أختي الصغيرة تتواصل مع شباب عن طريق برنامج في الجوال.

0 426

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عندي مشكلة مع أختي الصغيرة التي تبلغ من العمر 13 عاما، حصلت لها مشكلة وكانت تعاني من العمر 11-12 عاما من مدرستها الابتدائية بأن معلماتها يعاملنها باستفزاز، ويشوهن سمعتها لدرجة حصل لها تشنج، وعندما دخلت المدرسة المتوسطة بدأت تكره المدرسة من معلماتها، وكانت تقول: افصلوني من الدراسة.

ومرة ذهبت للنادي وتركت جوالها في البيت، وأخذته وربي ألهمني معرفة الرقم السري لجوالها، فجلست أفتش ودخلت على برنامج وتفاجأت بأنها تكلم أولاد عشاقا للجنس -والعياذ بالله-، وكانت تسألهم ماذا يفعلون المتزوجون في يوم الدخلة؟ وصعقت جدا من هذا الأمر، علما بأن الوالدة لا تهتم بنا أبدا، وأختي تكتم شيئا في داخلها لكن لا أعرفه، وهي ملتزمة بالدين لكن لا أعرف لماذا تصرفت هذا التصرف؟ وأريد منكم مساعدتي لحل هذه المشكلة، فأنا أختها الكبيرة وأنا أحمل مسؤولية البيت، لا أحد يهتم غيري.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الرحالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بموضوع أختك الصغيرة، وأنت -ولله الحمد- كبيرة فتحملي هذه المسؤولية، وأشبعي هذا الجانب العاطفي فيها، فإن الفتاة إذا وجدت العاطفة والاهتمام في البيت لا يمكن أن تتسول العواطف في الخارج، أما إذا كانت لا تجد هذا فمن السهولة أن يغويها الشيطان، وهناك شياطين الإنس والجن - عياذا بالله -.

ونتمنى ألا تشعريها من البداية أنك اطلعت على أسرارها، ولكن عليك أن تجتهدي في النصح والإرشاد وبيان خطورة مثل هذه المسائل، وبيني لها أن في الناس أشرارا، وأنهم خطر كبير، وحبذا يكون هذا الكلام دون أن تنظري إليها حتى لا تشعر أنك تتهميها، فبقاء حاجز الحياء والحشمة فيه خير كثير.

وأنت الآن عرفت المرض، فعليك أن تسعي في العلاج، وأهم ما ينبغي أن تنتبهي له هو الاقتراب منها والدخول إلى حياتها، ملاطفتها، القيام بخدمتها، السؤال عن أحوالها، كسر وحدتها، لا تتركيها وحدها، معاونتها على مصادقة الصالحات، والتوجه إلى رب الأرض والسموات، الحديث معها عن خطورة ما تفعله بعض الساذجات من الفتيات من تهاون ومن علاقات آثمة مع الشباب، وكيف أن الفتاة هي التي تدفع الثمن، لأن في الشباب ذئاب، وأن الفتاة مثل الثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس، تشجعي فيها وتحيي فيها الجوانب الإيجابية، وإذا كانت -ولله الحمد- متدينة فهذا مما يسهل عليك المهمة.

أرجو ألا تتوقفي عن نصحها والاهتمام بها، والاحتفاء بها، وقومي بدور الأم ودور الأخت الصديقة في النصح لها والإرشاد والإحسان إليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك وأعينكم بصلاحها وهدايتها، ونؤكد لك أن هذه الأمور قد يكون دافعها مجرد الفضول، ولكنها تفتح أبوابا من الشر بمجرد التفكير بهذه الطريقة، والتواصل مع الشباب بهذه الطريقة، يفتح أبوابا للشر، أرجو أن تسارعي في إغلاقها، وباحتواء هذه المشكلة، وننصحك بالستر على هذه الأخت، وعدم ذكر ما حصل منها لأحد، لأن هذا ليس فيه مصلحة، ولكن حاولي أن تحصري الموضوع، ومن حقك أن تتابعي من على البعد، لكن الشرع لا يرضى هذا الأسلوب في التجسس، ولكن إذا عرفت المرض فإن الطبيب بدأ مباشرة في العلاج، ولا يعيد الفحص مرة ثانية.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وهكذا ينبغي أن تكون الأخت مع أخواتها الصغار، وهكذا ينبغي أن تكون المؤمنة مع كل مسلمة، فكيف إذا كانت هذه المسلمة هي الشقيقة الصغرى؟ ونتمنى أيضا أن تدخلي إلى عالمها، وتهتمي باهتماماتها، ولا مانع من أن تصحبيها إذا خرجت في بعض الأحيان، دون أن تشعر أن هذا متابعة، ولكن لا بد من الاحتياط ولا بد من الحرص.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية، وسوف نكون سعداء إذا تواصلت معنا بتوضيحات أكثر وبتطورات أكثر، ونتمنى أن يكون التطور إيجابيا وفي الإصلاح، ونسأل الله لنا ولكم الهداية التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات