السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي كانت عادية جدا تصيب أي شخص في أي وقت, ولكن تحولت هذه المشكلة إلى وسواس أشغل بالي ليلا ونهارا.
منذ فترة ليست بالبعيدة أصابني إسهال, فأخذت علاجا وشفيت, ولكن أصبح هذا المرض يشغل بالي, وأصبحت أخاف أن أجلس مع الناس خوفا من أن يأتيني الإسهال فجأة وأنا جالس معهم, وأصبحت أتغيب عن الجامعة, وإذا ذهبت لأدخل إلى المحاضرة أجلس في الخارج حتى تنتهي, أصبت بعقدة نفسية شديدة جدا دمرت حياتي.
أصبحت محاضراتي كأنها موعد حرب, أتمنى ألا تأتي أبدا, وأفرح إذا جاءت عطلة الأسبوع, وإن دخلت للمحاضرة أجلس في الصفوف الأخيرة, ويمضي علي الوقت كأنه سنين, وأتعرق وأتلفت خوفا من أن يصيبني الإسهال فجأة؛ فأصاب بالحرج والضياع, وعندما أركز في مكان الخروج أشعر بنبضات كأنها نبضات القلب, والإسهال يصيبني كل فترة وأخرى.
أرجوكم ساعدوني فنفسيتي تحطمت.
والمشكلة الأخرى: أنني سأتخرج من الجامعة بعد شهرين, ساعدوني أريد أن أتخلص من هذا الوسواس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسير النفس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع.
من الواضح أن ما تعانيه ليس وسواسا, وإنما حالة نفسية معروفة نسميها "رهاب المرض" عندما ينشغل ذهن المصاب على صحته، معتقدا بأن لديه مرضا ما، كالإسهال مثلا في حالتك، أو غيره، ويعتقد الشخص أنه يحتاج للمزيد من الاختبارات والفحوص، والمزيد من آراء الأطباء المختلفين، حتى يصل للتشخيص الذي كان يخافه كل هذا الوقت, وفي كثير من الأحيان تترافق هذه الحالة بما وصفت من أعراض نوبات الهلع عندما تتعرق ويتسرع قلبك...
وقد يبدأ الشخص يخاف من كل ما له علاقة بالمرض، كخشيتك من التعرض للإسهال وأنت في الجامعة، أو الأماكن العامة.
ومهما قام الشخص بالمزيد من الفحوصات والاختبارات، ومهما تعددت آراء الأطباء بالتخصصات المختلفة، فكل هذا قد لا يذهب عن ذهنه فكرة المرض, فإذا به ومن جديد يبدأ سلسلة جديدة من الأطباء، ومن الاختبارات من أجل الوصول إلى جذور المرض، ومعرفة هذا التشخيص!
أنصحك بمراجعة طبيب نفسي حيث سيقوم بأخذ القصة كاملة، ومعرفة الأمور الكثيرة والتي لم تخبرنا عنها: كنمط الحياة، وعلاقاتك الأسرية والاجتماعية، وتاريخ طفولتك، وطبيعة حياتك اليومية.... ومن ثم يمكن لهذا الطبيب النفسي أن يقوم بعد التشخيص بالعلاج المطلوب، ولا بد للطبيب النفسي من تحري إمكانية وجود حالة نفسية أخرى، بالإضافة لرهاب المرض ونوبة الذعر كالاكتئاب مثلا، والقيام بتقديم العلاج المطلوب.
لا أنصحك بالمزيد من تجنب حضور المحاضرات والجامعة، فهذه لن تزيدك إلا شكا وتفكيرا وانشغالا بالأعراض والإسهال, وإنما أنصحك بمراجعة اختصاصي في الطب النفسي في أقرب فرصة ممكنة، لتنهي هذا العذاب الذي أنت فيه.
وحاول ألا تتجنب ما يخيفك، فهذا التجنب يزيد المشكلة، وإنما أقدم على أعمالك المعتادة, ولا تجعل خوف الإسهال يغير برنامج عملك، وستخف الأعراض بالتدريج.
عافاك الله، وكتب لك الشفاء.