السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فتاة تريد الزواج من رجل متعلقة به، وتحادثه بالهاتف، ولكن أهلها لا يقبلونه زوجا لها، وذلك لأنه والدها على عدم الوفاق معها.
سؤالي: ماذا تفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
فتاة تريد الزواج من رجل متعلقة به، وتحادثه بالهاتف، ولكن أهلها لا يقبلونه زوجا لها، وذلك لأنه والدها على عدم الوفاق معها.
سؤالي: ماذا تفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يوفقك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوج صالح طيب مبارك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وبخصوص ما ورد برسالتك –أختي الكريمة الفاضلة–، فأعتقد أنه لا يخفى عليك أن النبي –صلى الله عليه وسلم–، قال: (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) وقال –صلى الله عليه وسلم– أيضا: (أيما امرأة أنكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل)، وكانت أمنا عائشة –رضي الله عنها– تقول: (لا تزوج نفسها إلا البغي)، أي الإنسانة السيئة الفاسدة -والعياذ بالله تعالى-.
ومن هذا المنطلق نقول بأنه لا يجوز للفتاة المسلمة الصالحة، التي تحب الله ورسوله، أن تتزوج برجل دون موافقة ولي أمرها، لأن هذا العقد سيكون باطلا على الرأي الراجح من أقوال أهل العلم، وبما أن والدها لا يرغب في أن يكون هذا الرجل زوجا لها، فلا ينبغي لها أن تخالف أمر والدها، حتى وإن كان معتديا، حتى وإن كان ظالما، لأن هذا حقه، وهو قطعا سيسأل بين يدي الله -تبارك وتعالى- يوم القيامة، عن السبب الذي من أجله رفض هذا الشاب.
أما أن تتكلم الفتاة مع الرجل بالهاتف بدون علم أهلها، فهذا أيضا محرم شرعا، وهي خيانة لأهلها، وخيانة لله ولرسوله كذلك، لأنها ما دامت قد علمت أن والدها لا يرغب في أن يكون هذا الرجل زوجا لها، فينبغي عليها أن تقطع علاقتها به تماما.
كونها أنها تحبه ويحبها حبا شديدا، هذا لا يجعل الحرام حلالا، ولا يجعل الباطل حقا، وإنما عليها أن تتوقف، ما دام قد تم رفض هذا الرجل من قبل الأسرة، فمعنى ذلك ليس لها فيه من نصيب، وينبغي عليها أن تتوقف عن التواصل معه، وغاية ما فيه أنها تقول له: (حاول أن تتكلم مع الوالد، وأن تستعين ببعض الذين لهم تأثير على والدي لعله أن يغير قراره)، أما أن تتكلم معه دون علم أهلها فهذا لا يجوز، وينبغي عليها أن تتقي الله -تبارك وتعالى-، وأن تعلم أن هذا الذي تفعله حرام شرعا، وأن تعلم أيضا أن هذه العلاقة المحرمة الآن –وهي الكلام عن طريق الهاتف– قد يترتب عليه حرمانها من هذا الأخ نهائيا، لأن من تعجل الشيء قبل أوانه، قد يعاقب بحرمانه، فلذا ننصح -الأخت- بالتوقف عن التواصل مع هذا الشاب، وأن تقول له: (حاول أن تبحث عن أحد يستطيع أن يؤثر على والدي، أما أنا فأنا لا أستطيع أن أتكلم معك بعد هذا اليوم، ولا يمكن أن يكون بيني وبينك شيء دون موافقة أهلي، لأن هذا لا يجوز شرعا).
هذا هو الواجب حقيقة -يا بنيتي- على الفتاة المسلمة الصالحة، التي تريد رضوان الله والجنة، لأن الأمر ليس سهلا، ولا يجوز لها أبدا بحال من الأحوال، أن تتكلم مع رجل عبر الهاتف أجنبي عنها، ما دام أهلها قد رفضوه، حتى وإن كان والدها على عدم وفاق معها، هذا لا يؤدي بها أبدا، أو يكون مبررا لها، لأن تتكلم مع رجل لا يجوز لها أن تتكلم معه.
أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يوفقها لكل خير، وأن يمن عليها بزوج صالح طيب مبارك، إنه جواد كريم.
هذا، وبالله التوفيق.