلاث وجبات صغيرة؛ الأولى: بين الفطور والغداء، والثانية: بين الغداء والعشاء، والأخيرة: قبل النوم.

- تناول الأطعمة الغنية بالطاقة كخليط الفواكه مع الحليب"كوكتيل"، وخاصة كوكتيل الموز، والمعجنات: كالفطائر والكعك.

- بدء الوجبة بالطبق الرئيس، وتأجيل السلطة والفاكهة لآخر الوجبة.

- تناول الفواكه والخضراوات.

- تناول بعضا من الحلويات في نهاية كل وجبة، أو استبداله بشطيرة من القشطة والمربى أو العسل.

- إضافة زيت الزيتون إلى السلطات.

- إضافة العسل إلى الحليب والمشروبات الساخنة.

- تناول المكسرات والفواكه المجففة في الوجبات الصغيرة، أو إضافتها إلى السلطة والرز.

- تناول كوب من اللبن مع الغداء والعشاء.

- تجنب شرب الماء أثناء الوجبات؛ لأن ذلك يضعف الأنزيمات الهاضمة، ويعوق عملية الهضم، إلى جانب أنه يملأ المعدة، ويجعل النحيف يشعر بالشبع بسرعة.

- مضغ الطعام ببطء وبشكل كاف.

- ممارسة الرياضة بانتظام، فالرياضة تقوي العضلات، وتجعل زيادة الوزن تتركز في العضلات بدلا من زيادة الدهون، كما أنها تفتح الشهية، وتقلل من تأثير الضغوط النفسية على الصحة العامة.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة ..... استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم.
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم.............. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++++++++++++

من واقع ما ورد في رسالتك أرى أن الجانب النفسي أو المكون النفسي واضح جدا في أعراضك، ولا أقول لك: إنك تعاني من مرض نفسي؛ لأنك (حقيقة) لا تعاني من مرض نفسي، لكن هنالك ظواهر نفسية لديك، وهي تفسر الكثير من أعراضك.

الذي يظهر لي أن شخصيتك هي شخصية قلقة بعض الشيء، بالرغم من قناعاتك الممتازة حول الحياة، وهذا القلق ربما لا تستشعره كأعراض واضحة، والقلق من هذا النوع - والذي يكون ملازما للشخصية - في معظم الأحيان قلق مقنع.

وبالنسبة لأعراض الجهاز الهضمي التي تعاني منها من الواضح جدا أنها أيضا ناتجة مما يمكن أن نسميه بالقولون العصبي، وكلمة العصبي تعني العصابي -أي الذي يساهم القلق والتوتر في حدوثه-. إذا الخلاصة أن حالتك هذه حالة (نفسو جسدية).

أما موضوع النحافة: الأشخاص القلقون لديهم ميولا للنحافة، خاصة إذا كانت موروثاتهم الجينية تلعب دورا في ذلك؛ لأن السمنة والتحكم في وزن الإنسان لدرجة كبيرة تلعب الوراثة فيه دورا.

الإجهاد النفسي والجسدي هو واحد من الصفات والأعراض الملازمة للقولون العصبي، وعسر المزاج من الدرجة الثانية - ونعني به أنه نوع من الاكتئاب الخفيف البسيط جدا الذي لم يصل لمرحلة اكتائبية حقيقية أو الشعور بالكدر والكرب - هذه المكونات كلها تؤدي قطعا إلى عدم الارتياح.

والذي أريد أن أنصحك به هو الآتي:

أولا: أنت لديك إيجابيات عظيمة في حياتك، قناعاتك الراسخة وفلسفتك حول الحياة جميلة جدا، حرصك على الصلاة مع الجماعة والتزامك بالعبادات لا شك أنه رصيد إيجابي، كونك متزوج ورزقك الله تعالى الذرية، ولديك العمل... هذه كلها إيجابيات وركائز يجب أن تستشعرها بصورة أكبر، حتى يتحول مزاجك إلى مزاج إيجابي بصورة أفضل.

ثانيا: قطعا مقابلة الطبيب مهمة - الطبيب الباطني أو طبيب الأسرة أو طبيب الجهاز الهضمي - وذلك من أجل إجراء فحوصات عامة، فحوصات أساسية، هذه قاعدة طبية مهمة، وفي ذات الوقت سوف تطمئنك كثيرا.

أنت لا تحتاج لأن تتردد على الأطباء كثيرا، زيارة أو زيارتين مع إجراء هذه الفحوصات من وجهة نظري سوف تكون مفيدة جدا.

ثالثا: أن تغير نمط حياتك، وتنظم وقتك بصورة أفضل، وأن تمارس الرياضة.

رابعا: تمارين الاسترخاء أصبحت مهمة جدا في حياة الناس، وأنا على ثقة أن الاسترخاء سوف يعود عليك بفائدة كبيرة، فحاول أن تتدرب عليها، علما بأنه توجد كتيبات وسديهات وأشرطة كثيرة جدا في المكتبات، كما أن الكثير من المواقع على الإنترنت توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، هناك طريقة بسيطة تسمى (جاكبسون) أرجو أن تطلع عليها، وقد أوضحناها في استشارة لإسلام ويب تحت رقم (2136015) أرجو الرجوع إليها.

خامسا: بعد أن تتأكد من الفحوصات يمكن أن يقوم الطبيب بإعطائك بعض الأدوية المضادة للقلق والتوترات والمحسنة للمزاج، والتي سوف تساعدك أيضا في تحسن النوم، وكذلك شهيتك للطعام.

هنالك دواء يعرف باسم (ريمارون)، ويسمى علميا باسم (ميرتازبين) تناوله بجرعة خمسة عشر مليجرام - أي نصف حبة - ليلا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة عشر مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيرا بإذن الله تعالى.

أضف إليه عقارا آخر يعرف باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد) هو مضاد للقلق ممتاز جدا، ويعمل أيضا من خلال زيادة فعالية (المريتازبين).

جرعة الدوجماتيل التي تحتاجها هي جرعة صغيرة تبدأ بكبسولة واحدة - أي خمسين مليجراما - تتناولها صباحا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة صباحا لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه، لكن استمر على المريتازبين بنفس الطريقة التي ذكرناها لك.

ختاما أرجو أن تأخذ بما ذكرناه لك من نصائح وإرشاد، وتتفهم حالتك حسب ما أورده الأخ الدكتور محمد حمودة، وحسب ما أوردناه هنا في الإجابة على استفساراتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات