السؤال
السلام عليكم...
أنا سيدة متزوجة، عمري 36 سنة، وأم لأربعة أطفال، أعاني منذ ثلاث سنوات من اضطراب في الدورة الشهرية، حيث كانت تنزل قطرات من الدم قبل الدورة بيومين، راجعت طبيبة نسائية من قبل سنتين أخبرتني أنها قرحة، ولكن في ذلك الشهر، عرفت أنني حامل في الشهر الأول، وأتم الله لي الحمل، وولدت ابني وعمره الآن سنة - والحمد لله-.
عادت المشكلة، ولكن بشكل أكبر، حيث تنزل قطرات الدم قبل الدورة بأربعة أو خمسة أيام، راجعت الطبيبة، وقامت بفحصي، وعملت لي سونار، وأخبرتني أن القرحة خفت، ولا يوجد تكيس على المبايض، وأعطتني (زينتراكس)، أربع حبات ليوم واحد، وتحاميل مهبلية، وغسول، وقالت أن سبب نزول الدم هو الرضاعة، ولا علاج إلا بعد إيقاف الرضاعة، علما أنني لم أركب لولب، ونستخدم أنا وزوجي العزل لمنع الحمل.
سؤالي: هل يوجد علاج لحالتي؟ هل هذه النقاط من الناحية الطبية تعتبر من الدورة أم لا؟ وإذا أمكن عرض الاستشارة على الفتاوى لمعرفة حكم هذه الأيام في الصلاة والصيام؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن سبب الحالة عندك على الأغلب هو وجود ضعف في الإباضة، وهذا لا يعني بأن الإباضة عندك لا تحدث، ولكن يعني بأن الهرمون الذي يفرز بعد خروج البويضة، وهو هرمون (البروجسترون )، يكون بكمية غير كافية ليثبت بطانة الرحم في مكانها، مما يؤدي إلى حدوث هشاشة أو خلخلة في هذه البطانة، فينزل منها قليلا من الدم.
لكن وقبل القول بشكل نهائي بهذا التشخيص؛ فإنه يجب دوما نفي الأسباب المرضية الأخرى، التي قد تسبب نزول الدم بهذا الشكل، ومن أهم هذه الأسباب: وجود اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية، أو ارتفاع في هرمون الحليب.
ولذلك فإنه يجب عمل التحاليل الاتية :
(LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4- PROLACTIN)، ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة الشهرية، وفي الصباح، فإن تبين وجود خلل ما، فبعلاجه ستصبح الدورة طبيعية -إن شاء الله تعالى-.
أما إن كان كل شيء طبيعي، فهنا نقول بوجود ضعف في هرمون (البروجسترون)، وهو هرمون التثبيت -كماسبق وذكرت- والعلاج سيكون عن طريق تناول حبوب، تسمى: (دوفاستون) حبتين يوميا، ابتداء من اليوم (15) من الدورة إلى يوم (25) منها، ثم التوقف، فستنزل الدورة بعد (2-5) أيام بشكل طبيعي -إن شاء الله-، ويجب تكرار العلاج لمدة ثلاث دورات شهرية على الأقل.
إن هذه الحالة رغم أنها مزعجة ومقلقة للسيدة، إلا أنها لا تعتبر مرضا حقيقيا، وهي غالبا ما تظهر بعد عمر (35)، حيث أن لها علاقة بنوعية مخزون المبيض، وقد تختفي الحالة في أي وقت من تلقاء نفسها، أوقد تظهر في بعض الأشهر، وتختفي في بعضها الآخر.
نسأل الله -العلي القدير- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.
--------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة - استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-،
يليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي - مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
--------------------------------------------------------------------
مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونتكلم هنا عن الناحية الشرعية، والحكم الشرعي لما ترينه من الدماء، وما يتعلق بذلك من أحكام الصيام والصلاة.
فالأصل -أيتها الأخت العزيزة– أن الدماء التي تنزل من المرأة دماء حيض ما دامت دماء طبيعية ليست بسبب مرض وعلة، وما دام ذلك في زمن يصلح أن يكون الدم النازل حيضا، وذلك بأن يكون قد فصل بينه وبين آخر حيضة أقل الطهر، وهو خمسة عشر يوما عند كثير من العلماء، ولم يتجاوز هو –أي الدم– مع ما يتخلله من انقطاع وطهر خمسة عشر يوما.
فإذا تحققت هذه الضوابط؛ فإن هذا الدم حيض، والذي ظهر لنا من كلامك أن هذه النقاط التي تبدأ قبل الدورة يكون قد فصلها عن الحيض السابق أقل الطهر أو أكثر، وإذا نزلت يعقبها بعد ذلك نزول الدورة، فإذا كان الأمر كذلك فالذي يظهر لنا أنها من دماء الحيض، ما دام الوقت الذي تستمره مع أيام الدورة بعدها وأيام الانقطاع المتخللة، ما دام الوقت المجموع لذلك كله لا يتجاوز خمسة عشر يوما، فالذي يظهر لنا أنها من دماء الحيض من الناحية الشرعية، إلا إذا قال الطبيب الموثوق أنها بسبب مرض –بسبب علة، كجرح ونحوه– ففي هذه الحالة نقول ليست حيضا، لأن دماء الحيض دماء طبيعية، وإذا علمت الحكم الشرعي فحين تعد حيضا لا تصح معها الصلاة ولا الصيام، والواجب بعد انقطاعها - إذا انقطعت - الاغتسال.
هذا كله على فرض أنها يعقبها انقطاع كلي، بمعنى أنه ألا يبقى في المحل (الفرج) أي أثر للدماء، بحيث إذا أدخلت قطنة أو نحوها إلى الفرج تخرج غير ملوثة بالدم، فها هنا يجري الكلام السابق بأنه لا بد من ضم هذه النقاط -أو مدة هذه النقاط- إلى ما بعدها من الدم المستمر، لتكون حيضا؛ لأن أقل الحيض عند أكثر العلماء يوم وليلة، فإذا كانت النقاط وحدها ولا يعقبها دم يصل مجموعه إلى يوم وليلة، فإنها وحدها لا تعد حيضا.
أما إذا كان الانقطاع الذي تقصدينه إنما هو انقطاع السيلان، بمعنى أن يبقى في الفرج أثر للدم، بحيث إذا أدخلت شيئا في الفرج وخرج وعليه دم، فإن هذا من الناحية الشرعية لا يقال عنه انقطاع، بل يحكم عليه كأنه دم يسيل.
والخلاصة التي نرجو أن تكون قد وضحت، أن الحيض لا بد أن يكون يوما وليلة -أربعة وعشرين ساعة– أو أكثر، فإذا كان مجموع هذه النقاط مع ما بعدها من الدم يبلغ هذا المقدار فهي من الحيض، والطهر الذي يكون وسط الدماء من العلماء من يعده حيضا، ومنهم من يعده طهرا، وعلى أية حال فمتى انقطع الدم عنك ورأيت الانقطاع التام –الذي وصفناه قبل قليل– فإنه يتعين عليك الاغتسال وصلاة الفريضة لذلك الوقت وما بعدها، فإذا عاد الدم مرة ثانية حكم بأنه عاد الحيض ثانية، وهكذا.
أما من الناحية الطبية وما تحتاجينه من إرشادات فإن الأخوات الطبيبات سيتولين ذلك -بإذن الله تعالى- .
نسأل الله أن يفقهك في دينك.